الفنانة الفلسطينية سناء موسى: الفن الحقيقي ينحاز لقضايا الناس
أكدت الفنانة الفلسطينية الدكتورة سناء موسى، دور الفن والثقافة كوسيلة مقاومة، في الجلسة الحوارية التي عقدتها مساء أمس الخميس، في مسرح الرينبو بعمان، ضمن الفعاليات الثقافية الرمضانية التي يقيمها المسرح احتفاءً بالشهر الفضيل.
وشاركت الفنانة الفلسطينية في جلسة حوارية بعنوان “من القلب إلى غزة”، قدمتها الإعلامية ميس النوباني، حضرها جمهور غفير ملأ جنبات المسرح، قالت فيها إن الفن الحقيقي ينحاز لقضايا الناس، وأن الفنان صاحب الرسالة، هو الذي يحمل مبادئ الخير والحق والعدالة، وما أحوجنا لصوت الفنان الحر الذي يقف على المسرح وينتصر بكلمة للقضية الفلسطينية، مضيفة “الغناء هو ناقل للمعرفة، وليس مختصاً فقط بالترفيه”.
وأشارت سناء، إلى أنها تنظر للأغنية باعتبار أن لها وظيفة مهمة، فهي تخلد الفكرة والمرحلة والشخص، وأنها تسعى عبر أغنياتها إلى توثيق المراحل النضالية السياسية التي مرت بها القضية الفلسطينية، باعتبار أن الأغنية سلاح، تخترق القلب وتتعدى كل الموانع والمعيقات، ويمكن أن تحمل الأغنية روح القضية الفلسطينية وتعرف بأوجاع الشعب الفلسطيني للعالم، مبينة أن الفن التجاري والاستهلاكي، بعيد كل البعد عن الشعور والاقتراب والإحساس بقضايا فلسطين.
ولفتت النظر إلى أن للغناء وظيفة مهمة لدى الفلسطينيين، وهي علاج النفس من أثر الوداع للشهيد أو الأسير، وأن هذا التأثر والتأثير الكبير الذي تحدثه الأغنية بصدق في روح الناس أوصلها لكي يتم استخدام الأغنية الفلسطينية للمرة الأولى في فيلم هندي عالمي، من شدة صدق التعبير عن الإحساس بالفقد ومشاعر الألم والخوف.
وحول ما يجري في قطاع غزة حالياً، أكدت أن أهالي غزة لديهم الإيمان الحقيقي ويتقبلون ما يجري معهم، ويحمدون الله، وأنهم راضون وصابرون، على الرغم من أن ما يحدث هو كارثة حقيقية بكل المقاييس، باعتبار أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تصفية الناس وإبادتهم ومسح تاريخهم.
وأشادت بالدور الأردني الكبير المناصر لأهالي فلسطين على كل المستويات، معتبرة أن الفلسطينيين يعتبرون الأردن رئتهم ومتنفسهم الكبير.
وقدمت سناء، مجموعة من التراويد الغنائية الفلسطينية، معرفة بأنماط الغناء الفلسطيني التراثي، كما شرحت كيف يتغنى أهالي الشهداء والأسرى بأبنائهم، ورافقها على آلة القانون مواطنها الموسيقي أيهم عايش.
وقالت إن حصر الغناء الفلسطيني بالأغنية المقاومة للاحتلال، يعني قتل مشاعر الناس واستئصال الفرح واستثناء الحب والعاطفة منهم، وبالتالي الحكم على الناس بالإعدام، مضيفة “الفلسطيني إنسان من حقه أن يعيش وأن يفرح وأن يحب، مثله مثل أي شخص آخر في الكرة الأرضية، ومن حقه أن تعبر أغنيته عن كل الحالات التي يمر بها، وألا يتم حصره في زاوية المقاوم أو الشهيد”.
(بترا- محمود الخطيب)