العلوم التطبيقية… رقمٌ يُحتذى وتميّزٌ متجذّر في التصنيفات والاعتمادات العالمية والمحلية

بقلم: الدكتور هيثم عبد الله أبو خديجة*
لم يكن تميّز جامعة العلوم التطبيقية الخاصة في التصنيفات والاعتمادات العالمية حدثًا عابرًا أو إنجازًا طارئًا، ولم يكن أيضاً وليد اللحظة أو نتيجة سباقٍ مؤقت، بل هي ثمرة رؤيةٍ مؤسسية واضحة جعلت منها القدوة التي اقتدت بها جامعات أردنية وإقليمية عديدة، سارت على خطاها في سعيها نحو الجودة والاعتمادات الأكاديمية والبحث العلمي.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور هيثم عبدالله أبوخديجة إلى أن جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، تتصدر هذا المضمار منذ سنوات كأول جامعة خاصة تحصل على الاعتمادات والتصنيفات المحلية والعالمية، وفي الوقت ذاته؛ تنظر بعين الفخر إلى الحراك البنّاء الذي أسهمت في خلقه داخل بيئة التعليم العالي. وأن ما بدأته الجامعة من نهجٍ في التميّز أصبح اليوم ثقافةً تتبنّاها الجامعات الأخرى، مؤكّدًا أن الريادة الحقيقية لا تُقاس بالمكانة فقط، بل بأن تكون مصدر إلهامٍ لغيرك، وأن يتحوّل تميّزك إلى معيارٍ يسعى الجميع إلى الوصول إليه.
لقد أدركت جامعة العلوم التطبيقية الخاصة منذ وقتٍ مبكر أن التوجه نحو التصنيفات والاعتمادات العالمية ليس ترفًا أكاديميًا، بل هو مسار استراتيجي يترجم التزامها بالجودة والتطوير المستمر. ولهذا كانت أول جامعة أردنية خاصة تدخل مبكرًا مضمار التصنيفات العالمية، لتحصد اليوم موقعها المستحق ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم محققة المرتبة 401-500 على مستوى جامعات العالم، محافظةً بذلك على مكانتها في قمة تصنيف التايمز العالمي للجامعات للعالم الثاني على التوالي، إلى جانب كونها الجامعة الأولى عربياً وإقليمياً ورقم 21 عالمياً التي نالت تقييم 5-Stars Plus في التقييم العالمي QS Stars Rating، وهو أعلى تقييم يُمنح على الإطلاق. كما جاءت في المرتبة 183 آسيويًا في تصنيف التايمز لجامعات آسيا لتكون الأولى على كافة الجامعات الأردنية، واحتلت المرتبة 37 عربياً في تصنيف QS للجامعات العربية، والمرتبة 791-800 عالميًا ضمن تصنيف QS العالمي.
وفي ميدان البحث العلمي، أكدت الجامعة ريادتها بوصفها أعلى جامعة خاصة في الأردن من حيث النشر العلمي في قواعد بيانات Scopus، بواقع 1726 بحثًا منذ بداية عام 2025 ولغاية اليوم، وبفارق 483 بحثًا عن الجامعة الخاصة التي تليها.
ووفق نتائج موقع SciVal التابع لـ Scopus، وهو منصة متخصصة في إحصائيات البحث العلمي توفر نظرة تفصيلية حول أداء المؤسسات الأكاديمية، أثبتت أرقام “التطبيقية” أنها الأولى بين الجامعات الخاصة الأردنية في التعاون البحثي الدولي والأكاديمي، والتعاون البحثي مع المؤسسات الحكومية (2020 – أكتوبر 2025)، ما يعكس مكانتها الريادية في دعم الشراكات العلمية وتعزيز الإنتاج البحثي المؤثر.
أما فيما يتعلق بالكوادر الأكاديمية، فإن 45% من أعضاء الهيئة التدريسية هم من خريجي جامعات مصنّفة ضمن أفضل 500 جامعة عالميًا، و 5% منهم من خريجي جامعات تقع ضمن أفضل 100 جامعة على مستوى العالم، ما يعكس المستوى المرموق لكفاءات الجامعة وتميّزها الأكاديمي. ويُضاف إلى ذلك أن 11 باحثًا من باحثي الجامعة أُدرجوا ضمن قائمة أفضل 2% من العلماء على مستوى العالم، في إنجازٍ يؤكد عمق الاستثمار في البحث العلمي والابتكار.
كما تمتلك الجامعة 11 براءة اختراع مسجلة باسمها، فضلًا عن سجلٍ حافلٍ بالابتعاث الأكاديمي بما يعادل 187 ابتعاث بين الدكتوارة والماجستير، شمل 144 مبتعثًا أنهوا دراستهم بنجاح وتم تعيينهم كأعضاء هيئة تدريسية في الجامعة، و30 آخرين على مقاعد الدراسة، و10 في مرحلة الابتعاث سيواصلون هذا النهج العلمي الراسخ.
إن هذا التميّز المؤسسي لم يكن ليُبنى لولا البنية الأكاديمية الراسخة للجامعة، التي حرصت على تطوير برامجها وفقًا لأرفع المعايير العالمية، فحصلت كلية الهندسة وبرنامج علم الحاسوب على الاعتماد الدولي ABET، ونالت كلية الصيدلة اعتماد ACPE الأمريكي، وكانت أول كلية تمريض تحصل على شهادة الاعتمادية الأمريكية ACEN، فيما كانت كلية الحقوق الأولى أيضاً بحصولها على الاعتمادية الفرنسية HCÉRES، وكلية الأعمال التي نالت الأهلية للاعتمادية الدولية AACSB.
وفي السياق ذاته، حصل قسم الإعلام الرقمي على الاعتمادية الأمريكية ACA كأول قسم إعلام في الأردن يحقق هذا الإنجاز، في حين تميّز برنامج الذكاء الاصطناعي في المحاسبة والتدقيق بكونه الأول من نوعه الحاصل على الاعتماد البريطاني IOA. أما قسم اللغة الإنجليزية والترجمة فكان الأول في الشرق الأوسط الحاصل على الاعتماد البريطاني CIOL، بينما تميّزت برامج العلاج الطبيعي والمختبرات الطبية والتغذية السريرية والتسويق باعتمادات دولية وشراكات تدريبية في بريطانيا وأستراليا وأوروبا، جعلت من خريجيها سفراء للجامعة في أرقى المراكز والمؤسسات العالمية.
واليوم، تقف جامعة العلوم التطبيقية الخاصة بثقةٍ واعتزاز، لا لتقول أنها في الصدارة فحسب، بل لتؤكد أن الريادة الحقيقية هي أن تكون مصدر إلهامٍ لغيرك، فمسيرتها ليست مجرد إنجازات رقمية، بل قصة نجاح أردنية متواصلة، ترسّخ مكانة الجامعة كصرحٍ أكاديمي عالميٍّ يحمل رسالة التعليم والابتكار، ويواصل قيادة التغيير في مشهد التعليم العالي محليًا وإقليميًا.
*رئيس مجلس أمناء جامعة العلوم التطبيقية
زر الذهاب إلى الأعلى