العدمُ ولادةٌ بلا ذاكرة.. شعر : رضوان هلال فلاحة

واريتكَ في وتينِ الخفقِ يا صاحبي..

فلمن العزاءُ يا حبيبي

والشغافُ كفنٌ لخطيئةِ الأحياءِ

إذ ضاقتْ مقابرُ الأصدقاءِ على وجعي..

كلهم حراسٌ للترابِ إذْما تواطأ على جسدٍ

ربما يشاءُ الحبُ إن سما ألا تكونَ عروتُه رجيمةَ الفقدِ

فأنبشُ غصةَ الذاكرةِ عليكَ وعليَّ ونمضي وحدنا

كمْ يصحُ الآن  أن نكونَ  وحدنا

بعيدا….. بعيدا.. عنّي وعنكَ كما شاءَ الموتُ الجميلُ

نُفشي سرنا للأرض

عن آخرِ إله لم يغزو زغبَ القطا بالريحِ

ونعدو مع أنكيدو البراري

ما أحيلاهُ يا صاحبي قبلَ أن يُشتهى بزيتِ الأنوثةِ بينَ بَينَيِّ بينكَ وبينِي وبينَ المُشتهى..

عن …. وعن مرويةٍ للفدائيِّ ناءَ بهِ الحِملُ على أرصفةٍ تزفُ لتمائم الأزقةِ تراجيعَ الصواري معلقاتٌ بأهداب الرؤى..

وعن… حلم  آثر  توسّدَهُ بين جناحي المخيم

نعتصرُ فيه ما انفلتَ على انحسار  المدى

عن دودةِ الكتبِ..

حُمّى الشرانقِ عطشى بأوردة النُهى..

لن أراك ..

فأستعيرَ للغة اللكيعةِ دودةَ الجسدِ المُسجى

ما من رثاء يا صاحبي لمّا أزل عبثي التداعي

لا أستجيرُ بوزن يُؤنِسُ النواح بالإيقاع …

ولا قافية تحتبس الدمعَ ليتوهج المعنى..

منثور أنا ياصاحبي

فكلُّ مطرٍ منظومٍ بللٌ أخصاهُ الثرى

متخاصمان  يا حبيبي سنبقى ..

ولن يفلح الموت بصلحٍ

فالعدمُ ولادةٌ بلا ذاكرة…

زر الذهاب إلى الأعلى