“الصحة العالمية” توصي بإعادة فتح المدارس في دول الإقليم

مع توقعات منظمة الصحة العالمية بأن يستغرق التوصل الى وجود لقاح لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) عدة أشهر، ومع طول أمد أزمة الجائحة، بادرت منظمات أممية بدعوة دول العالم والاقليم الى ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة لاعادة الطلبة الى مدارسهم.
هذه الدعوات الأممية تأتي بعد نحو 8 أشهر من اغلاق المدارس في غالبية دول العالم بما فيها الأردن والتحول الى التعلم الالكتروني أو ما يعرف بـ”التعلم عن بعد”، اذ حذرت تلك المنظمات من الأثر السلبي على تعلم الاطفال وغيرها من الآثار الاخرى التي تنتج عن الانقطاع عن التعليم.
وبالتوازي مع نداءات مؤسسات الامم المتحدة، انطلقت عدة حملات أهلية في الأردن ينظمها أهالي الطلبة للمطالبة بإعطاء حق الاختيار للطلبة وذويهم بالعودة الى التعليم الوجاهي، تحديدا لرياض الاطفال والصفوف الأساسية والتي كان آخرها تنظيم وقفة يوم أمس للاهالي أمام مدارس أطفالهم للمطالبة بالعودة الى المدرسة تحت شعار “حقي أدرس بمدرستي”.
وقالت مديرة ادارة البرامج في منظمة الصحة العالمية لإقليم الشرق المتوسط، رنا الحجة، في تصريحات صحفية، “قد اتخذت بلدان إقليمنا خطوات لمساعدة الطلاب على العودة إلى المدارس بعد فترة طويلة من الإغلاق. ولاستمرارية التعليم أهميةٌ حاسمةٌ من أجل تعلُّم الأطفال .
وأضافت، “كما أن إغلاق المدارس يمكن أن يؤثر سلباً على قدرة الأطفال على التعلم، وقدرة الآباء على العمل، وكِلا الأمرين يمكن أن يؤدي بدوره إلى مخاطر أخرى. وفي حين أن المنظمة توصي بشدة بالعودة إلى المدارس، فإننا نُشدِّد على ضرورة إمداد الطلاب والمعلمين والموظفين والآباء بمعلومات ورسائل واضحة عن الوقاية من كوفيد 19.
كما أطلقت كل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” والبنك الدولي تقريرا مشتركا نهاية الشهر الماضي بعنوان “ماذا تعلمنا”، اذ بين التقرير أن الاطفال في الدول متدني الدخل والدول ذات الدخل المتوسط المتدني فقد اطفالها نحو 4 أشهر من التعليم بالمقارنة مع 6 أسابيع للاطفال في الدول مرتفعة الدخل.
ووجد التقرير أن طلبة المدارس في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا هم الأقل أرجحية بالحصول على التعلّم عن بُعد، والأقل أرجحية بأن تُرصد خسارتهم التعليمية، والأكثر أرجحية بأن يتأخر فتح مدارسهم، والأكثر أرجحية بأن يلتحقوا بالمدارس وسط نقص في الموارد لضمان العمل الآمن للمدارس.
بينما أعاد أكثر من ثلثي البلدان فتح المدارس كلياً أو جزئياً، تأخر بلد واحد من كل أربعة بلدان عن التاريخ المحدد لإعادة فتح المدارس، أو لم تُحدِّد موعداً لإعادة فتحها لغاية الآن، ومعظمها من البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا.
وقال رئيس قسم التعليم بمنظمة “يونيسف”، روبرت جينكينز، “لا نحتاج أن ننظر بعيدا لنرى الدمار الذي ألحقته الجائحة بتعليم الأطفال في جميع أنحاء العالم، فهذا الدمار ظاهر للعيان في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل من الشريحة الدنيا إذ أدت محدودية إمكانية الحصول على التعليم عن بُعد، وزيادة خطر اقتطاعات الميزانية، وتأخير خطط إعادة فتح المدارس، إلى إحباط أي فرصة لعودة الوضع الطبيعي لطلاب المدارس. ومن الضرورة القصوى إيلاء الأولوية لإعادة فتح المدارس.
وقالت مساعدة المدير العام لشؤون التعليم بـ”اليونسكو”، ستيفانيا غيانيني، “ستؤدي الجائحة إلى زيادة فجوة التمويل للتعليم في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. ويمكن تقليص هذه الفجوة تقليصاً كبيراً من خلال اعتماد خيارات الاستثمار الصحيحة الآن بدلاً من الانتظار”.
من جانبه، قال مدير قسم التعليم في البنك الدولي، جامي سافيدرا، “رغم الجهود الواسعة النطاق، ثمة اختلافات كبيرة في قدرة البلدان على تزويد الأطفال والشباب بالتعليم الفعّال. وربما هناك اختلافات أكبر ضمن البلدان في التعليم المحفّز الذي حصل عليه الأطفال والشباب. لقد كنا نشعر بالقلق بشأن فقر التعليم قبل الجائحة وكذلك بشأن انعدام المساواة في فرص التعليم. وبات خط الأساس للتعليم حالياً أدنى من السابق، وقد يكون تعاظم انعدام المساواة في الفرص كارثياً. إن مهمة إعادة إطلاق عملية التعليم هي مهمة ملحة جداً”.الغد

زر الذهاب إلى الأعلى