الشهيد خليل الزبن في ذكراه .. حاضر رغم الغياب .. وباقٍ رغم الرحيل “

بقلم: فراس الطيراوي*

يصادف اليوم الذكرى السنوية الخامسة عشرة على عملية الإغتيال الجبانة التي راح ضحيتها شهيد القلم والحرية رئيس تحرير مجلة ” النشرة” خليل محمد الزبن ، الذي إغتالته أيادي الغدر والخيانة بإطلاق الرصاص عليه اثناء مغادرته مكتبه وسط مدينة غزة. ظن القتلة الجبناء أنه رحل، لكنهم خابوا وخاب أملهم ، لأنه حاضر رغم الغياب، باقٍ رغم الرحيل. ألا يعلم هؤلاء بأن الأقمار ليس لها أفول، والأحلام أبقى من الموت والنسيان.لن نسألك عن حالك أيها الشهيد، فأنت تعيش في عالم الخلود والمجد والرفعة، مع اخوانك ورفاق دربك الشهداء الغر الميامين. 

أما القتلة فلهم الخزى والعار في الدنيا والآخرة، وحتما سيحاسبون مصداقا ً لذلك قول الله جل وعلا في محكم كتابه العزيز الذي قال : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}.

ختاماً : ستبقى ذكراك العطرة باقية  راسخة يا ابا فادي، و كتاباتك ستظل شاهدة على صواب رؤيتك وسداد قراءتك لواقع وحال غزة وفلسطين، أيها الصحفي الذي اختار أن يكتب عن أوجاع الشعب بدمه.. كان عمرك قصيرا، لكن ما تركته كان كبيرا ، كتبت عن واقع الشعب المرير، وقفت في وجه الرصاص بالقلم، كان سلاحك الكتابة، بينما كان سلاحهم الغدر والخيانة، كانت كتاباتك كالشمعة المضيئة وسط ظلام دامس، كنت شجاعا وحاملا للأمل في فترة رحل فيها السلم وحمل فيها الأمل حقائبه، لقد اخترت عن قناعة وإيمان أن تقف إلى جانب المواطن في غزة العزة ، ذاك المواطن الذي ينخر جسده الآن الأزمة من كل الجوانب، وأصبح يجري وراء الخبزة والموت يجري وراءه، كانت لك رؤية مسبقة لواقع ومستقبل الوطن، وكانت لك الجرأة لقول كل ما كنت تراه وتفكر فيه. تأكد أيها الشهيد البطل أنك دائما حاضر بيننا، بين من آمنوا برسالتك وبكتاباتك، فقد أصبح اسمك رمزا للاستمرار والكفاح من أجل حرية الرأي والتعبير والدفاع عن أبسط مواطن، فصدق من قال أن “شهيد الكلمة لا يموت”.

السيرة الذاتية:

الشهيد البطل “خليل محمد خليل الزبن ولد الشهيد في حيفا بتاريخ 31-12-1944م والتحق في صفوف الثورة، منتمياً لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” منذ انطلاقتها خاض كافة معارك الثورة في الكرامة وبيروت وطرابلس والبقاع، دفاعاً عن شعبه والقرار الفلسطيني المستقل.

التحق بإعلام حركة “فتح” منذ عام 1968، وشغل سكرتير تحرير نشرة “فتح” في دمشق 1971، ونائب مدير عام وكالة الأنباء الفلسطينية 1973، ونائب مسؤول الإعلام الموحد، ثم مديراً للمكتب الصحفي في مكتب السيد الرئيس عام 1983 في تونس، فمديراً عاماً في مكتب السيد الرئيس، مكلفاً بملف حقوق الإنسان.

عاد إلى أرض الوطن بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 رأس تحرير مجلة النشرة حتى ساعة استشهاده متزوج وله أربعة أبناء وتميز الشهيد بعمق انتمائه وأصالته ومثابرته والتزامه ونشاطه الفعال، وعطائه المستمر، خاصة في المجالين التنظيمي والإعلامي.

ومنح رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الشهيد خليل الزبن وسام الاستحقاق والتميز، ‘نظرا لدوره الوطني المتميز في مجال الاعلام وحقوق الانسان ونضاله طوال فترة خدمته وحتى استشهاده دفاعا عن حقوق شعبه وثوابت منظمة التحرير الفلسطينية’.

وقد تسلم الوسام من سيادته، في عمان، فادي نجل الشهيد الزبن.

وكان الشهيد الزبن اغتيل وهو خارج من مكتبه في غزة فجر2-3-2004 عن عمر يناهز 59 عاما.

وكان مستشارا للرئيس ياسر عرفات لشؤون المنظمات الأهلية ورئيسا لتحرير مجلة ‘النشرة’ نصف الشهرية التي تعنى بحقوق الإنسان.

وكان احد الكوادر الاساسيين لوكالة ‘وفا’ التي شغل منصب مدير مكتبها في دمشق منذ 1973 حتى 1982 تاريخ انتقال مقر الوكالة الرئيسي من بيروت الى تونس.

وقد التحق الزبن بإعلام حركة ‘فتح’ في 1968، وشغل منصب سكرتير تحرير نشرة ‘فتح’ في دمشق في 1971.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والخزي والعار للقتلة الجبناء.

*عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام / شيكاغو

زر الذهاب إلى الأعلى