السوالمه: تقييم امتحانات التوجيهي يجب أن يستند إلى أسس علمية لا انطباعات آنية

قال العضو الأسبق في المجلس الأعلى لتطوير المناهج الأستاذ الدكتور يوسف محمد السوالمه، إن تقييم امتحان الرياضيات أو غيره من امتحانات الثانوية العامة يجب أن يستند إلى أسس علمية وخصائص تربوية معتمدة، لا إلى الانطباعات الآنية للطلبة عند خروجهم من قاعة الامتحان.
وأوضح السوالمه أن خصائص الامتحان الجيد تشمل الصدق والثبات والتمييز والشمولية والوضوح والملاءمة للوقت والتوازن بين مستويات التفكير، مشددًا على أن التسرع في إصدار الأحكام دون تحليل علمي دقيق يُعد إجراءً غير موضوعي، وغالبًا ما يكون مدفوعًا بردات فعل آنية أو دوافع غير تربوية.
وبيّن أن انطباعات الطلبة بعد الامتحان ظاهرة طبيعية، وغالبًا ما تتأثر بالضغط النفسي، والتوقعات المرتفعة، والخوف من عدم تحقيق العلامة المرجوة، خصوصًا في ظل تنامي “وهم العلامة الكاملة” بين الطلاب في السنوات الأخيرة.
ولفت إلى أن الحصول على العلامة الكاملة في الامتحانات الدولية نادر جدًا، وتبلغ نسبته أقل من 0.22%.
وأكد السوالمه أن هذه الانطباعات لا يجب أن تكون أساسًا لإصدار أحكام عامة أو شعبوية حول جودة الامتحانات أو مصداقيتها، وهذا يزيد من فرص لجوء الطالب إلى التبرير الذاتي لضعف أداءه وعزو ذلك إلى الامتحان معتمدا على سلوكيات بعض الطلبة (البكاء والسب على واضع الامتحان) والأحكام المتسرعة المبنية على هذه الانطباعات مهما كانت دوافعها والتي يتم تداولها على منصات التواصل الاجتماعي، محذرًا من مصطلحات مثل “الامتحان دمار شامل” التي انتشرت مؤخرًا عبر وسائل التواصل، والتي تتعارض مع التوجهات التربوية لقياس مهارات التفكير العليا.
وختم بالقول إن الواجب التربوي يحتم على الجميع، من أولياء أمور ومعلمين ومؤسسات إعلامية، أن يتعاملوا مع هذه الانطباعات بتوازن ووعي، وأن يقدموا الدعم النفسي للطلبة بدلًا من تغذية مشاعر الإحباط والتوتر، خاصة وأنهم لا يزالون في خضم مرحلة امتحانات تحتاج إلى تركيز وثقة بالنفس.