السفير الكويتي: تطلعات اردنية كويتية مشتركة لمستقبل المنطقة
قال السفير الكويتي في عمان عزيز الديحاني، ان العلاقات الاردنية الكويتية تعتبر انموذجا متميزا في العلاقات العربية لامتدادها التاريخي وهناك تطلعات مشتركة لمستقبل المنطقة، وتطابق في المواقف السياسية والاقتصادية.
واوضح السفير في حديث لوكالة الانباء الاردنية (بترا) بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت الشقيقة، ان العلاقات بين البلدين تعود لسنوات طويلة عندما توافد الاشقاء الاردنيون للكويت في خمسينات القرن الماضي وقدموا مساهمات مقدرة في بناء ونهضة الكويت.
واشار الى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي بدأت عام 1961، القائمة على مبدأ احترام الدول وسيادتها واستقرارها والسعي نحو السلام العالمي وتقديم المساعدة للأشقاء والأصدقاء، حيث كان لبعد النظر لدى القيادة السياسية دور في توظيف كل العوامل في خدمة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
واضاف ان الزيارات المتبادلة والاتصالات المستمرة بين قيادتي البلدين الشقيقين وعلى رأسيهما سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وجلالة الملك عبدالله الثاني لها دلالة على عمق العلاقة بين القيادتين وتطابق الرؤى، والحرص على المضي قدما لتعزيز التعاون القائم بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين وتطوير العلاقات الثنائية.
واوضح السفير ان البلدين يعملان على تنسيق المواقف تجاه التحديات التي تمر بها المنطقة والتحولات السياسية الدولية.
وفي الشأن الاقتصادي والتجاري، قال الديحاني ان الأردن والكويت وقعا اخيرا على بروتوكول لتعزيز التعاون بين البلدين ويشمل الجوانب الاقتصادية والتجارية والمالية والاستثمارية، بما يلبي الطموحات، ويرقى الى مستوى الشراكة القادرة على تحصين المجتمعات من العواصف والتحديات التجارية الدولية وترسيخ العلاقات الأخوية على قاعدة صلبة.
واكد السفير ان الجانبين يرغبان بزيادة التبادل التجاري بينهما، والذي فاق الـ280 مليون دولار، لافتا الى ان صانع القرار الكويتي يسعى لتذليل العقبات التي تحول دون ذلك.
واضاف ان دولة الكويت هي الأولى عربيا بمجال الاستثمارات في الاردن، بفعل البيئة الاردنية الجاذبة للاستثمار، التي تتميز بالأمن والأمان واستقرار التشريعات، مبينا ان حجم الاستثمارات الكويتية في الاردن يبلغ 18 مليار دولار، منها الطاقة أو الاستثمار العقاري أو البنية التحتية، كما يوجد في الاردن أكثر من 430 شركة استثمارية كويتية مسجلة في وزارة التجارة والصناعة الاردنية و77 مستثمرا كويتيا يمارسون أعمالهم من خلال غرفة تجارة عمان. ولفت ايضا الى نشاط الصندوق الكويتي للتنمية في المحافظات الأردنية والمشاريع والتعاون والعقود والقروض والمنح للأردن.
واكد السفير ان للتعاون الثقافي والعلمي جذورا عميقة في العلاقة بين البلدين الشقيقين، حيث ساهم المعلمون الأردنيون والفلسطينيون بشكل فعال في نشأة وتطور التعليم في بلده، موضحا ان الكويت تعمل على التعاقد مع المعلمين الأردنيين كلما توفرت شواغر في المدارس، وتزور لجان وزارة التربية الكويتية الأردن بين الحين والآخر للتعاقد مع معلمين أردنيين.
واضف ان عدد الطلبة الكويتيين المنتظمين في الدراسة بالمملكة قد بلغ 4350 طالبا وطالبة، ولأساتذة الجامعات الأردنيين حضورهم في جامعات الكويت، ونظرا لما تتمتع به المملكة من الأمن والأمان والطبيعة والمناخ وتشابه العادات والتقاليد يبقى الأردن مقصداً للسياح الكويتيين.
واشاد السفير بدور الاردن السياسي على الصعيدين الاقليمي والعالمي، مؤكدا ان مكانة الاردن ودوره المحوري هي احدى الثمار اليانعة لحنكة جلالة الملك عبدالله الثاني ورؤيته الثاقبة والمستنيرة، وجهوده المستمرة من اجل خير الشعوب و الدول.
وبشأن القضية الفلسطينية، قال الديحاني، ان علاقة الكويت تاريخية بالشعب الفلسطيني وقضيته، وانها لم تتوان يوما عن مد يد العون لهم، على جميع الأصعدة، وفي مختلف المجالات والمنابر، مؤكدا ان السياسة الكويتية ثابتة وواضحة في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
واشار الى ان مجلس الوزراء الكويتي قد أكد في جلسة سابقة على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى، مشددا على التزام الكويت بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقيامه بكل الجهود الهادفة للوصول إلى حل عادل وشامل لقضيته.
وبين ان الكويت ترى في الوصاية الهاشمية على المقدسات الدينية في القدس الشريف ضمانة للحفاظ عليها، حيث أثبت الهاشميون طوال العقود الماضية أنهم أمناء على المدينة وهويتها وتراثها ومقدساتها، وتدل مواقف جلالة الملك عبد الله الثاني على ثبات الأردن والهاشميين ووفائهم للمدينة، فقد أكد جلالته في أكثر من مناسبة أنها خط أحمر، وابقاها في صدارة أجندة تحركاته ومباحثاته مع مختلف الأطراف المعنية بالمدينة ورمزيتها الدينية.
— (بترا)