السردين .. خيار صحي وغني بالعناصر الغذائية

يُعد السردين من الأسماك الزيتية الصغيرة التي تزداد شعبيتها في الأنظمة الغذائية الصحية حول العالم، بفضل غناه بالأحماض الدهنية «أوميغا 3» المتعددة غير المشبعة، خاصة حمضي EPA وDHA، المعروفين بدورهما الحيوي في دعم صحة القلب والدماغ والتمثيل الغذائي. ووفقاً لموقع «نيوز ميديكال»، فإن هذا الاهتمام المتزايد يعكس تحولاً نحو خيارات غذائية طبيعية ومتكاملة تعزز الصحة على المدى الطويل.
بعكس مكملات زيت السمك، يقدم السردين هذه المغذيات بشكل طبيعي ومتكامل، يسهل على الجسم امتصاصه والتعامل معه، كما يحتوي على العديد من العناصر الأساسية التي تقلل من الالتهاب، وتدعم صحة العظام، وتحسّن وظائف القلب والأوعية الدموية.
كنز من الفوائد الغذائية
يتميّز السردين بتركيبة غذائية غنية، حيث تحتوي كل 100 غرام من السردين المطبوخ على حوالي:
382 ملغ من الكالسيوم (38% من الكمية اليومية الموصى بها)،
2.9 ملغ من الحديد،
490 ملغ من الفوسفور،
8.9 ميكروغرام من فيتامين B12.
هذه المكونات تساهم في تعزيز صحة العظام، وتكوين خلايا الدم الحمراء، وتنظيم عمل القلب والأوعية الدموية. كما يحتوي السردين على كميات جيدة من المغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين D، ما يجعله خياراً متكاملاً لمن يبحثون عن تغذية داعمة وشاملة.
بروتين عالي الجودة
إلى جانب الدهون الصحية، يحتوي السردين على أكثر من 24 غراماً من البروتين لكل 100 غرام، مما يجعله مصدراً ممتازاً لبناء العضلات والحفاظ على الشعور بالشبع، كما يحتوي على أحماض أمينية مهمة مثل التورين والأرجينين التي تساهم في تحسين الدورة الدموية وضبط ضغط الدم.
مناسب للميزانية وصديق للبيئة
السردين المعلّب يوفر خياراً منخفض التكلفة وغنياً بالمغذيات، ويتميز بعمر تخزيني طويل، ما يجعله متاحاً على مدار العام دون الحاجة للتبريد. وتُستخدم في تعليبه تقنيات تقلل من استهلاك الطاقة وتحافظ في الوقت نفسه على جودة المنتج، مما يجعله خياراً عملياً ومستداماً بيئياً، خاصة لمن لا يستطيعون الحصول على مأكولات بحرية طازجة بشكل دائم.
نسبة منخفضة من الزئبق
بصفته من الأسماك الصغيرة التي تقع في أسفل السلسلة الغذائية، يتراكم الزئبق في السردين بنسبة أقل من الأسماك الكبيرة، مما يجعله خياراً أكثر أماناً للحوامل والأشخاص الحريصين على تقليل تعرضهم للمعادن الثقيلة. كما يحتوي السردين على السيلينيوم الذي يعزز وظائف المناعة ويقاوم تأثيرات الزئبق.
لمن لا يُنصح بتناوله؟
رغم فوائده الصحية المتعددة، يجب على بعض الفئات توخي الحذر، مثل:
مرضى ارتفاع ضغط الدم أو الكلى: لاحتواء السردين المعلب على نسبة عالية من الصوديوم.
الأشخاص المصابون بحساسية الأسماك: لوجود بروتينات مسببّة للحساسية مثل بارفالبومين التي تبقى فعّالة حتى بعد التعليب.
مرضى النقرس: نظراً لاحتواء السردين على نسبة عالية من البيورينات التي تتحوّل إلى حمض اليوريك.
تقليد غذائي في اليابان… ومصدر إلهام عالمي
في بعض الثقافات، مثل اليابان، يُستهلك السردين كاملاً، بما في ذلك العظام، ما يزيد من الاستفادة من الكالسيوم والعناصر الأخرى. ويُنظر إلى هذا التناول المتكامل كجزء من نهج غذائي شامل يوازن بين التغذية والصحة والبيئة.
باختصار، يعتبر السردين خياراً غذائياً مثالياً لمن يبحثون عن مصدر غني ومتنوع للمغذيات، بشرط تناوله باعتدال ومراعاة الحالات الصحية الخاصة.
الشرق الاوسط