الدكتور محمد المسفر ل”كرم الإخبارية”: إسرائيل تدير صراع “قوة” لا ديني .. وإيران تُجابهنا بأزمة ثقة”!
خاص ل ” كرم الإخبارية” – حاورته : بثينه تيم السراحين
عرّف أستاذ العلوم السياسية والمفكر القطري الدكتور “محمد المسفر” الصراع بين الأمة العربية والإسلامية مع الصهاينة المحتلين لفلسطين على أنه صراع “قوة” محض. في حين شدد على أن معضلة العرب مع إيران قائمة على “أزمة ثقة” من قبل الأخيرة تجاهنا؛ وهو ليس خلافاً مذهبياً بالمطلق؛ وفق رده على تساؤلاتنا في وكالة كرم الإخبارية؛ وذلك على هامش تقدمته لمحاضرة حول “حوار الأديان” في منتدى جامعة العلوم التطبيقية الخاصة.. وتالياً فحواها:
*في خضم صراعنا مع الخطر الصهيوني في المنطقة والمُهدّد الرئيسي لأمتنا نجد أن لغة الحوار ومعاهدات السلام مع اليهود لم تكن مُنتجة؛ وكما أنّ لغة المقاومة لم تكن منتجة لحلول معهم؛ وكانت نتيجتها إبادة عرقية لشعبنا الفلسطيني في غزة؛ برأيك – كمفكر – ما السبيل إلى الخروج من مأزق رئيسي ومجابهة مُهدّد وجودي لنا كأمة عربية في المنطقة؛ خاصة وأننا نتحدث هنا عن صراع قائم على أساس ديني ومع أتباع دين يؤمنون بأننا حيوانات خُلقت على شاكلتهم ليأنسوا بنا؛ بل دين يحضّ على قتلنا ويباركهُ؟
-ليس هناك حوار ديني بيننا وبين الإسرائيليين على الإطلاق ؛ والحوار هو حوار قوة كما يجري الآن في غزة وكما يجري في الضفة الغربية ولبنان؛ وهو ليس حوار ثقافي وليس حوار سياسي؛ بل إنه حوار قوة، وبالتالي أنا لا أؤمن اطلاقا بحوار ديني مع أطراف غير دينية. ونحن نقول أن الحوار الديني يكون بين أطراف متدينين وليس بين الديانات؛ لأن الإسلام هو خاتم الرسالات فكيف نتحاور؟.. وكما قلت خلال المحاضرة قبل قليل أحد القساوسة قال في عام 1830 بأنه لن يتحاور مع هؤلاء لأنه لا يستطيع أن يغير ثقافته لكن علينا أن نشكك في دينهم وعقيدتهم؛ وفق قوله. وبالتالي الأموربإعتقادي إنتهت على هذا الأساس.
*تحدثت عن المشروع الإيراني في المنطقة.. فإذا ما كنا نؤمن بأنّ المشروع الإيراني مُهدّد لأمتنا أو بأنه مشروع هيمنة كما يقال؛ كيف لنا أن نلوم المقاومة وهي ترتمي في أحضان المشروع الإيراني ونحن لا يوجد لدينا مشروع سني أو عربي حقيقي .. وبالعكس يوجد هناك أطراف عربية وسنية هي متآمرة ضد المقاومة في فلسطين؟
-أولا أنا لم أتطرق إلى أن هناك عداء سني وشيعي أبداً؛ ولن أقول مثل هذا الكلام على الإطلاق؛ لأن الإثنان (سني وشيعي) يشهدان بأنّ لا إله إلا الله وبأنّ محمداً رسول الله.. ولكن هناك موقف إختلاف سياسي بين إيران الشيعية وبين مكة والمدينة السنية على صيغة إشكال سياسي؛ فالفرس لا يثقون بك على الإطلاق ولهم ثأر عندك بدليل أنهم الآن ليسوا على وفاق مطلق مع العالم العربي؛ وحتى في قضية فلسطين ليسوا على وفاق معنا.
وموقفهم السابق مرده لأهداف سياسية وتوسعية؛ حيث يقول أحد القادة الإيرانيين (لقد أنشبت إيران أظفارها على شواطىء البحر الأبيض المتوسط ولن يوجد من يقطعها أو ينزعها من هناك؛ إذن المشروع الإيراني هو مشروع سياسي؛ وعلينا نحن أن نقاوم هذا المشروع التمددي الإيراني في أي مكان من العالم العربي.
وأما بالنسبة لدعم إيران للمقاومة فأنا مع كل من يناصر القضية الفلسطينية حتى ولو كان شيطاناً أبرق.. وسواء كان إيراني أو هندي أو باكستاني وأياً كان من يقوم بمناصرة القضية الفلسطينية فأنا معه وبغض النظر عن ديانته؛ وهناك يهود أيضاً مناصرين للقضية الفلسطينية وأنا أرحب بهم أيضاً. وهنا أعيب على أهلنا أصحاب السلطة بأنهم لم يقفوا الموقف الجدي مع القضية الفلسطينية؛ بل وحاصروها لأكثر من خمسة عشر عاماً.