الدكتور العفوري عن “النظم الحديثة”: “طلبتنا على قدر المنافسة”..ويعلن “نتائج التوجيهي عادلة.. لكن التخمينات خدّاعة”

 

خاص ل”كرم الإخبارية” – حاورتهُ: بثينه السراحين

رهن القطب التربوي البارز الدكتور مصطفى العفوري “أية محاولة لتطوير إمتحان الثانوية بضرورات توافقها مع أسس وأنظمة القبول في الجامعات الرسمية، كونهما توأمان” . غير غافل عن الإشارة إلى “ضرورة أن يبقى إمتحان الثانوية العامة متوافقاً مع المعايير الدولية ومتطلبات الجامعات الأجنبية”.

وفي تقييمه لنتائج إمتحان الثانوية العامة الأخير “التوجيهي” عقب الدكتور العفوري” النتائج منطقية جداً ومتوافقة مع المعيار العالمي وهي عادلة عموماً”. لافتاً إلى أنّ “بعض الطلبة ظُلموا نتيجة لجوء البعض إلى إيهامهم بأنّ الإمتحانات ستكون كما في العام الماضي، وهذا تسببّ إما بعدم تحقيقهم لمتطلبات النجاح، أو إنخفاض معدّلاتهم”.

ونوه مدير عام مدارس النظم الحديثة إلى أنّ :”نتائج الثانوية العامة ونتائج الطلبة عامة لدينا في مدارسنا “النظم” تشير إلى أننا ما زلنا في المقدمة والصدارة. وهي نتائج مرضية لنا خاصة في ظل الظرف الإستثنائي الذي نعايشه والذي أثبت طلبتنا خلاله بأنهم كانوا على قدر المنافسة”.

وكان الدكتور مصطفى العفوري تناول كافة الملفات والمتغيرات ذات الصلة بالتعليم المدرسي في حوار خصّنا به في “وكالة كرم الإخبارية”.. وتالياً نصّه:

*تم إعتماد “النظم الحديثة” من قبل “أكاديمية أبو غزاله العالمية” و”برايت انجنيرز” لتعليم الإبتكار الرقمي، والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة، ما أهمية هذا البرنامج لتطوير قدرات طلبتكم في مجال التكنلوجيا الرقمية؟

العالم بمجمله يتجه نحو البيانات الرقمية والتعليم الرقمي والإقتصاد الرقمي، وهذا هو المستقبل، وبالتأكيد إعداد الجيل الحالي للمستقبل هو واجب وليس ترفاً. ومدارسنا” النظم الحديثة” سباقة دوماً (وهذا معروف للجميع).

ولعلّ أبسط دليل على ذلك مشاركاتنا السنوية في المسابقات الدولية مثل الأنتيل وما يشابهها من مسابقات تكنولوجية وتقنية، وحصول طلبتنا على مراكز مرموقة ومتقدمة في هذه المسابقات وفي مختلف أنحاء العالم.

*حصلت مدرستكم على إعتماد البرنامج الدولي الأمريكي AHSD ، والذي يُعدُّ من أكبر هيئات الإعتماد للبرامج الدولية، ما أهمية هذا الإعتماد لتطوركم الأكاديمي؟

البرامج الأجنبية أصبحت مطلباً لكثير من أولياء الأمور والطلبة. ناهيك عن أن هذه البرامج تقدم إضافة نوعية لأساليب ووسائل تعليمية متطورة ومتقدمة تُثري المعلمين والمعلمات حتى في البرنامج الوطني.

*وقعتم خلال العام الماضي، إتفاقية تعاون مشترك لتطبيق برنامج يوركا online التكنولوجي مع أكاديمية يوركا للتعليم التكنولوجي، فما هي الإضافة التي قدمها هذا البرنامج لطلبتكم؟

الغاية من هذه الإتفاقية تتقاطع ومضمون فكرة التعاقد مع “أكاديمية أبو غزاله” التي تحدثنا عنها أعلاه. فالبرنامجين متقاربين من حيث الأهداف. لكن كل برنامج يخاطب مجموعة من الطلبة حسب ميولهم ورغباتهم.

*”النظم الحديثة” صرح علمي وأكاديمي يقدم في كل عام كوكبة من الطلبة المتميزين والمبدعين على مستوى المملكة، في مختلف النشاطات اللامنهجية، وأستطاع نخبة من خريجيكم الوصول للعالمية على المستويين الرياضي والعلمي، حدثنا عن هذه الإنجازات؟

لا شك أن ديدن مدرستنا وإستراتيجيتها الراسخة تقوم على دعم الطلبة من ذوي الإنجازات؛ وذلك عبر تقديمنا لهم منحات دراسية كاملة وأحياناً جزئية.

وعادة ما نقدم هذه المنح لذوي الإنجازات على تنوعها وإختلافها؛ كالرياضيّة منها وهنا نستذكر بأن معظم أبطال التايكواندو والكراتية والألعاب الرياضية هم من خريجيي مدارسنا “النظم الحديثة”. ناهيك عن أننا ندعم أصحاب الإنجازات الثقافية والفنية والتكنولوجية؛ ونتائجنا تشهد بذلك.

*حملة “ذبحتونا” صرحت بأن بروتوكول العودة للتعليم المدرسي الوجاهي يعتبر طبقياً.. ما تعقيبكم؟

تحترم رأيهم بالتأكيد؛ ولكن مثل هذه الجماعات تستطيع أن تقدم الكثير من النقد وتعجز تماماً عن تقديم أية مقترحات أو حلول، فالغاية من هذه المجموعات هو النقد، وهذا مطلب؛ ولكنهم بعيدون عن الواقع.

*”المدارس الخاصة” تتعرض لمظلمة وصمهِا بالمطلق بالعمل الربحي أو التجاري إن جاز التعبير؛ وهذا على الرغم من مخرجاتها النوعية ومآثرها الجمّة.. كيف تفند هذه الإدعاءات في ظل ما يعانيه قطاعكم من نزفٍ يتهدد وجوده؟

من الواضح أنّ أي شخص غير مطلع على أوضاع المدارس الخاصة يعيش بإعتقاد ووهم بأنها تمارس عمليات جباية وإستغلال، وهذا يخالف ويُجانب الحقيقة والصواب. ذلك أنّ معظم المدارس الخاصة سجلت خسائر كبيرة جداً خلال العامين الماضي والحالي.

وبإعتقادي أنهُ إذا ما أستمرّ الحال على ما هو عليه سنشاهد إغلاق أكثر من نصف المدارس الخاصة في العام القادم، وهذه حقيقة واضحة للعيان. فلا أحد يستطيع أن ينكر بأن المدارس الخاصة قدمت في العامين الدراسيين الماضي والحالي تضحيات مُهدّدة لوجودها من أصله؛ مع أنّ المنطق يقضي بأنه لا ضرر ولا ضرار؛ والسؤال هنا: ما هو المطلوب تقديمه أكثر من ذلك من قبل المدارس الخاصة التي رفدت الوطن ومواطنيه بمخرجات تعليمية نوعيةّ وريادية.

*واجه التعليم الحكومي تحدياً جمّاً في السنة الدراسية الفائتة تمثل بهجرة مفاجئة لنحو (158) ألف طالب من القطاع الخاص لجهة مظلته التعليمية، هل تتوقع إرتفاعاً على هذا الرقم للسنة الدراسية الحالية؟.. وما حجم التحديات التي يواجهها تعليمنا الرسمي في ظل هذه المتغيرات؟

أعتقد جازماً بأن عدداً إضافياً من الطلبة سينتقلون من التعليم الخاص لجهة الرسمي؛ ولأسباب كثيرة تتقدمها الضائقة الإقتصادية، وعدم ثقة بعض الأهالي بعودة التعليم الوجاهي.

وبلغة الأرقام أعتقد أن عدد الطلبة المهاجرين لناحية مظلة التعليم الحكومي لن يقل عن (100) ألف طالب؛ وهذا رقم كارثي  لن تقوَ وزارة التربية والتعليم على توفير إحتياجاتهم والطلبة الموجودين لديها من قبل؛ ناهيك عن الطلبة الذين سيلتحقوا بالصف الأول الأساسي والذي يزيد عددهم عن (250) ألف طالب.

وإذا ما أحتسبنا هذه الأرقام مع إضافة عدد المهاجرين للمدارس الحكومية في العام الماضي (158) ألف طالب؛ فإننا نتحدث هنا عن أن وزارة “التربية” أمام مأزق توفير (500) ألف مقعد إضافي. علماً بأنّ خريجيي الثانوية العامة للعام الماضي لم يتجاوزعددهم (100) ألف طالب.

*كيف تنظرون لنتائج الثانوية العامة ونسب النجاح فيها، والتي تقول وزارة التربية والتعليم بأنها جاءت الأفضل مقارنة بالسنوات السابقة؟ وما تعليقكم على إجراءات قامت بها” التربية” لمعالجة صعوبة بعض الأسئلة في الإمتحانات؟

النتائج منطقية جداً ومتوافقة مع المعيار العالمي وهي عادلة عموماً. ولا شك أن بعض الطلبة قد ظُلموا نتيجة لجوء البعض إلى إيهامهم بأنّ الإمتحانات ستكون كما في العام الماضي، وهذا تسببّ إما بعدم تحقيقهم لمتطلبات النجاح، أو إنخفاض معدّلاتهم.

*وماذا عن نتائج مدرستكم في الإمتحان الوزاري “التوجيهي”، وهل تعكس نتائج طلبتكم في هذا الإمتحان حقيقة تمركزكم في صدارة المدارس الريادية في المملكة كما هو عهدنا الدائم بكم؟

ما زالت نتائج الثانوية العامة ونتائج الطلبة عامة لدينا في “النظم الحديثة” تشير إلى أننا في المقدمة والصدارة. وهي نتائج مُرضية لنا؛ خاصة في ظل الظرف الإستثنائي الذي نعايشه والذي أثبت طلبتنا خلاله بأنهم كانوا على قدر المنافسة.

*يتوقع وزير التربية محمد أبو قديس تطوير برنامج إمتحان الثانوية العامة” التوجيهي” في العام 2022م – 2023م، من قبل لجنة أكاديميين ومتخصصين ومجلس التربية، فما هي وجهة نظركم للوصول إلى برنامج يلائم الطلبة، بعيداً عن عمليات التجريب التي يكون ضحيتها الطلبة وأهاليهم؟

بإعتقادي أن أي نظام لتطوير إمتحان الثانوية العامة بالضرورة يجب أن يتوافق مع أسس وأنظمة القبول في الجامعات الرسمية؛ فهما توأمان، على أن يبقى إمتحان الثانوية العامة متوافقاً مع المعايير الدولية ومتطلبات الجامعات الأجنبية.

*كشف وزير التربية أن برنامج الفاقد التعليمي الذي أقرته الوزارة لوجود مشاكل في التعليم عن بُعد، سيستمر لعامين، ماذا عن تجربتكم المُلهمة للمدارس الأخرى في هذا الإطار، وقدرتكم على سدّ الفجوة التعليمية لطلبتكم خلال فترة الجائحة؟

حقق الدوام خلال الأسبوعين الماضيين نتائج إيجابية أهمها إعادة دمج الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة على المستويين الأكاديمي والسلوكي وهذا مهم (أقصد المستوى السلوكي).

*أكاديميون أبدوا تطلعهم لإستمرار تجربة التعلم عن بُعد مستقبلاً بشكل مُدمج كجزء من الخطة الدراسية وكوسيلة تطويرية لتقنيات التعليم، هل تؤيدون هذا الطرح؟

رسالة الدكتوراة خاصّتي- والتي نفذتها عام 2007م – كانت تتمحور حول دمج “التوجيهي” الوجاهي بمواد داعمة من خلال تقنيات التعليم الإلكتروني. ذلك أنها تُثري معارف الطلبة وتتيح لهم فرصة الإطلاع على ثقافات أخرى، وكذلك مطالعة مواد تعليمية إضافية، ناهيك عن إمكانية إعادة حضور الحصص والمناقشات والمناظرات التي توفرها هذه التقنيات.

 

 

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى