الخبير التربوي مصطفى العفوري يقدم قراءة معمقة حول امتحان الرياضيات الذي أبكى الأردنيين

-
امتحان الرياضيات دون المواصفات المعقولة ولا يراعي الفروقات الفردية
-
الأسئلة الموضوعية لا تصلح أن تكون موضوعية قطعاً وهي أقرب لمقالية
-
الامتحان أفقد أهدافه المحددة ولا يقيم الطلبة بشكل واقعي ولا يغطي مستويات الصعوبة المطلوبة بحسب الجداول العالمية
-
قد تتجه وزارة التربية والتعليم لتخفيف صعوبة الامتحان على الطلبة في الورقة الثانية
-
لا يجوز إجحاف المنصات التعليمية وهي كتلة مجتمعية هدفها إفادة الطالب ومده بالمعلومات وتخفيف العبئ عليه
-
في ميدان التعليم الأردني خبراء يستطيعون تقييم الامتحانات بطريقة علمية
خاص للزميلة (أخبار البلد) – في ظل التوتر العام لطلبة “التوجيهي” يحاولون الأهل والمعلمين العمل على تخفيف التوتر بشكل أو بآخر، كما ويعمل المعلم على بذل جهوداً كبيرة وبث الطمأنينة في قلوب طلبته وإيقاظ أعينهم على كل ثغرات امتحان الرياضيات والذي بدا حديث بالشارع الأردني والوسط الأكاديمي على وجه التحديد لصعوبته وعدم مراعاته للفروق الفردية والوقت المحدد من قبل وزارة التربية والتعليم للجلسة الواحدة، هناك من وصف الامتحان بـ”الفلكي” وهناك من قال بأن “الخوارزمي بذاته لا يقدر أن يقوم بحله” وطلبة اعتبروا أن واضع الامتحان قرر أن ينتقم منهم، فمن المسؤول وما هي الحلول التي قد تكون مرضية ومنصفة للجميع؟
قال الخبير التربوي ومدير عام مدرسة النظم الحديثة، الدكتور مصطفى العفوري، إن إمتحان الرياضيات الذي عقد يوم الخميس الماضي دون مواصفات الامتحان المعقولة ولا يراعي الفروقات الفردية للطلبة ولا يتناسب مع الموقت المحدد للجلسة، بصرف النظر ما إذا كانت الأسئلة من مقرر المادة أم لا.
وأوضح لـ”أخبار البلد”، إن الأسئلة الموضوعية لا تصلح قطعاً أن تكون موضوعية وإنما هي أقرب إلى المقالية مما افقد الامتحان قدرته على تحقيق الأهداف التي من شأنها أن تقيّم الطلبة بشكل واقعيّ مبنياً على مادة وشمولية ومراعاة الفروق الفردية والوقت، مؤكداً أن الامتحان لم يراعي الشروط والاسئلة اثقلت كاهل الطلبة وعملت على زيادة التوتر لديهم.
واضاف العفوري، أن الأسئلة لم تكن من خارج الكتاب المدرسي وإنما لا تشمل المادة بكافة جوانبها ولا تغطي مستويات الصعوبة المطلوبة بحسب الجداول العالمية، والأسئلة الموضوعية لا تنتمي للمجموعة النموذجية والمثالية.
وفند بعض التعليقات التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، قائلاً: يجب عدم المبالغة بالحديث عن تقييم الامتحان، ولو أعطي الامتحان حقه من الوقت أي ما يقارب 3 ساعات وربع .. لا يقلل من صعوبته وإنما يُحل لفئة متوسط من الطلبة، والامتحان قدرات عليا.
وحمّل العفوري مسؤولية صعوبة الامتحان لواضعه لمخالفته التعليمات، داعياً وزارة التربية والتعليم معالجة ما حدث وإنصاف الطلبة إن أقرت باختلال الامتحان، قائلاً “إن لوزارة قادرة على فعل ذلك”، مضيفاً أن على الوزارة أخذ فرصتها في تقييم الامتحان والعلامات ومستويات النجاح والعملية لا بد أن تخضع لمقياس علمي وليس عاطفي.
وقال، قد تتجه الوزارة إلى تخفيف صعوبة أسئلة امتحان الرياضيات في الورقة الثانية والتي من المقرر عقدها يوم الأحد المقبل.
وفي سياق متصل، أوضح العفوري أن المنصات التعليمية ليس لها علاقة بتعذر بعض الطلبة عن حل أسئلة الامتحان أو شكواهم من شدة صعوبته ولا يجوز إقحامهم، كما وأن الطلبة قادرين على التفريق ما بين المنصة التي قد يستفيد منها والمنصات التي هدفها مادي فقط.
وأكد أن المنصات هي كتلة مجتمعية هدفها إفادة الطالب ومده بالمعلومات وتخفيف العبء عليه وبث الطمأنينة بقلبه، لافتاً إلى أن القائمين على المنصات والمؤسسات التعليمية يتأثرون ويؤثرون بطريقة مباشرة على في نتيجة الامتحان وليس بالامتحان.
وقال: إن الامتحان هو الذي يتحدث عن نفسه وإجحاف المنصات هو إنحراف البوصلة عن الاتجاه الأساسي، وفي ميدان التعليم الأردني خبراءً أكثر علماً ومعرفةً على المستوى العالمي يستطيعون أن يُقيموا الامتحانات بطريقة علمية