التفكير في مواجهة التكفير”.. “جرش 39” يحتضن الفكر العربي لصدّ موجات التطرف

كرم الإخبارية – خاص – وسام نصر الله

في خطوة تحسب لإدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته التاسعة والثلاثين، خصصت جانبًا من فعالياتها لمواجهة التحديات الفكرية وموجات التطرف والتكفير التي تمزق نسيج المجتمعات العربية، وذلك من خلال احتضانها للمؤتمر الفلسفي العربي الثالث عشر، الذي يستضيف نخبة من المفكرين والباحثين العرب.

ويأتي انعقاد المؤتمر في توقيت عربي دقيق، ليعيد التأكيد على الحاجة الملحة لإحياء دور العقل والفكر في التصدي للظلامية، وبناء خطاب ثقافي إنساني قائم على التسامح والانتماء والتعددية.

ينعقد المؤتمر، الذي تنظمه الجمعية الفلسفية الأردنية بالتعاون مع إدارة المهرجان، ابتداء من صباح الخميس المقبل، الموافق 24 تموز الجاري، ويستمر على مدى ثلاثة أيام، تحت عنوان: “التفكير والفلسفة في مواجهة التكفير”، بمشاركة واسعة من مفكرين وأكاديميين من الأردن، ومصر، والعراق، وتونس، ولبنان، وسوريا، والمغرب، والسودان، وليبيا.

وتكمن أهمية هذا المؤتمر في محاولة استعادة دور الفكر الفلسفي والعقل النقدي في تفكيك خطاب الجماعات التكفيرية والمتطرفة، تلك التي اختطفت الدين واستغلته أداة للفرقة والاقتتال والتكفير.

ثماني جلسات نقاشية على مدى الأيام الثلاثة، يطرح خلالها 20 باحثا وأكاديميا رؤاهم وتحليلاتهم حول سبل مواجهة الفكر المتطرف، وبناء خطاب ثقافي إنساني جامع، يرسخ قيم التعدد والاختلاف وقبول الآخر.

 

ويأتي المؤتمر ليؤكد حاجة المجتمعات العربية الماسة إلى خطاب فكري عقلاني، يعيد تشكيل الثقافة العربية في ضوء معطيات الحاضر وتحولات العالم. فالفكر، كما يشير عنوان المؤتمر، هو السلاح الأول في معركة الوعي، وهو الأقدر على تفكيك البنية الفكرية للتيارات التكفيرية، من خلال مساءلة النصوص وتاريخ الأفكار، وتحليل الظروف الاجتماعية والسياسية التي أفرزتها.

أمام هذا الحشد الفكري العربي، يُطرح سؤال مشروع: هل يتمكن المؤتمر من الخروج بتوصيات قابلة للتطبيق، تسهم في إعادة بناء الثقة بالثقافة العقلانية، وتعزيز روح الإخاء والوحدة الوطنية والقومية؟ ذلك ما يتطلع إليه المشاركون، خاصة في ظل التصدع الذي أصاب البنية الاجتماعية العربية، نتيجة لتأثيرات التيارات المتشددة والانقسامات الطائفية.

ولعل احتضان مهرجان جرش لهذا المؤتمر يؤكد تكامل الثقافة والفن والفكر في مواجهة أعداء الحياة والحرية، ويعزز صورة الأردن كمنصة للحوار والانفتاح والتنوير. فكما أن جرش هو مهرجان للثقافة والفن، فهو كذلك اليوم منبر للعقل العربي الحر.

زر الذهاب إلى الأعلى