الاعتداءات على حافلات “جت” والخوف من وقوع المحظور

كرم الإخبارية – خاص – بقلم: وسام نصر الله

تتواصل سلسلة الإعتداءات على حافلات شركة “جت” للنقل السياحي، على الطريق الصحراوي المؤدي إلى مدينة العقبة، ومن فوق جسر معان تحديدا، على الرغم من وعودات الأمن العام بملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم.

صحيح أن هذه الاعتداءات بقيت خسائرها محصورة بالبعد المادي، بعيدا عن الخسائر البشرية –لا قدر الله-، ولكننا بالتأكيد لا يجب أن ننتظر حتى يقع المحظور، خاصة وأن كل حافلة تقل العشرات من الأبرياء.

وبحسب تصريحات سابقة لوزارة السياحية فإن الأردن يعد من أفضل 33 دولة بمعيار الأمن السياحي، هذه المؤشرات التي تنعكس بشكل إيجابي على قطاع السياحة في المملكة، وتجعل منه رافدا مهما للإقتصاد الوطني.

وتعد “جت” الرائدة في مجال قطاع النقل السياحي، من أهم الشركات في هذا القطاع ليس فقط على المستوى المحلي، وإنما تجاوزت ذلك لتترك بصمتها إقليميا، بشهادة الخبراء، كما أنها من الشركات التي لعبت وتلعب دورا محوريا في تنشيط القطاع السياحي، في مختلف مناطق المملكة.

والاعتداء على حافلات “جت” لا تقتصر أضراره على المستوى المادي، وإنما يتعدى ذلك وصولا إلى هز سمعة الأردن سياحيا، لذلك كل التبريرات التي يتم تسويقها بأن المعتدين مجرد أطفال، لا يمكن قبولها واستساغتها، خاصة وأن تكرار تلك الاعتداءات، برشق الحافلات بالحجارة، يتجاوز العشوائية ليكون عملا منظما وممنهجا هدفه المس بسمعة الشركة.

إن الاعتداءات المتكررة التي تعرضت لها الحافلات خلال الأسابيع الماضية، تتطلب من كافة الجهات المعنية بالأمن السياحي أن تتحمل واجباتها المنوطة بها ومحاسبة المسؤولين، خاصة في ظل تأكيدات مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، بضرورة ملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم.

ويحسب للشركة أنه وبرغم كل الاعتداءات التي تعرضت لها حافلاتها، إلا أنها بقيت مستمرة بتقديم خدماتها على أكمل وجه سواء للمواطنين أو السياح القادمين من خارج المملكة، وفي هذا السياق يؤكد مدير عام “جت” معالي المهندس مالك حداد: “لن نتوقف عن خدمة المواطنين والسياح، كما تم نصحنا، فهذه البلد لنا ولن ننهزم أمام السفلة والمجرمين”.

شركة “جت” قصة نجاح عمرها 56 عاما، وتمتلك كادرا من الفنيين والسائقين على أعلى المستويات، كما أنها تعطي أهمية كبيرة لمصداقيتها، وتمتلك أسطولا من الحافلات يعد الأفضل بالمملكة، وتحرص على أجراء الصيانة الدورية لها، بدليل أن نسبة الأعطال لديها لا تتجاوز 2%.

والسؤال الذي نضعه برسم الإجابة أمام الجهات المعنية، إلى متى ستبقى ظاهرة الاعتداء على حافلات “جت” على الطريق الصحراوي مستمرة؟، وإلى متى الانتظار على محاسبة ومعاقبة الفاعلين، وكشف من يقف وراءهم؟!

زر الذهاب إلى الأعلى