الاحتلال يخنق غزة بخطة إبادة صامتة وصناعة فوضى وسط مجاعة كارثية

غزة- معا- سعديه عبيد- مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تُجمع التقارير الحقوقية المحلية والدولية على أن القطاع يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يُفاقمها الحصار والإغلاق المتواصل للمعابر منذ أكثر من خمسة عشر شهراً.

وأكد الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد”، أن “قطاع غزة يشهد حالة مجاعة كارثية إلى جانب جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة الاحتلال، ضمن سياسة ممنهجة لإحداث فوضى داخل القطاع”.

وأشار عبد العاطي إلى أن الاحتلال “يدعم تشكيلات عصابية داخل غزة، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، وزيادة حالة الفوضى، بما يهدد ما تبقى من بنية الحياة في القطاع”.

المعابر مغلقة… والشاحنات لا تكفي

أوضح عبد العاطي أن دخول المساعدات ما يزال محدوداً، رغم “الزيادة الطفيفة والمقدرة بـ83 شاحنة في أفضل الأحوال يومياً”، بينما يحتاج القطاع ما بين 600 إلى 1000 شاحنة يومياً لتدارك الخلل الكبير في تلبية الاحتياجات الغذائية والصحية.

وأضاف: “ما يدخل حالياً لا يشكل سوى قطرة في بحر الاحتياجات”، داعياً إلى تظافر جهود المجتمع الدولي، وزيادة كمية المساعدات بشكل عاجل، و”ضمان حرية عمل المنظمات الدولية، مع إشراف مباشر على توزيع المساعدات بشكل عادل وآمن”.

استهداف متعمد وممنهج

وحول الأوضاع الميدانية، حذر عبد العاطي من أن “الاحتلال يتعمد استهداف مؤمني المساعدات والمدنيين المجوعين”، في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى “إهلاك السكان، ودفع من تبقى منهم إلى الرحيل القسري، وجعل القطاع منطقة غير صالحة للحياة”.

وأكد أن هذه الانتهاكات تشكل “جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجزءاً لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية، وفقاً للقانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية”.

دعوة للمحاسبة الدولية

واختتم عبد العاطي حديثه بالتشديد على ضرورة محاسبة الاحتلال، وفرض عقوبات ومقاطعة دولية عليه، مشيراً إلى أن “استمرار الصمت الدولي وعدم التحرك هو تواطؤ في الجريمة”، داعياً إلى “رفع وتيرة الضغوط على الاحتلال لوقف الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية”.

زر الذهاب إلى الأعلى