الإسقاط في نفس الارتفاع…

 الارتفاع هو طفل في طريق النمو …والإسقاط هو ما نرتكبه ضد البريء من هدم لارتفاعه ….فما أهون التهديم لنفس ترتقي وتطلع من تربة الحياة للنور .. لم يحدث في حياتي ان شاهدت طفلا مع أمه وهي تحدثني أو جمعت بيني وبينها مناسبة مهما كانت إلا … واقتربت من الطفل المهمش بين سيدتين أو أكثر وأبدي للطفل اندهاشي وسعادتي بجمال وجهه وهندامه… وكثيرا من الأحيان اقترب من الطفل واقول : ما شاء الله … شو هالعيون اللي بشع منهآ الذكاء… ما احلاك ..وهكذا …

إن الاهتمام بالكبير ونسيان وإهمال الصغير كأنه غائب عن الحضرة … أكبر مسبب لفجوة النمو سواء أكانت العقلية ام العاطفية ) وإن أعظم سبل البناء والتنمية والتنشئة للعود الطري في الخلق هي الكلمة الطيبة… فلا نستهين بالكلمة الطيبة التي تتسرب في خلايا الطفل اللينة فتعجن معها وتتجسد في تكوينها … الكلمة ….تلك التي أصلها ثابت وفرعها في السماء …( ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء… تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) صدق الله العظيم … نعم …وهذا هو شريان البناء في الشتلة المغروسة في الفناء… فتنظر نحوها بالود والحنان والتحنان وتسقيها وتسمدها….وتتلمسها بالتفاؤل بخضرتها وما ستثمره عن قريب حتى ولو كانت عجفاء…

ما زلت أذكر حينما كان طفلي يحضر من المدرسة وهو حزين لأنه حصل على علامة أقل من الكاملة … فانظر لورقته وأفرح وأحتضنه وأحمله وادور به في الغرفة…قائلة ( حلو .. ممتاز يعني اختبار بكرة طبعا راح يكون احسن … برافو حبيبي … )ولم أتوقف عن امتداح الجو والمحيط بطفلي حينما يأتي ولدي ويقول : لقد حصل زميلي على علامة أعلى مني …مع اني كنت أنا الذي شرحت له الدرس …فافرح لولدي وأخبره بأن عليه أن يشعر بالنجاح والسعادة لأن زميله ناجح وان شرح ولدي له نجح و….ولذلك على ولدي أن يقتنع بالنتيجة الرائعة لكليهما …

وأقول : أنت جزء لا يتجزأ من المحيط والمجتمع الناجح … …وهكذا … فإذا تربى الطفل في أجواء مدرسة ناجحة الكلمة والبناء اللفظي والتربوي … وكان التعامل إيجابيا تفاؤليا بسلوك واخلاق وسيكولوجية النشء حتى في حالات التقصير الطفولي …فلا بد من نشوء نفوس مستبشرة وارفة الأمل والثقة بعمل وسلوك أجمل مما قيل عنها من كلمة نورانية!!!! افهموها…بقى …

زر الذهاب إلى الأعلى