الاحتلال الإسرائيلي يماطل وحزب الله يُحذّر: صراع على حافة الانفجار
كتب: وسام نصر الله
مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في السيطرة على القرى الحدودية بجنوب لبنان، وتهديداته المستمرة للمواطنين، يبدو أن احتمالية التصعيد العسكري بين المقاومة اللبنانية، بقيادة “حزب الله”، وجيش الاحتلال باتت أقرب من أي وقت مضى.
تصريحات أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، خلال مشاركته في مؤتمر دولي بطهران، كانت واضحة: “المقاومة مستمرة واستعادت عافيتها”، في إشارة إلى الجهوزية العالية لمواجهة أي محاولة لفرض الاحتلال كأمر واقع.
تصعيد المقاومة أمام مماطلة الاحتلال
ورغم دخول وقف إطلاق النار شهره الثاني، لا تزال “إسرائيل” تماطل في الانسحاب من الأراضي اللبنانية، خاصة وأن الاحتلال يبرر بقاء قواته بأسباب أمنية، حيث يزعم أن “حزب الله” يواصل خرق التفاهمات عبر نقل الأسلحة، وهو ما دفعه مؤخرًا لشن غارة على مستودع ادعى أنه يُستخدم لأغراض عسكرية.
في المقابل، شدد جيش الاحتلال على أنه لن يغادر جنوب لبنان، قبل أن يتحقق من “جدية” الجيش اللبناني في الانتشار، وتنفيذ التزاماته ضمن التفاهمات الدولية.
المقاومة بين السياسة والسلاح
الشيخ نعيم قاسم، في كلمته، أكد أن الاعتداءات الإسرائيلية لا تستهدف “حزب الله” فحسب، بل الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي بأكمله. ودعا قاسم الدولة اللبنانية لاستغلال هذه الفرصة لتعزيز موقفها السياسي، معتبرًا أن المقاومة تسعى لتحقيق توازن بين العمل المقاوم والعمل السياسي، بما يضمن حقوق لبنان وسيادته.
على صعيد آخر، حذر نائب رئيس المجلس السياسي في “حزب الله”، محمود قماطي، من أن الحزب سيعتبر القوات الإسرائيلية المتبقية في لبنان “قوات احتلال”، ويعاملها على هذا الأساس إذا لم تنسحب خلال الفترة الزمنية المتفق عليها.
السيناريوهات المحتملة
- تصعيد عسكري محدود: مع استمرار تهديد الاحتلال لسكان القرى الحدودية، قد تندلع مواجهات محدودة في المناطق التي تعتبرها المقاومة خطًا أحمر.
- انسحاب تدريجي مشروط: قد تقبل إسرائيل بالانسحاب التدريجي، شريطة الحصول على ضمانات دولية تتعلق بانتشار الجيش اللبناني وضبط الحدود.
- مواجهة شاملة: انهيار التفاهمات قد يؤدي إلى حرب شاملة تُعيد تشكيل خريطة التوازنات في المنطقة.
المشهد اللبناني: بين الضغط الدولي والتهديدات الإسرائيلية
الدولة اللبنانية تجد نفسها في موقف معقد، إذ تحاول عبر الآلية الثلاثية اللبنانية-الإسرائيلية-الأمريكية التوصل إلى حلول دبلوماسية، بينما يرى البعض أن حزب الله أكثر استعدادًا للتصعيد عسكريًا لضمان تحرير الأراضي المحتلة.
في ظل هذه التطورات، تبدو المقاومة اللبنانية في موقف القوة، لكنها تواجه تحديات كبيرة تتطلب توحيد الصفوف داخليًا واستثمار الدعم السياسي والدبلوماسي لضمان استعادة السيادة اللبنانية.
ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي، يبقى السؤال: هل ستُفرض معادلة جديدة في الجنوب أم أن الدبلوماسية ستجد طريقها لحل الأزمة؟