الأسرى الفلسطينيون والحاضنة الشعبية

*المهندس محمد الأطرش

الحاضنة الشعبية او الوطنية حقيقة لا يدركها إلا من جربها من الأسرى والمحررين، وهو عدم وجود حاضنة شعبية متينة حيث كانت المغر والحقول والعبارات وقليل جدا من البيوت القديمة تأويهم في انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى،وهذا

ليس لأن الشعب لا يمتلك الروح الوطنية ولكن بسبب الخوف من تنكيل الاحتلال وبطشه مثل اعتقال أصحاب البيوت او استجوابهم ميدانيا او الهدم الجزئي لتلك البيوت، حتى ان المطاردين كانوا يرفضون النوم في بيوت مسكونة حرصا وخوفا على اصحابها ..

ما حدث مع أحرار جلبوع وفي بيئة معقدة ومكشوفة ومراقبة وتحت سيطرة للاحتلال في الداخل المحتل لم يكن بمقدور الوسط العربي ان يقدم الخدمة والمساعدة لهؤلاء الابطال الا بشكل سري خوفا من اجراءات الاحتلال وقمعه ..

كانت العملية انتصارا لارادة الأسرى وكسر شوكة الاحتلال وجبروته .. ويكفي انها أعادت قضية الأسرى الى الواجهة والى حديث الشارع والناس بعدما كانت للاسف في طي الكتمان والنسيان ..

والموضوع المهم والكبير الذي يحاول الاحتلال ان يمرره هو كسر الروح المعنوية لهؤلاء الأسرى ولشعبنا ولكل المتعاطفين معهم واحباط الناس بأن يد الاحتلال قادرة وطائلة وان لا حاضنة وطنية وشعبية لهم من خلال تصويرهم وكأنهم جوعى او مشردين في الحقول وان الفلسطينيين في الداخل المحتل قد تخلوا عنهم بل وساعدوا في الوصول إليهم واعادة اعتقالهم وهذا ما نريد ان نثبت عكسه بلحمة شعبنا في كل جغرافيا الوطن كالتي شاهدناها في ملحمة الدفاع عن القدس والاقصى والشيخ جراح ..

علينا الحذر من روايات الاحتلال ومن سمومه التي يبثها لتحطيم الروح المعنوية وعلينا أن نرفع سقف قضية الاسرى الى السماء والى اولى أولويات العمل السياسي والدبلوماسي وان تبقى غرف عمليات مساندة الأسرى في كل مدينة ومحافظة وفي كل شارع وبيت وان تصبح مزارا لكل شعبنا وكل الاحرار والمتضامنين وان نسخر كل جهد ووسيلة في الضفة وغزة لاطلاق سراحهم وفضح الاحتلال ومحاصرته قانونيا وسياسيا ليبقى منبوذا في كل بقعة تحت الشمس …

آن الأوان لنكسر قيود الاسر ونعمل على إطلاق سراحهم وتحريرهم وخاصة أولئك الابطال الذين امضوا أربعين وثلاثين عاما في السجون .. وكل اسرانا الابطال هذا دين علينا وواجب وطني وشرعي ان نعجل في حريتهم وخلاصهم … والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

*ناشط فلسطيني / جنين

زر الذهاب إلى الأعلى