الأردن يمتلك ثروة سياحية “غير مستثمرة”.. وحجازين يدعو لتحويل السرديات إلى منتجات

أكد وزير السياحة والآثار الدكتور عماد حجازين السبت، أن القطاع السياحي ما يزال يمتلك نطاقًا واسعًا من الفرص غير المستغلة، رغم مساهمته الكبيرة في الاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان للانتقال من إدارة الواقع السياحي إلى استثمار الإمكانات الكاملة للأردن كوجهة عالمية.

وقال حجازين، خلال لقاء نظمته جمعية رجال الأعمال الأردنيين، إن الأردن يمتلك ثروة ضخمة من المقومات الطبيعية والتاريخية والروحية، إلا أن جزءًا كبيرًا منها ما يزال خارج دائرة الاستثمار الفعلي، خصوصًا في مجالات السياحة البيئية والمغامرات والرياضية والريفية والزراعية والعلاجية. وأضاف أن الأسواق العالمية تتجه اليوم نحو المنتجات المتخصصة، وأن الأردن قادر على المنافسة إذا ما جرى تطوير هذه المنتجات وربطها بقصص وسرديات تروّج للتجربة الأردنية بشكل مبتكر.

وأشار إلى أن الفرص غير المستغلة تمتد أيضًا إلى الأسواق الإقليمية، وخاصة دول الخليج والمغرب العربي، رغم أنها تشكّل ما يصل إلى 75% من إجمالي السياح القادمين إلى المملكة. ورأى أن تعزيز الربط الجوي مع هذه الأسواق، وفتح خطوط مباشرة مع وجهات جديدة، يعدّ من أهم أولويات المرحلة المقبلة، خصوصًا مع وجود طلب متزايد لم يتم استهدافه بالشكل الكافي.

وأوضح حجازين أن رؤية التحديث الاقتصادي تتضمن مبادرات جوهرية لتعظيم العائد من السياحة ضمن محور “الأردن وجهة عالمية”، مشيرًا إلى أن الاستثمار الأمثل في التسويق، بما في ذلك استثمار مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم 2026، يمكن أن يفتح أبوابًا واسعة لأسواق جديدة ذات إنفاق سياحي مرتفع.

وأكد أن تحويل السرديات التاريخية والدينية والثقافية إلى منتجات سياحية قابلة للتسويق يمثل أحد أكبر الفرص غير المستغلة في المملكة، موضحًا أن “السياحة ليست مواقع فقط، بل تجربة كاملة”، وأن عرض التراث الأردني بأساليب حديثة سيمنح المملكة ميزة تنافسية مهمة.

من جهته، قال رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين أيمن العلاونة إن القطاع السياحي بدأ يتجاوز آثار التحديات التي فرضتها الاضطرابات الإقليمية خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى ارتفاع الدخل السياحي إلى نحو 6 مليارات دولار خلال الأشهر التسعة الماضية، بزيادة بلغت 6.8% عن العام السابق.

ورغم هذا التحسن، شدد العلاونة على أن إمكانية النمو لا تزال أكبر بكثير من المتحقق، خصوصًا في مجالات السياحة العلاجية والاستثمار في المشاريع الترفيهية والثقافية، داعيًا إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير مشاريع مبتكرة تستفيد من الحوافز الاستثمارية المتاحة.

وأوضح أن تنويع الأسواق المستهدفة وتطوير البنية التحتية السياحية يشكلان محورين أساسيين لتعزيز موقع الأردن على خريطة السياحة العالمية، مشيرًا إلى أن القطاع قادر على لعب دور أكبر في دعم النمو الاقتصادي وتحقيق الاستدامة إذا ما استُثمرت الفرص الكامنة بالشكل الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى