الأردن… وفاءٌ لا ينقطع لغزة

وليد الجلاد
في خضمّ الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها قطاع غزة جرّاء العدوان المتواصل والحصار الجائر، يواصل الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، موقفه الثابت والداعم لأشقائه الفلسطينيين، مستندًا إلى قيم العروبة الأصيلة، وروابط الأخوّة المتينة، وواجبٍ أخلاقي وإنساني لا يحيد.
وفي هذا السياق، انطلقت أمس قافلة مساعدات إنسانية أردنية إلى شمال القطاع، تضم ما يزيد على 36 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية الأساسية، في خطوة تستهدف التخفيف من معاناة الأسر المتضررة التي تواجه نقصًا حادًا في الغذاء والمستلزمات المعيشية.
وتُعدّ هذه القافلة جزءًا من جهود إغاثية متواصلة تقودها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، بالتنسيق مع القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، تنفيذًا للتوجيهات الملكية السامية التي تشدّد على ضرورة استمرار الدعم الإنساني وتكثيفه، رغم التحديات الأمنية واللوجستية التي تعترض طريق المساعدات.
ولم يقتصر الدعم الأردني على إرسال المساعدات الغذائية، بل شمل أيضًا تشغيل المخابز الأردنية في القطاع، التي تواصل عملها بإصرار رغم ظروف الحصار، لتوفّر الخبز للأسر المحتاجة، في مشهد يعبّر عن أسمى معاني التضامن والتكافل.
كما تواصل المستشفيات الميدانية الأردنية تقديم خدماتها الطبية العاجلة، في ظل النقص الحاد في الخدمات الصحية داخل القطاع، لتكون سندًا حقيقيًا للجرحى والمصابين، وبارقة أمل لذويهم.
ويمتدّ الموقف الأردني، بقيادة جلالة الملك، إلى الساحة السياسية أيضًا؛ إذ يواصل الأردن دعوته إلى رفع الحصار عن غزة ووقف العدوان فورًا، في تأكيد على التزامه التاريخي بالقضية الفلسطينية، وحقّ الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة.
وقد عبّر العديد من أهالي غزة عن امتنانهم العميق للأردن، قيادة وشعبًا، مؤكدين أن هذا الدعم الإنساني ليس مجرد إغاثة مادية، بل تجسيد حقيقي لروح الأخوّة العربية والتكافل الإنساني، يعزّز في نفوسهم الإيمان بالعدالة ويقوّي من عزيمتهم على الصمود.
وبين القوافل التي تعبر الحدود، والمخابز التي توفّر الخبز بالرغم من الحصار، والمستشفيات التي تداوي الجراح وسط المعاناة، تتجلّى صورة الأردن الأصيل، وطنًا وقيادةً وشعبًا، يقف إلى جانب غزة بإخلاص لا يعرف التراجع.
هذا هو الأردن: ملكٌ يحمل فلسطين في قلبه، وجيشٌ يعبر بالإنسانية فوق الخطر، وهيئة خيرية تبني جسور العون والكرامة، وشعبٌ يجسّد معنى الوفاء والنجدة.

زر الذهاب إلى الأعلى