اكتشاف أثري مهم قرب حيفا (صور)
حجر صخري رسوبي، عثروا عليه داخل “مغارة الطابون” الواقعة ككهف في سفح “جبل الكرمل” المطل على مدينة حيفا، اتضح أن عمره أكثر من 350 ألف عام، وأنه أقدم أداة معروفة تم العثور عليها مصنوعة لطحن الطعام ومواد أخرى، لأن صنعها سبق ظهور “الإنسان العاقل” أو Homo sapiens كما هو اسمه العلمي، بأكثر من 150 ألف عام.
علماء آثار “إسرائيليون” ينقبون في المنطقة عن عيش إنسان ما قبل التاريخ فيها، وجدوا بعد دراسة الحجر أنه يعود إلى زمن كان الأقرب فيه للبشر هو كائن معروف باسم Homo Erectus المنتصبة قامته، والمعاصر لمنقرض مثله، يسمونه Homo Heidelbergensis المندرج تحت فصيلة القردة العليا، وفقا لما ألمت به “العربية.نت” من خبر وارد بصحيفة “ديلي إكسبرس” البريطانية، نقلا عن صحيفة Journal of Human Evolution الصادرة شهريا في هولندا، وبدورها نقلت التفاصيل عمن عثروا على الحجر الشبيه بحصاة مستديرة أحدث فيها الطحن كسورا وتآكلات، بحسب ما نراها في الصورة الرئيسية، فيما نجد في الفيديو المعروض غنى المنطقة بالكهوف الأثرية.
ويعتقد العاثرون على ما اعتبروه كنزا، أنه يوضح إضافة البشر “تقنية مهمة جدا” إلى صندوق أدواتهم في مرحلة مبكرة من تواجدهم على الأرض، برغم العثور على ما يشير إلى أن البشر استخدموا أدوات حجرية تعود إلى ما قبل مليون و500 ألف عام، منها صخور للقصف أو التكسير، إلا أن حجر كهف “جبل الكرمل” مختلف، ففيه كسور وعلامات تآكل، بطريقة تدل أن استخداه كان بطريقة أفقية وليست رأسية، وهو ما يؤكد بأنه كان أداة للطحن، خصوصا أنه صغير.
عاش في المغارة منذ نصف مليون عام
ويقول من درسوا الحجر الشبيه حجمه بحبة بطاطا متوسطة “إن الحجارة الصغيرة لها أهمية كبيرة لأنها تسمح بتتبع الأصول الأولى لتطورات القدرات المعرفية والحركية التي تقدمت خلال التطور البشري في النهاية إلى ظواهر مهمة في ثقافة الإنسان، الشاملة كشط وتطوير تقنيات إنتاج الغذاء، والاستقرار الثابت، كما والزراعة والتخزين” وفق تعبيرهم المشيرين فيه إلى أن تطور أداة الإنتاج أدى إلى تطور طرق العيش وطرق الحصول على الغذاء.
والمعروف أن التنقيب في “مغارة الطابون” الأثرية، مستمر منذ ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أن التنقيب المكثف فيها وبجوارها كان على يد الأميركي آرثر جلينك في ستينيات القرن الماضي، على حد ما قرأت “العربية.نت” بسيرة الكهف الواردة “أونلاين” وفيها أن “جامعة حيفا” مستمر بالتنقيب، وتعتبر أن الكهف أحد مواقع التطور البشري في جبل الكرمل، والذي أقرت منظمة اليونسكو في 2012 بقيمته العالمية، فقد اتضح أن الإنسان عاش في تلك المغارة على فترات متقطعة “منذ ما يقرب من 500 ألف إلى 40,000 ألف عام” تراكمت في الكهف خلالها طبقات رسوبية من الرمل والطمي والصلصال ارتفاعها 25 مترا، لذلك فالكهف يرصد أحد أطول تعاقبات استعمار الإنسان في بلاد الشام.