افتتاح مسجد الحاج عبدالله أبو خديجه.. والدكتور هيثم يعلنه “متممّاً لوصية والده “.. والأهالي يشيدون” هذا البرّ بعينه”
خاص ل”كرم الإخبارية” – تقرير: وسام نصر الله
شهدت الجمعة الماضية، إفتتاح مسجد الحاج عبد الله أبو خديجة، في حي أبو نصير شمالي العاصمة عمان، وذلك وسط حضور كثيف من أبناء المنطقة، وفعاليات وطنية ودينية وسياسية ونواب وإعلاميون.
وكان في مقدمة مستقبلي الحضور النائب السابق الدكتور هيثم أبو خديجة، الذي قال في تصريحات خاصة ل وكالة كرم الإخبارية: “إن رب العالمين هو من تكفل بحفظ القرآن الكريم ، ونأمل أن نكون من بين الذين خصهم الله بحفظ هذه الرسالة؛ التي هي رمز الأمة وعزتها وكرامتها”.
وأضاف: “نسأل رب العالمين الإخلاص في النية والتوفيق في العمل، وأن يكون في ميزان حسنات الوالد الحبيب الحاج عبد الله ابو خديجة، تغمده الله بواسع رحمته”.
وأوضح أبو خديجة أن “المسجد يشمل مصلى للنساء مجهز بالشاشات وكافة اللوازم، ويحوي قاعة متعددة الإستعمالات لمختلف المناسبات، وصولاً لأداء رسالة المسجد على أحسن حال”.
وقال: “نسعى لأن يكون المسجد منطلقاً للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، عبر إستضافة العلماء المشهود لهم بالكفاءة والسيرة الطيبة، وبالتعاون مع كلية الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، والقيام بجملة من الأنشطة المباركة وعلى رأسها تحفيظ كتاب الله تعالى”.
وتابع أبو خديجة:”نحن لا نتطلع لمدى فخامة المسجد من حيث البناء المادي، وحجمه بالدرجة الأولى، وإنما نولي الأهمية قبل كل شيء لنوعية المخرجات. وبناء عليه أعددنا جدول عمل كامل ومتكامل سينفذ على مدار العام، وسيتضمن دروس دين وحلقات ذكر وتعليم للذكور والإناث”.
وأكد النائب السابق على أن والده الراحل الحاج عبدالله أبو خديجه لطالما كان حريصاً على ديمومة كلية الشريعة في جامعة العلوم التطبيقية، بغض النظر عن عدد طلبتها، وبالنأي بها عن حسابات الربح والخسارة، وتشديده على أن تبقى صدقة جارية، والمواظبة على تطوير هذه الكلية وتوزيع المنح على طلبتها المتميزين.وفق تعبيره.
وأشار الدكتور أبو خديجة إلى أن جامعة العلوم التطبيقية تمتلك واحدة من أقوى كليات الشريعة على مستوى الأردن، وأن هذا ما تثبته نتائج امتحانات الكفاءة التي حصد فيها خريجو الكلية، المراكز الأولى على مستوى المملكة لثلاث سنوات متتالية.
وعلق بقوله: “لدينا الأمل والتفاؤل أنه، ومع وجود أكثر من 200 طالب في كلية الشريعة، وكادر تعليمي على مستوى عال من الناحية الأكاديمية، سيكون للمسجد نكهة خاصة وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك”.
وأردف أبو خديجه : “لقد كان لدينا إيمان مطلق بضرورة العمل على مختلف الفئات العمرية كباراً وصغاراٍ، للوصول لاحقا إلى جيل ناضج وواع بقضايا أمته، ولديه القدرة على خدمتها، فعندما نحيي مسجداً فإننا نحيي أمة بأكملها، لذلك كانت الفكرة أنه لو في كل عام دراسي خرجت الجامعة من 40-50 طالب، فإنه سيكون لدينا خلال عشرة أعوام مئات الأئمة المؤهلين، القادرين على التأثير في محيطهم، وإعادة بناء منظومة القيم بطريقة إيجابية”.
وإلى ذلك، تمحورت خطبة صلاة الجمعة التي دشنت لإفتتاح مسجد الحاج عبدالله أبو خديجه، وألقاها إمام المسجد والأستاذ في كلية الشريعة بجامعة العلوم التطبيقية الدكتور عبد السلام الفندي، حول الإذن ببناء المساجد وأهمية إعمارها مادياً ومعنوياً، وفضل المسجد على أهل الحي والمنطقة، وكما تطرقت الخطبة إلى البرنامج الديني المُعدّ للأيام المقبلة.
ولفت الفندي في خطبته إلى: “إن المساجد بيوت الله، وهي أطهر بقاع الأرض وأحبها إليه، وأفضل مكان يناجي فيه العبد ربه.. فهنيئاً لمن وفقه الله لبناء مسجد أو بيت من بيوت الله عز وجل، “.
وأشار الفندي إلى أن “عُمّار المساجد هم أهل للأجر والثواب، وأن إعمار المساجد من علامات الإيمان، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم، حث وأكد على ضرورة التشجيع على بنائها، بقوله عليه وسلم: من بنى مسجداً، يبتغي فيه وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة”.
في حين بين الفندي خلال تصريحاته الخاصة ل “وكالة كرم الإخبارية”، أن :” قسم الشريعة عندما تأسس في جامعة العلوم التطبيقية، كان عدد طلابه سبعة طلبة فقط، بينما كان يعمل فيه سبعة أكاديميين فقط. وعندما سُئل المرحوم الحاج عبد الله أبو خديجة، هل سيغلق هذا القسم، لأنه يخسر ماديا بحسابات البشر؟، فكان رده: “لو بقي طالب واحد فقط في القسم، فإنه سيبقى مفتوحا لأهل العلم، وأريده أن يكون صدقة عن الجامعة”.
وأضاف الدكتور الفندي أن: “الإدارة الناجحة في الجامعة استطاعت، وبتوفيق من الله، العمل على تطوير قسم الشريعة مع مرور السنين على تأسيسه، ليصبح واحداً من أقوى الكليات على مستوى الجامعات الأردنية، وليبلغ عدد الطلبة لدينا 230 طالبا، يحملون أكثر من 20 جنسية مختلفة، مع استقدام مدرسين على التعليم الإضافي ليدرسوا في الكلية”.
من جهته أكد مدير عام الإذاعة الأردنية السابق الدكتور نسيم أبو خضير أهمية إعمار المساجد على المستويين المادي والمعنوي، مدللا على ذلك بقوله تعالى: “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة”.
وشدد خلال حديثه ل “وكالة كرم الإخبارية” على أن: “أبناء المرحوم عبد الله أبو خديجة يمتلكون اليقين والإيمان بأن أفضل هدية تقدم لوالدهم رحمه الله واسكنه فسيح جنانه، هي بناء هذا المسجد الذي يحمل إسمه، كنوع من البرٍّ به”.
ونوّه أبو خضير إلى الدور الذي أولاه المرحوم الحاج عبد الله أبو خديجة، لكلية الشريعة في “العلوم التطبيقية”، مبيناً “أنه كان يوصي دائما بتقديم التسهيلات لطلبتها، وصولاً إلى إعداد أئمة مؤهلين وقادرين على قيادة المساجد بكفاءة وحكمة، ونشر التعاليم الحسنة والفضيلة، والتقرب لله تعالى”.
وتابع قائلاً: “عندما توجه النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة، حرص عن يكون أول عمل يقوم به بمجرد وصوله إليها هو بناء “مسجد” فيها، لأنه مكان العبادة والتربية والأخلاق الفضيلة”.
وأشار أبو خضير، إلى أن مسجد “عبد الله أبو خديجة” وما يتضمنه من مرافق جيدة وممتازة وعلى مستوى عال، يعتبر تسهيل على الناس لتأدية عباداتهم، مبينا قوله تعالى: “وإذا سألك عبادي عني”، كدلالة على خضوع العبد لله عز وجل”.
بدورهم تقدم سكان حي أبو نصير بالشكر إلى أبناء المرحوم عبد الله أبو خديجة، لتبرعهم الكريم والسخي، ببناء المسجد، ومرافقه التي ستقدم الكثير من الخدمات لأهالي المنطقة؛ على حد تعبيرهم ل”وكالة كرم الإخبارية”.
وعلق أحدهم وهو الحاج طه المواجدة على هذا الحدث، قائلاً: “رحم الله الحاج عبد الله أبو خديجة، وجزاه كل خير وأولاده الذين قاموا ببناء هذا المسجد، وأوصلوه لهذه الجماليات من الفن المعماري وكافة التجهيزات والمرافق التابعة له”.
وأضاف المواجدة: “إن أبناء الحي يثمنون هذه الخطوة، ويتقدمون بالشكر الجزيل لأبناء المرحوم “أبو خديجة”، وندعو له بالرحمة والمغفرة والغفران، وأن يكون هذا المسجد في ميزان حسناته وأبنائه”.