افتتاح المؤتمر الفلسفي العربي الـ13 ضمن فعاليات “جرش39”

افتتح وزير الثقافة مصطفى الرواشدة، اليوم الخميس في دائرة المكتبة الوطنية، المؤتمر الفلسفي العربي الـ13، والذي تنظمه الجمعية الفلسفية الأردنية ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ39.
وقال الرواشدة في كلمته خلال حفل الافتتاح، إن انعقاد هذا المؤتمر يعتبر مناسبة مهمة ضمن مهرجان جرش للثقافة والفنون، والتي تنظم تحت شعار “هنا الأردن ..ومجده مستمر”، منوها بأنه شعار ينطوي على استنطاق تاريخ الأردن بما يحمل من إرث ثقافي وحضاري وأنساني متنوع وعميق.
وأضاف “نلتقي في هذا اليوم الحواري والعلمي الذي يحمل عنوان (التفكير والفلسفة في مواجهة التكفير)، بمشاركة قامات لهم حضورهم في المشهد الثقافي العربي والعالمي، ونخبة من الباحثين والأكاديميين من جل البلدان الشقيقة بتراثها وتنوعها الثقافي ومخزونها المعرفي من، تونس، ومصر، والعراق، ولبنان، وسوريا، والمغرب، والسودان، وليبيا، ومثقفي الأردن وأكاديمييه وباحثيه”.
وبين أن المؤتمر يتناول قضية راهنة طالما أرقت بلداننا العربية، ومست مشاريعنا التنموية وحرفت زاوية اهتمامنا، لافتا إلى أن أهمية المؤتمر لا تكمن في عنوانه فحسب، بل في توقيت اللحظة الراهنة التي يواجهها العالم العربي في ظل التحديات والأزمات التي تعصف بالمنطقة وبالثقافة العربية.
وأشار إلى أن التفكير هو انحياز للعقل والنظر للمستقبل والانتماء لروح العصر، والانفتاح على الثقافة الإنسانية، وإن التكفير هو انغلاق للعقل، وانسحاب سلبي للمكوث في دهاليز الماضي المعتم، والانكفاء في صحاري ثقافة الموت.
وأكد أن مهرجان جرش علاوة على انه وسيلة للتنمية المستدامة، فهو فضاء للوعي، منوها بمشاركة الجمعية الفلسفية الأردنية والتي تعد الثانية في المهرجان، تمثل إضافة نوعية، بما للفلسفة من أهمية كمنهج وأسلوب معرفي، ووسيلة للارتقاء بالعقل النقدي.
وبين أن أهمية المؤتمر تكمن مع ما نشهد من عدوان إسرائيلي طال بدماره المكان والإنسان في غزة هاشم، ومارس كل الأفعال التي لا يقبلها المنطق ولا العقل، ولا الإنسانية.
ونوه بأن مهرجان جرش ما يزال يمثل مشروعا ثقافيا تنويريا وطنيا وعربيا وعالميا، للدفاع عن هويتنا وقيمنا بالثقافة الجادة والفن الراقي، مثلما يمثل عنوانا لقيم الإنسانية التي تنهل من أخلاق الهاشميين، وتترجم رؤى سليل الدوحة الهاشمية الملك عبدالله الثاني في مواقفه من قضايا الأمة، وعلى رأسها قضية فلسطين ودرتها القدس.
بدوره، ألقى رئيس الجمعية الدكتور محمد الشياب كلمة قال فيها إن هذا المؤتمر الذي يأتي تحت عنوان “التفكير والفلسفة في مواجهة التكفير”، تحت مطلة “الملتقى الفلسفي العربي” الذي انبثق عن توصيات مؤتمر الجمعية في العام الماضي.
وبين أن المؤتمر يتناول التحديات التي تعيشها المنطقة العربية بوصفها قضية عقل وفي منجز العقل العلمي بأبعاده المعرفية والقيمية والسلوكية، لافتا الى أن القوة الحقيقية للمجتمع تكمن في الخطاب الفكري المعرفي وفلسفته التحررية والتنويرية .
واستهلت فعاليات اليوم الاول من المؤتمر الذي يستمر 3 أيام، بالجلسة الاولى التي ترأسها الدكتور ماهر الصراف من الأردن وشارك فيها الدكتور فريد العليبي
من تونس، بورقة بحثية حملت عنوان “التفكير في التكفير.. حالة ابن رشد” والدكتور احمد العجارمة من الاردن بورقة عنوانها “التكفير السياسي في التراث.. ابن رشد نموذجا” والدكتور عائشة الحضيري من تونس بورقة عنوانها (العقل والتفكير..من “عقل عقل” إلى إشكال “العقل المعطل”).
وواصل المؤتمر يومه الأول بالجلسة الثانية التي عقدت في مقر الجمعية بعمان وترأسها الدكتور توفيق شومر من الاردن وشارك فيها الدكتور مصطفى النشار من مصر بورقة عنوانها “التفكير الفلسفي في مواجهة منتقديه-الكندي نموذجا” والدكتورة ابتهال عبدالوهاب من مصر بورقة “محنة الفلسفة في العالم الاسلامي” .