ابو هلالة يحذر: “الوباء” قد يعود أكثر شراسة
أكد الاستاذ المشارك والاستشاري في الوطب الوقائي والوبائيات، الدكتور منير ابو هلالة أنه علينا التعامل بحذر شديد مع الوضع الوبائي رغم تراجع المنحنى الوبائي بالنسبة للفحوصات الايجابية خلال الاسبوع الماضي.
وقال أبو هلالة إن لهذا التراجع في نسبة الايجابية الحالية عوامل كثيرة، منها توقيت فحص المخالطين، مشيرا إلى أن اشخاص يفحصون مبكرا ما يعطي نتائج سلبية وبعد ايام يكونوا قد اصيبوا بالفيروس، موضحا أن فترة حضانة الفيروس تمتد من يومين إلى 14 يوما.
أما العامل الأخر فهو ظهور أعراض مشابهة لفيروس كورونا على عدد من المواطنين بسبب فصل الشتاء والأمراض والفيروسات التي تنشط فيه مثل الانفلونزا، الأمر الذي يجعلهم يشنبهون باصابتهم بالفيروس ولدى الفحص تكون نتائجهم سلبية، إضافة الى عاملين اخرين وهما الفحص لغايات السفر، ودخول المستشفى.
ودعا ابو هلالة إلى أن تكون نسبة هذه الفحوصات معروفة لكل فئة، والعمل على اجراء فحوص عينات عشوائية لـ 10 آلاف شخص على اقل تقدير بشكل اسبوعي او خلال كل اسبوعين، لتحديد حقيقة نسبة الاصابة بالفيروس.
وعن الفرق في نسبة الفحوصات الايجابية بين الاسبوع الماضي والاسبوع الذي سبقه، قال ابو هلالة إنه كان هناك بؤرة في مصنع سجلت ألفي حالة الاسبوع الذي سبق الماضي، بالاضافة إلى أن الاجراءات التي قامت بها الحكومة من التشديد على ارتداء الكمامات والتخفيف من الازدحامات داخل المستشفيات أدت بالتأكيد إلى نقص عدد الحالات.
وأضاف، أن النقطة المهمة جدا حاليا هي مراقبة عدد دخول المستشفيات اليومي والذي يعبر عن عدد حالات الاصابة المكتشفة وغير المكتشفة، إضافة الى مراقبة عدد الوفيات.
وأثنى ابو هلالة على جهود وزارة الصحة والطب الشرعي في تغيير آلية العمل لتحديد سبب الوفاة بحيث يتم الإعلان عن الحالات التي كان فيها سبب الوفاة الرئيسي فيروس كورونا.
وحذر من الحديث عن وصول الأردن إلى ذروة اصابات كورونا، مؤكدا أن الفيروس قد يعود بطريقة أكثر شراسة إذا تراخينا في الاجراءات.
وبين أن المملكة أثبتت قدرتها على زيادة الطاقة الاستيعابية في المستشفيات، مشيرا الى أن ذلك مكسب للمستقبل أيضا ليس خلال الفرة الحالية فقط.
كما أكد ابو هلالة على ضوروة العمل على تقليل عدد حالات الاصابة بشكل أكبر من الحالي، وذلك لان المراقب على مستوى العالم والمستشمر وغيرهم يرون للاسف أن الأردن كان في الاسابيع السابقة من أعلى الدول التي سجلت حالات اصابة بالفيروس، مشيرا الى ان ذلك يقاس بناء على عدد الحالات المكتشفة لكل 100 ألف مواطن، وذات الأمر لعدد الوفيات.
ودعا لاتخاذ خطوات سريعة وجادة للتقليل من هذه النسب سواء من حيث أعداد الوفيات او الحالات المكتشفة الجديدة، وذلك من خلال استخدام الاودية الحديثة وتطوير عملية العلاج في العناية الحثيثة ومراجعة الحكومة للاجراءات المتبعة حاليا.
وأكد ابو هلالة أن الأردن يجب أن يكون في الطليعة دوما، “فسمعتنا الطبية تستوجب علينا التعامل بطريقة أكثر حزما للتقليل من الوفيات من خلال تقليل عدد الحالات والتحديث المستمر والسريع في البرتكول العلاجي وإزالة أي فوارق بين القطاعين العام والخاص في العناية الطبية”.
وناشد المرضى والأهالي، عدم التأخر في التواصل مع الجهات الصحية عند تطور حالة المريض لما له من أثر سلبي في إنقاذ حياة المريض، كما شكر كل من عمل تطوير القدرات الصحية في زمن قياسي مشيرا إلى أن الكوادر الصحية هي خط الدفاع الأول.