إشهار ومناقشة كتاب “الإصلاح التربوي-أطر السياسات والمداخل” للدكتور توق

نظم منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، مساء أمس، حوارية لإشهار ومناقشة كتاب الدكتور محي الدين توق وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق، والذي جاء بعنوان، “الإصلاح التربوي-أطر السياسات والمداخل”، وأدار الحوار أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور مهند مبيضين، وذلك عبر منصة (زووم) وموقع المؤسسة على (الفيسبوك).

وتناول الدكتور توق في الكتاب الذي جاء في ستة فصول، الأطر والمداخل لإصلاح التربية في الدولة العربية والأردن بشكل خاص.

واكد الدكتور توق في تقديمه للكتاب ان الإصلاح التربوي في البلدان العربية لم يُعد ترفاً، بل ضرورة قصوى لتحقيق التنميّة المستدامة، وتطوير المواطنة، وبناء منعة الدّولة، وتحقيق التقدّم، علميّاً وتكنولوجيّاً واجتماعيّاً وثقافيّاً.

وتناول الفصل الأول والثاني من الكتاب إصلاح برامج تربيّة المعلّمين بأشكالها المختلفة، وسياسات المعلّمين بشكل خاص، فيما يركز في الفصل الثالث على موضوع تمكين المدرسة، من معلّمين ومدراء، لتتمكّن من رفع سويّة التعليم والاسهام في تحقيق الأهداف المجتمعة، وما تواجهه هذه الحركة العالميّة من تحديّات، وما تحتاجه من شروط لنجاحها، بينما يتناول الفصل الرابع المساءلة التربويّة وعلاقتها بالتقدم التربوي، فيما يتحدث الفصلان الخامس والسّادس حول بعض الاشكاليّات التربويّة ذات أبعاد اجتماعيّة واقتصاديّة واضحة.

ويرى توق ان الإصلاح التربوي شغل حيّزاً كبيراً من اهتمامات المفكرين والمربّين العرب، وراسمي السياسات التربويّة، ومتخذّي القرارات على حد سواء في السّنوات السبعين الأخيرة، كما عقدت له مئات المؤتمرات والنّدوات والحلقات الدراسية، نجم عنها وثائق مهمة، بدءاً من استراتيجيّة التربيّة العربيّة في العام 1967، وأعمال مشروع الفكر العربي حول مستقبل التعليم في الوطن العربي التي نفذّت في نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وانتهاءً بالدراسات المستفيضة عن التعليم في الدول العربية التي نفذت بالتعاون ما بين المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، والبنك الدّولي، مشيرا الى إنّ تدني التحصيل العلمي للطلبة العرب ليس مجرّد احساس عام تسمعه من أولياء الأمور، أو المستخدِمين، أو المهتمين بالشأن العام، بل إنّ هناك جملة من الشّواهد التي تبيّن تراجع نوعيّة مخرجات التعليم العربي. كما أنّ نتائج الطلبة العرب في القراءة، والفهم القرائي، وحل المشكلات ليست أفضل حالاً كما أظهر تقرير المعرفة العربي.

وأشار الى أن جهود الإصلاح التربوي في المنطقة العربية ليست جديدة، وقد حققت بعض التقدم في عدد من المؤشرات التربوية وخاصة في مؤشر الاتاحة والانتشار، كذلك العدالة والادماج والكفاءة، حيث أنتشر التعليم في مختلف أنحاء العالم العربي وفتحت الفرصة للجميع للالتحاق بالتعليم وخاصة أمام المرأة العربية، مؤكدا أن التقدم الذي تم إنجازه في مجال المواءمة مع متطلبات العصر والنوعية لم يكن بالمستوى المطلوب كما هو الحال في المؤشرات الكمية للتعليم.

وبين أن معظم حالات الإصلاح التي جرت خلال السبعين عاما الماضية في العديد من الدول، تناولت اصلاح البناء والهياكل وتوفير أدوات جديدة للتعليم وتطوير وتحسين الإمكانيات المتاحة في التعليم للمدارس كذلك التمويل، موضحا ان محاولات الإصلاح لم تعط الاهتمام الكافي بالعوامل ذات الأثر المضاعف وخاصة العوامل التي تؤدي الى رفع النوعية، كما لم يحض المعلم بالاهتمام الكافي كذلك المناهج وطرق التدريس البيئية والصفية والمدرسية والمساءلة التربوية، مثلما تم إغفال السياسات التربوية النوعية التي تحكم مسارات التطور والإصلاح في النظام التربوي بشكل واضح.

وأشار الدكتور توق الى غياب السياسات النوعية والشاملة والمنسقة والمستدامة في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة، مشيرا الى أهميتها وحاجتنا اليها ومن ثم الاهتمام بالعوامل ذات الأثر المضاعف، موضحا أن الدراسات العالمية أثبتت أنه حينما تتحسن نوعية التعليم، يرتفع الدخل القومي الإجمالي للدولة بنسبة تتراوح ما بين 5-12 بالمئة.

وكان الدكتور مبيضين أشار الى ان موضوع الإصلاح التربوي مسألة شغلت جميع المفكرين العرب منذ عصر النهضة، حيث حاول المثقفون والمفكرون ومنهم بطرس البستاني ورفاعة الطهطاوي والشيخ محمد عبدة وحسين المصرفي وغيرهم، أن يجدوا إجابة لتأخر العرب، والخروج من مرحلة التردي الى التحدي، مشيرا الى أن دعوات الإصلاح للتقدم العربي كانت اما عن طريق الإصلاح السياسي او التكامل الاقتصادي او الوحدة العربية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى