أيمن سماوي: لدي تحد أن يعود مهرجان جرش حلمًا لكل فنان عربي
يخوض أيمن سماوي المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، تحديًا كبيرًا يتماشى مع مرور ٣٧ عامًا على عراقة المهرجان الذي يعد الأقدم بالمنطقة العربية من جانب، ومواكبة لما يحدث من تطورات فنية سريعة من جانب آخر، يحاول في دورته الجديدة التي تنطلق في الـ 26 من يوليو الجاري، والتي تحمل زخمًا فنيًا وثقافيًا كبيرًا، أن يعيد هيكلة بنائه من جديد بما يمزج فيه من الحفاظ على أصالته وموروثه ويبحث فيه عن أصحاب المواهب شديدة الخصوصية والألق ليقدمها على ١٣ مسرحا يشهدها المهرجان هذا العام.
ولأول مرة، تختار إدارة المهرجان دولة ضيف شرف وكان من المميز في الدورة الـ ٣٧ أن تكون مصر هي أول دولة في هذا التقليد الجديد للمهرجان، الذي يحمل أسماءً لعدد من النجوم المصريين المشاركين به مثل النجم هاني شاكر، الفنان أحمد شيبة، الفنانة مروة ناجي بخلاف نخبة من الفنانين العرب منهم راغب علامة، نجوى كرم، جورج وسوف وآخرون.
في حواره مع “بوابة الأهرام” يتحدث سماوي عن استراتيجياته وخطته الجديدة للمهرجان، وعن سبب اختيار مصر كأول دولة ضيف شرف بتاريخه، ويكشف خطته الجديدة للمهرجان والتي تشمل خطة توسع لتشمل الفنون المختلفة وجميع فئات المجتمع، بالإضافة للنجوم المشاركين به.
كما يتحدث عن دور المهرجانات الفنية في صناعة النجم، ويكشف عن المخاوف التي يمكن أن تهدد باستمراريتها كما يتحدث عن التغيرات التي شهدها المشهد الموسيقي والغنائي العربي في الأعوام الأخيرة وغيرها من التفاصيل في السطور القادمة..
في البداية، وجه سماوي شكره لـ “بوابة الأهرام” معربًا عن اعتزازه بالحوار في هذا المكان العريق.
– أشعر أن الدورة الـ 37 لمهرجان جرش تحد لك على مستوى تغيير إستراتيجية المهرجان وتوسيع رقعته بالدولة؟
أي إنسان ما عنده تحد بحياته ستظل نجاحاته محدودة، بالفعل هذه الدورة تحد كبير، لأن جرش عليه أن يبقى ويعود للواجهة، فقبل أربعين عاما كان الفنان يتمنى أن يقف على خشبة مسرح المهرجان فالوقت الذي لم يكن فيه فضائيات أو سوشيل ميديا، كان جمهوره بالآلاف.
وأتذكر يوما عندما حضر إلينا النجم محمد عساف وكان ينظر للمسرح في اعتزاز كبير وربما رهبة حتى أنني قلت له، لقد غنيت أمام الملايين، فقال “لكن هذا جرش”.
وعلينا أن نبقى الهيبة لهذا المكان وأن نجعله طموحًا لكل فنان، وهذا اعتبره تحديا لي ومن هنا بحثت عن المختلف في كل شيء، ومنذ استلامي لهذه الدورة منذ ما يقرب من عام وأنا أعمل يوميا حتى أقدم أكبر قدر من التنوع وهذا أمر ليس سهلًا على الإطلاق خصوصا مع محدودية الميزانية، وهي قضية أخرى كان هناك سعي مني فيها أيضا لتوفير داعمين آخرين للمهرجان.
وطموحي أن أصل بمهرجان جرش ليكون مهرجانا للوطن العربي، ولا بد أن نقدم الأردن بصورة تليق به لأن هذا البلد يستحق فلا بد أن نستغل وجود قيادة عظيمة مثل “الهاشميين” الذين نحبهم كثيرًا ونتمنى جميعا أن نكون على قدر مسئوليتهم للدولة.
– لماذا كان هناك اختيار دولة ضيف شرف بالدورة الـ 37 لأول مرة في تاريخ مهرجان جرش؟
استلمت المهرجان في 2019 ثم تخليت عنه لحين عودتي هذا العام، لدي مجموعة من المفاهيم أحاول تطبيقها منها الاحتفاء بشخصيات من الفنانين والمثقفين الأردنيين والعرب يستحقون أن يكونوا اسما لامعا في احتفالات مهرجان جرش.
وهناك دول من المثمر أن تقدم مخزونها الفني والثقافي والتراثي والحرفي بالمهرجان، وهناك أفكار أخرى نحو تمكين الشباب وخصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة أو المدينة نفسها «جرش» وتحديدا النساء الأردنيات وأخرى، كما أن لدينا أفكارًا نحاول أن تكون تقليدا لنا كل عام فيما يتعلق باختيار مفكر عربي وآخر أردني بحفل الافتتاح والذي يكون برعاية الملك، فمن المهم والجميل أن تتلاقى أحلام المثقف المصري مع الأردني بصورة تليق بعظمة مصر وتليق المهرجان.
وعندما طرحت هذا المشروع على وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار رحبت بكل تأييد وكذلك عندما تلاقت الأخيرة مع نظيرتها المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني رحبت بشدة، وأوعزت بكل المعنيين بالوزارة أن يكون التعاون بشكل كبير وهو ما طبقته أيضا وزيرتنا هيفاء النجار لنخرج بمنتج يعزز سياقات دولة أخرى، ونحن نفكر بالعام القادم أن يكون هناك تكريم لمبدع أو موسيقي أو عازف أردني وعربي ويصبح هذا تقليدًا للمهرجان كل عام.
– هل كان هناك استهداف معين لاختيار مصر كأول دولة ضيف شرف بالمهرجان؟
بالتأكيد، فالروابط التي تربط الشعبين مهمة جدا، وأرى محبة الشعب المصري لنا بعيني كبيرة، ونحن كذلك أيضا، وعلينا ألا ننسى أن هذه العلاقة تتجدد بفضل القيادة الأردنية والمصرية، والتبادل المثمر بين وزارتي الثقافة الأردنية والمصرية.
اختيارنا لمصر لأنها أم الموسيقى والفن والمسرح، فعظمة الدنيا موجودة بها، وبالتالي كان سهلًا أن نبدأ ونختارها كأول دولة ضيف شرف لأنها دولة لديها الموروث الذي تستطيع أن تنهل منه ولا ينتهي.
ما هي أشكال التعاون بين البلدين في مهرجان جرش؟ هل سيكون هناك تعاون من الأردن لدينا بمهرجان الموسيقى العربية في دورته المقبلة؟
لدينا علاقة كبيرة مع دار الأوبرا المصرية ووزارة الثقافة، وجزء كبير من المثقفين والفنانين المصريين أصدقاء لنا، ومصر مليئة بالمواهب حيث سنستضيف الشاعر أحمد شهاوي، سامح محجوب، الدكتور مدحت العدل في أمسية تتحدث عن الدراما، الدكتور أشرف زكي، الإعلامي محمود سعد والذي سيكون ضيفا في ندوة “الإعلام والقدس” مع الدكتور هاني بدر، الإعلامي جورج قرداحي.
كما نستضيف الفنان هاني شاكر والفنان أحمد شيبة، الفنانة مروة ناجي، “فرقة النفيخة” التي تتكون من 5 عازفين على الآلات النحاسية وهم رائعون بالفعل فما أجمل أن نسمعهم بأغاني فيروز أو عبد الحليم، فرقة “طبلة الست” والتي تتكون من 14 امرأة مثقفة تغني الغناء الصعيدي بالآلات الإيقاع المختلفة، وأيضًا فرقة “مواويل” على امتداد فترة المهرجان وهي من الفرق الفلكلورية كما أننا عززنا المشاركة بفعاليات غير تقليدية ومهمة.
ومهرجان جرش مليء بزوارنا العرب والمغتربين، والمدينة خلال المهرجان مفتوحة لكل الزائرين بدون رسوم.
– ماذا عن النجوم الآخرين المشاركين بالمهرجان؟
هناك مشاركة عربية واسعة، حيث يفتتح النجم الأردني عمر عبد اللات فعاليات المهرجان، كما سيكون معنا النجوم: جورج وسوف، راغب علامة، نجوى كرم، خالد عبد الرحمن، حسين السلمان، صابر الرباعي، وائل كفوري، غالية بن علي، عبير نعمة وآخرون.
أراك أكثر اهتمامًا بنوع آخر من النجوم والفنون ما بين وجود الفرق الموسيقية والشباب، هل هذا في إطار مجاراتك لما يحدث من تغييرات في المشهد الفني بشكل عام؟
بالتأكيد، فالتغييرات مهمة وهي سنة الحياة، لكن لا بد أن نحافظ على ثوابت معينة، فنحن نساير التطور المرتبط بالشباب والذي لا بد أن نجاريه سواء بالاستماع لموسيقى معينة أو برغبتهم بوجود برامج ثقافية معينة بحسب ما يريدونه، لكن هذا لا يمنع استمرارنا بتقديم الطقطوقة وكل ما يتعلق بالموروث.
ومثلا سهرة مروة ناجي عنوانها «أغاني الزمن الجميل» والتي نستعرض فيها أعمال الراحل محمد الموجي وبليغ حمدي والشاعر أحمد رامي وآخرين.
هذا بخلاف ما وفرناه من فنون الدول الأخرى مثل: لبنان، العراق، سوريا، تونس، المغرب، فلسطين، بلجيكا، فرنسا، أوروبا، فنحن نقدم كل أشكال الفنون التي يريدها المتلقي حتى على مستوى كبار السن والأطفال وكذلك موسيقى الشارع بكل آلاته المختلفة.
كيف تم العمل على اكتشاف هذه المواهب لمشاركتها بالمهرجان على مستوى الوطن العربي؟
أنا “ابن هذا الكار” من 1992، بالتأكيد لم أصل لمرحلة الكمال، فدائما أحب التواجد والاجتهاد والبحث، ومثلا أنا في مهرجان الموسيقى العربية بمصر أذهب وأتابع الفعاليات على جميع المسارح المختلفة، وبالتالي بات لدي خبرة ماذا يريد الجمهور؟، مثل ألكس خوري والذي لم يتجاوز من العمر 17 عامًا، وهو من مدينة الناصرة ويشبه صوته الراحل وديع الصافي فلماذا لا نعطيه فرصة، وأتمنى أن تكون اختياراتي صائبة.
لدينا بالأردن موروث مهم ومنتج ثقافي وحرفي وسياحي وأدبي وفني مهم أيضا لا بد أن يصل للعالم، ومثلا عندما شارك ابن بلدنا عمر عبد اللات في “ليلة صوت الأرض” للراحل طلال مداح، الناس صارت تبكي، وفي معرض الكتاب بمصر قدمت زين عوض أمسية أطربت الجميع، وكذلك عندما شاركت ديانا كرازون ببرنامج «ستار» أو نداء شرارة في « ذا فويس» فلا بد أن يأخذ أبناؤنا فرصة وندعمهم ونصنع نجوما أيضا، فهناك أصوات كثيرة تستحق أن تظهر وهناك أصوات لا تليق نجدها تصعد للمسرح باحتفاء الملايين بفعل السوشيل ميديا.
هل فكرة صناعة النجم أمر مفقود لدى صناع المهرجانات الموسيقية؟
بالتأكيد المهرجانات لا بد أن يكون لها دور، فكيف يمكن ألا يكون هناك أي نجم أردني على مسرح جرش الرئيسي مثلا، ومنذ فترة كان كل مطرب عربي نقدم نظيره الأردني، والفنان أيضا عليه أن يعمل على نفسه وأن يقوم بصناعة نفسه.
والحقيقة الدولة تساهم لكن بشكل بسيط، ولكن في النهاية كل من يعمل بالفن يتعب على نفسه، وهم الذين يسعون مع جهات الإنتاج ويبحثون عن السوشيل ميديا.
كيف سيكون شكل الدورة الـ 37 للمهرجان؟
نحن نحكي عن 13 مسرحا، ففي جرش لدينا المسرح الشمالي والجنوبي والساحة الرئيسية مسرح الصوت والضوء إضافة إلى المعارض الحرفية، ومسرحان بالمركز الثقافي الملكي، مسرح بالأردن، ومسرحان بجبل الود لعرض المسرحيات، ومسرح البوليفارد.
ولدينا تعاون مع مؤسسة عبد الحميد شومان وهم شركاؤنا بالبرنامج الثقافي، بخلاف أنشطة متنوعة بمدن أربد، الزرقاء، الفحيص، الكرك فنحن نحاول انتشار المهرجان في أكثر من قرية ومدينة بخلاف أن هناك برامج صباحية وأخرى مسائية مع مراعاة فروق التوقيت وحفلات النجوم.
هناك مشاركة قوية للمملكة العربية السعودية بالمهرجان، حدثنا عن ذلك؟
هناك بالفعل 3 فرق موسيقية وغنائية مشاركة معنا بالإضافة إلى الفنان خالد عبد الرحمن، والحقيقة أود التحية للتجربة السعودية والأفكار التي تطرح منهم، وهي تجربة مهمة ولها انعكاس على الوسط الثقافي والفني، وبالتالي انفتاحهم على الوطن العربي أمر مميز ويؤكد على العلاقة الطيبة بينهم وبين الدول العربية جميعها كدليل على اهتمامهم.
كيف يتغلب مهرجان جرش على الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار الذي يجتاح العالم جميعا؟
بالفعل نحن لسنا بمعزل عن ذلك، ونحن متأثرون بالأزمة، والدولة الأردنية هي الداعم الأول للمهرجان ولا يقتصر على الدعم المادي، فهناك تعاون من وزارات السياحة وهيئة التنشيط ووزارة الثقافة حتى وزارات الإدارة المحلية والتخطيط يدعموننا عينيًا ونقديًا، أما نحن فنحاول مع شركات الإنتاج الخاص للحصول على دعم مادي لنكمل المسيرة.
وهذا العام وفقنا لتكون أمورنا ضابطة إلى حد كبير، لكن إذا فكرنا بالأعوام المقبلة وخططنا مثلًا ليكون لدينا حفل افتتاح خاص غير تقليدي ويواكب التكنولوجيا فلا بد من البحث عن مصادر دخل أخرى، خصوصا وأن مهرجان جرش لا يبيع التذاكر فكل إيرادات المهرجان لا يتجاوز أجر فنان واحد، فأغلب الحفلات مجانية باستثناء المسرح الجنوبي يحمل خمس حفلات فقط بسعر تذكرة 25 دينارا وهو رقم متواضع، فنحن لا نقيم المهرجان لأسباب تجارية بل هو تخطيط من الدولة للتنفيس عن المواطن بتقديم وجبة متنوعة ثقافيا وفنيا بين الموروث والتجديد، وأتمنى أن يكون للقطاع الخاص هذا الفكر الذي ربما يوجه دعمه لمباراة كرة قدم عن حدث فني.
ونحن ما زلنا محاصرين بالفكر الداعشي، وإذا أردنا أن نحاربه لا بد أن يكون بالفن والموسيقى والرقص والغناء وبالثقافة والعلم حتى لا يتم السيطرة على البسطاء، لذلك لا بد من دعم الفن.
وسبق ووجهت الشكر لقناة الحياة لدعمها لمهرجان الموسيقى العربية والذين قدموا له كل الدعم، ولولا وجودهم ما كان المهرجان ليستمر، وكل من يستطيع دعم المنتج الثقافي والفني لا بد أن يفعل ذلك.
إلى أي مدى يدعم الشعب الأردني مهرجان جرش؟
الجمهور داعم رئيسي لنا، ويحب متابعة المهرجان، فلدينا يوميًا ما بين 30 إلى 50 ألف زائر، ونحن نرحب بهم ومتوقع أن يزداد العدد هذا العام بسبب ما نقوم به من حملات ترويجية خصوصًا عبر السوشيل ميديا، وكل مسرح له عدد محدود؛ ولذلك لا بد أن يحجز المشاهد مقاعده باكرا خصوصًا وأنه مجاني.
هل هناك مخاوف لاستمرار إقامة المهرجانات الفنية عربيًا؟
بالفعل، ومثلًا مهرجان “موازيين” الذي توقف منذ 4 سنوات، وإذا لم تدعم المهرجانات من القطاع الخاص فهناك مخاوف لتوقفها بالمرحلة المقبلة، ونحن كإدارة مهرجان جرش لا أستطيع أن أزيد سعر التذكرة لضمان استمراريته لأنه في النهاية المهرجانات لم توجد لهذه الغاية، فنحن لسنا متعهدي حفلات، فالمهرجانات وجدت للتنوير والتبادل الثقافي، فلدينا ألف مشترك من خارج الأردن مثلا بـ “جرش” وهذا رقم ضخم ينعكس على تفاصيل الحجز الفندقي والطيران وغيرها.
كيف ترى تطورات مهرجان جرش على مدار رحلته، وماذا عن الإخفاقات التي تعرض لها بأعوام سابقة؟
المهرجان بالطبع تعرض لإخفاقات، فقد كان هناك توجه لإلغاء جرش سبق وتم استبداله بمهرجان الأردن والذي لم يستمر إلا لثلاث سنوات، وبالطبع وقعنا في إخفاقات بسبب قلة الخبرة لدى البعض من مديريه، وهذا أمر ضروري للنجاح والاستمرار.
والحقيقة أنا غير راض عن تطور مهرجان “جرش” لكن لكل فترة اجتهادها من أصحابها، فخلال الـ 37 كان لا بد أن يكون هناك نظام للمهرجان ويعتمد على نفسه وأن يكون لدينا مقر ثابت له وأن يكون لدينا أرشيف وفريق عمل متخصص.
لكن الوقت لا يزال أمامنا لأن المهرجان يحظى بحب العائلة الهاشمية والحكومة الأردنية والشعب لأنه عمر المهرجان كبير ربما يقترب من نصف عمر الدولة الأردنية الذي يبلغ 100 سنة تقريبا لذلك سنظل نحافظ عليه بكل استطاعتنا.
هل كان هناك صعوبة في الحصول على أرشيف المهرجان؟
حصلت على جزء كبير من الأرشيف واحتفظت به بأجهزتنا، وتعبت كثيرًا للحصول على هذه المواد؛ لأن جرش صور على أكثر من محطة عربية مثل أوربت والـ Art بعضها موجود وآخر لا، حتى المصورين لحد منتصف التسعينيات لم يكن هناك اهتمام كبير لكن أنا مستمر بالبحث لأهمية وجود هذا الأرشيف.
بدأنا تدشين فريق عمل يعرف شغله بنفسه وهذا مهم بحيث يكون هناك نظام ثابت بحيث نحافظ على مستوانا دائمًا.
هل هذه الإخفاقات جعلت هناك حساسية من مشاركة الفنانين الأردنيين بالمهرجان؟
ليس الأردنيون فقط بل العرب أيضًا وإن كانوا الأكثر، فالمهرجان الذي وقفت عليه فيروز هذه القامة المذهلة التي تقف لها الدنيا ونجاة ومحمد عبده ومارسيل خليفة ومحمد منير وعمالقة الفن العربي لا يجوز أن يقف على خشبتها مطرب كان يغني بمطعم لفترة قريبة، فهذا مسرح لا بد أن يحترم كل النجوم الذين وقفوا عليه، وهذا لا يعني أن نغلق الأمر على الشباب لكن لا بد من النظر للمحتوى المقدم منهم.
كيف ترى التغييرات في المشهد الفني بالسنوات الأخيرة بشكل عام؟
هذا سؤال مهم بالتأكيد، فجائحة كورونا كانت فترة عصيبة وتراجعنا في الإنتاج والحفلات، فهي فترة تراجع كبيرة، وإذا تحدثنا بالربيع العربي أكثر دولة تأثرت بالمقدمة هي مصر، فلم يكن هناك أحد متفرغ لشأن الموسيقى والإنتاج بل لحماية أرضها كذلك تونس وسوريا التي تعاني لليوم، لبنان والوضع الاقتصادي، فالحالة العامة كانت غير إيجابية، بالتالي ظهرت أصوات استغلت الأزمات، وبالتالي تأثر المشهد الموسيقي بالسلب بشكل كبير، وهناك مهرجانات توقفت مثل مهرجان الفحيص بالأردن وقرطاج سابقًا وغيرها، حتى إنتاج التلفزيونات الموسيقية مثل اكتشاف المواهب توقف.
نقلا عن بوابة الأهرام