“ألف لايك ولايك”.. دراسة وأنثولوجيا بأدب وسائل التواصل الاجتماعي

صدر للدكتورة إيمان يونس كتاب بعنوان “ألف لايك ولايك- دراسة وأنثولوجيا في أدب وسائل التواصل الاجتماعي”، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
تقول المؤلفة، في كلمة على غلاف الكتاب “إن وسائل التواصل الاجتماعي غزت حياتنا بشكل كبير، وأصبحت عالما قائما بحد ذاته، نلتقي فيه بأشخاص من بلاد وثقافات مختلفة، لا نعرفهم عن قرب في أغلب الأحيان، لكننا نتبادل معهم الحديث والمعلومات الشخصية، وأصبح لكل شخص قريبا سلسلة من الأصدقاء الافتراضيين”. وقد أتاحت هذه الوسائل للناس الفرصة لبناء الكثير من العلاقات فيما بينهم في أطر مختلفة منها العائلية ومنها ما هو في مجال العمل، وما هو بين ممارسي الهوايات المختلفة، بل أصبح البعض يعتمدها لبناء علاقات رومانسية، وللتعارف والزواج، وأصبحت الصلة الالكترونية بين الناس بديلة عن الزيارات واللقاءات على أرض الواقع باختصار.
وأدت هذه الوسائل الى إحداث تغييرات هائلة في ثقافتنا، وأثرت على طرق تفكيرنا وعلى منظومة قيمنا، وانتقلت بنا من العيش في عالمنا الواقعي الى عالم افتراضي يظل موجودا حتى بعد أن تغلق حواسيبنا.
ولأن الأدب هو مرآة العصر، والأديب هو الضمير المعبر عن أفكار شعبه وعن ثقافته وهواجسه وأحلامه، يعكس قضاياه ويعنى بشؤونه، فإنه من الخطأ أن نعتقد بألا يتأثر الأدب بكل هذه التغيرات التي فرضتها وسائل التواصل الاجتماعي على حياتنا كأفراد وكمجتمعات.
وعليه فقد شكلت وسائل التواصل الاجتماعي، باختلاف أنواعها، موضوعا للأدب وغاية له، وأصبح التراكم الكمي الكبير للنصوص، التي تتناول هذه الوسائل، ظاهرة أدبية معاصرة جديرة بالبحث والدراسة والأرشفة، لذلك فقد جاء هذا الكتاب ليلقي الضوء على الظاهر بأبعاده المختلفة من ناحية، وليكون أرشيفا أوليا للنصوص الأدبية من ناحية أخرى.
الكتاب عبارة عن دراسة وأنثولوجيا في أدب وسائل التواصل الاجتماعي، يضم بين دفتيه باقة مختارة من النصوص الأدبية التي تتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي موضوعًا أساسيًا لها، أو تجعل منها وسيطا رئيسيا في نقل الأحداث وبناء النص.
وقد أطلقت الباحثة مصطلح “أدب وسائل التواصل الاجتماعي” على هذا النوع من النصوص قياسا على مصطلحات أخرى شبيهة، نحو “أدب الحرب” و”أدب الانتفاضة” وغيرهما.
يقسم الكتاب إلى فصلين؛ الأول عبارة عن دراسة نظرية تلقي الضوء على كيفية تعامل المجتمع العربي مع وسائل التواصل الاجتماعي من منظور أدبي، وتقف عند أبرز المواضيع والثيمات التي تكررت في أدب وسائل التواصل الاجتماعي، بغية الكشف عن تأثير هذه الوسائل في بلورة وصياغة ثقافة المجتمع وطرائق تفكيره.
أما الفصل الثاني، فهو عبارة عن أنثولوجيا في أدب وسائل التواصل الاجتماعي، وتشمل نصوصًا أدبية متنوعة في الشعر والسرد، اختارتها الباحثة بموجب معايير معينة، مثل مراعاة جودة النصوص أدبيا وفنيا، إلى جانب تنوعها الأجناسي، وكذلك مراعاة التمثيل الجندري والجغرافي لمؤلفي هذه النصوص.
يضم الكتاب باقة مختارة من النصوص الأدبية المنشورة على المنصات الاجتماعية، ويقسم الفصل إلى أربعة أبواب، هي باب القصة القصيرة، باب القصة القصيرة جدًا والخاطرة، باب الشعر، وباب الرواية.
تعد هذه الأنثولوجيا الأولى من نوعها في الأدب العربي، وتكمن أهميتها في جوانب عدة تناولتها الباحثة بإسهاب، لعل أبرزها في كونها ترصد التحولات السياقية المختلفة التي طرأت على الأدب العربي في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي.
د.إيمان يونس باحثة وناقدة في الأدب العربي المعاصر، ومتخصصة في الأدب الرقمي. تشغل اليوم منصب رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها في المعهد الأكاديمي العربية للتربية، بيت بيرل. وتتمحور معظم أبحاثها حول الأدب الرقمي، التنور الرقمي، الأدب العربي الحديث، تدريس اللغة العربية كلغة أم، تحديات اللغة العربية في عصر العولمة.
نشرت لها العديد من الأبحاث والدراسات في مجلات عالمية محكمة، إضافة إلى مجموعة من الكتب منها كتاب “التفاعل الفني الأدبي في الشعر الرقمي” (كتاب مشترك)، “تأثير الإنترنت على أشكال الإبداع والتلقي في الأدب العربي” وغيرها. تعكف حاليا على إصدار كتاب جديد باللغة الإنجليزية حول الأدب في ظل وسائل التواصل الاجتماعي.
شاركت في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية، وأسهمت في تنظيم مؤتمرات عالمية كان آخرها مؤتمر “الأدب العربي الرقمي: الواقع والآفاق” الذي عقد في دبي تحت رعاية جامعة روتشستر ومنظمة الأدب الالكتروني العالمية.
إلى جانب عملها الأكاديمي، شغلت الدكتورة يونس مناصب عدة، منها: رئيسة لجان مختلفة لكتابة امتحانات الوزارة للغة العربية، عضو لجنة إعداد منهاج التربية اللغوية، عضو لجنة التوجيه في مركز الأبحاث، عضو لجنة تطوير وحدات تعليمية محوسبة، وغيرها.

عزيزة علي – الغد

زر الذهاب إلى الأعلى