أشرف حماد: “مونتانا” عبّدت مسارات سياحية وطنية جديدة وتصدّرت مثيلاتها في البرامج العائلية

خاص وحصري ل”كرم الإخبارية” – حاورته : بثينة السراحين
غرس والدهُ الحاج تيسير حماد عشرة زهور في أرضه السمراء، فأينعت خصباً وفيراً، هي ذرية صالحة استقت من بساطة العيش وكدّ الصناع وعزّة الفقراء في مدينة الزرقاء قيم الحياة بكامل معانيها السامية، فشبّ صاحبنا شديد العود وصلب الإرادة، ليشكل من هوايته بالسفر والترحال نواة أعمال مزدهرة وناجحة سطر من خلالها إسمه نجماً ذائع الصيت في عالم السياحة والسفر.
وكان رجل الأعمال الشاب الأربعيني”أشرف تيسير حماد” شقّ طريقه من ألفه إلى يائه بعصامية وجرأة وثقة بالنفس مكنته من النهوض من عثرات البدايات المشوبة بضبابية المستقبل، حين لم يتردد في تأسيس شركة صغيرة رفقة شريك آخر تختص بتسيير الرحلات الداخلية العام 2005م، وذلك دفعاً بشغفه بالسفر، فكان يشرف على كامل تفاصيل الرحلة في شركة متواضعة بدءً من الرد على إتصالات الزبائن، وإنتهاءً بالإشراف عليها عبر عمله كمضيف في الحافلات التي تُسيّر رحلاته، إلا أن المشروع سرعان ما باء بالفشل لأسباب خارجة عن إرادته التي صنعت المستحيل لمحاولة إنجاحه.
عقب إخفاق مشروعه الأول، لم يتسرب اليأس إلى روحه المتعلقة ببقايا حلمه، فواصل العمل في ذات القطاع، ليشتهر بفترة قياسية من خلال إدارته الناجحة لشركة لميس للسياحة والسفر، وهي الشركة التي يقول عنها” سلحتها بأدوات النجاح والريادة والإستمرارية، في الوقت الذي منحتني فرصة لمراس المهنة وإحترافها على أكمل وجه”.
وتواترت حلقات البناء على هذه النجاحات، لتطالعنا منذ شهر آب الفائت من هذا العام عروض زخمة ومتنوعة، غير مسبوقة ببرامجها وأسعارها لشركة سرعان ما قادها صاحبها نحو الصدارة، هي التي اشتقت إسمها بالإسبانية من (الجبل) بشموخه وإرتقائه عمّا يدنوه، فكانت شمس السياحة التي لا تغيب، شركة مونتانا للسياحة والسفر، أحدث المشاريع الرائدة للسيد أشرف حماد، والتي يرنو من خلالها لتنشيط السياحة الوافدة نحو كنوز الأردن الأثرية عبر خطط وبرامج مستجدة سيتم تنفيذها مطلع العام 2018م، وذلك في الوقت الذي يواصل عملية تنشيط الرحلات الداخلية نحو مسارات سياحية كان له السبق في توجيه بوصلة المواطنين نحوها بوسائل مبتكرة يطلعنا عليها عبر الحوار الشامل التالي معه:
*إشهارك لشركة سياحية في خضم ظروف سياسية وإقتصادية شائكة.. أيُعدّ مغامرة ومجازفة أم ثمرة تجربة وخبرة محسوبة العواقب؟
– الإثنان معاً؛ فهي مغامرة مدروسة للعمل في ظل محددات وتحديات إقتصادية وسياسية متعاظمة الصعوبات. وكان الرّهان على العمل في ظلال رخاء في العروض المقدمة من قبل شركتنا بما يتواءم مع هذه المعطيات والظروف التي ذكرت، فكان أنْ قدّمنا للمواطن، أياً كان ظرفه محدوداً ومتواضعاً، فرصاً للسفر والترويح عن نفسه والإندماج في برامج مميزة للغاية ومستجدة وبأسعار قياسية جاذبة. وبما يؤدي حتماً لإنجاح شركتنا بالبناء على جودة خدماتنا؛ وصولاً لتصدّرنا تصنيفاً متقدماً بين نظرائنا في فترة وجيزة من عمر الشركة الوليدة.
*تحقيقاً وضمانة للإختلاف والنجاح تحرصون على خلق هوية وبصمة متفردة لشركتكم تميزكم عن البرامج السياحية المغايرة.. توضيحك؟
– الخصوصية لدينا تتأتّى بتوفير عوامل المصداقية والإلتزام ببرامجنا التي تستند لقيمة هامة وسامية؛ وهي التركيز على خدمة ما بعد البيع أكثر من الحرص على البيع نفسه. وهذا الأمر كان مدعاة لتولد إحساسات الثقة ببرامجنا والرضا عن أدائنا من قبل الزبائن والذين نسيّرهم في رحلات مكللة بأجواء عائلية تحتفي بكل واحد منهم على حده، فعلى سبيل المثال نحرص على الإحتفاء بعيد ميلاد الزبون الذي تقله رحلاتنا في وقت يصادف موعد ميلاده، وكما نُعدّ تجهيزات خاصة للعرسان الذين نستقبلهم في أجواء إحتفائية وبقالب حلوى وحفل غنائي يحاكي فرحتهم، عدا عن تمييزهم بالحجز الفندقي في حجرة ذات إطلالة بحرية جميلة.
ولناحية المرافق ووسائل النقل المعتمدة من قبلنا فهي بمجملها حديثة وراقية ومجهزة بكافة وسائل الراحة للزبون؛ من فنادق وباصات وقوارب وما إليها. ونحرص على التشبيك مع أفضل الفنادق وشركات النقل الدولية إعمالاً لهذا البند في برامجنا، والتي عادة ما تكون متجددة ومتنوعة حسب زبائنها سواء أكانت عائلية أو شبابية، حيث توفر رحلاتنا فرصة للتعرف على المعالم الجمالية والأثرية والحضارية والتاريخية والطبوغرافية عموماً، وذلك في الوقت الذي تتيح مساحة واسعة للترويح والترفيه لزبائننا.
*تشتهر بكونك رجل ميدان تحرص على مباشرة شؤون الرحلات السياحية التي تُسيّرها بنفسك .. غايتك؟
– الغاية المنشودة هنا هي ضمانات توفير فضلى شروطات السلامة والنجاح للرحلات التي نسيرها وحصد راحة ورضا الزبون، أضف إلى أنني أتمكن من خلال متابعة التفاصيل والحيثيات الكاملة للعمل من الوقوف على سلبياته وثغراته (إن وجدت)، ورصد ملاحظات الزبائن لتسوية أمورنا وخدماتنا بما يوافق ويوائم رغبات المستفيدين منها. فأنا لا أرسم سياسات عمل من وحي الخيال بل هي وليدة ظروف عمل ومعطيات واقعية وملاحظات فعلية ونقد بناء من قبل الجمهور نلتمس من خلاله تدارك الأخطاء والوصول لصورة مكتملة في ذهنيّة الزبائن.
*الزميلة يومية “الدستور” ممن تنتهج التقييم الموضوعي والدقيق والنأي عن المجاملة والمبالغة، أطلقت عليك لقب سفير السياحة الداخلية.. فلم استحقيت هذا اللقب؟
– قد يكون السبب نجاحنا في تقديم عروض مميزة بأسعار قياسية كما أسلفت، وتخصيص برامج مكثفة ومتنوعة للعائلات، إضافة لعملنا غير المسبوق لجهة تنشيط السياحية الداخلية بما يشتمل على مسارات جديدة كانت خاملة أو غير مطروقة في السابق. أضف لذلك صبغة المصداقية والإلتزام في نهج عملنا والذي أفضى لتشريفنا بهذا اللقب؛ ممن نسعى لترجمته أفعالاً ومُنجزات متواترة على مدار برامجنا الحالية والمستقبلية.
*ماذا تخبرنا عن مسارات رحلاتكم ومجمل الخارطة السياحية الجديدة التي ارتبط إسم شركتكم الرائدة بها؟
– ضمن نهجنا الرامي لتنشيط السياحة الداخلية، نجحنا بتخطي البرامج التقليدية والمضي نحو تعبيد خطوط سياحية جديدة لمواقع أردنية ثرية بجماليات المناخ والطبيعية والحضارات وتعتبر معالم بارزة للأثر الإنساني من مثل مسارات الشمال في عجلون وإربد وجرش؛ حيث نسيّر الرحلات لأم قيس وغابات برقش الطبيعية ومحمية الغزلان. في حين شرعنا بتنفيذ برامج المغامرات جنوبيّ البلاد وذلك عبر مسار قلعة الشوبك ووادي الموجب. وكان الإقبال على مجمل مساراتنا هذه محموماً خاصة وأنه يتيح المجال للتعرف على معالم الوطن ضمن برامج متنوعة وبأسعار تفضيلية.
*نسبة السياحة الداخلية خلال العقد الماضي ضئيلة ولم تتجاوز (7%) من إجمالي النشاط السياحي، الأمر الذي يرده مختصون لقلة عدد الفنادق فئة ثلاث نجوم في المواقع السياحية وتمحور برامج الشركات السياحية حول الرحلات الخارجية.. تعقيبك؟
– الفنادق متوفرة لدينا من فئات ثلاث وأربع وخمس نجوم، غير أن المعضلة تكمن في إرتفاع كلف تشغيل هذه الفنادق ما يشكل عقبة أمام تقديمها لخدماتها بأسعار جاذبة، ما يدعونا هنا لمُناشدة الجهات القائمة على الشأن السياحي بإيجاد حلول ناجعة تُسهم في تخفيف كلف التشغيل عن كاهل القطاع الفندقي وتمكينه من تقديم خدماته بأسعار تحفيزية.. فعلي سبيل المثال نجد دولة مثل مصر توفر معطيات لتسيير رحلات إلى طابا وشرم الشيخ بأسعار مخفضة وشاملة للإقامة والسفر والوجبات تكون أقل كلفة من تلك التي نسيرها لفنادق خمس نجوم في العقبة، والتفسير لذلك مردّه إنخفاض كلف التشغيل لديهم عما هو معمول لدينا، ما يلحق الضرر بالقطاع السياحي والفندقي في بلدنا ويُضعف السياحة الداخلية فيها لحساب تغذية السياحة الخارجية.
وأما فيما يتعلق بوصم شركات السياحة بتحفيزها للرحلات الخارجية على حساب الدّاخلية، فإنني أناقض هذه التهمة من خلال تجربتنا ونحن من حصدنا الصدارة في تنشيط السياحة الداخلية، في التوقت الذي يُعتبر زبون شركتنا للرحلات الخارجية هو ذات الزبون الذي استفاد من خدماتنا في الرحلات الداخلية فأصبح يفضل الإفادة من كافة عروضنا في الداخل والخارج، أي أنّ زبائننا يحرصون على تكرار التجربة معنا والإفادة من كافة عروضنا بغض النظر إن كانت داخلية أو خارجية، وذلك لأنهم يلمسون الراحة والفائدة الحقيقية من خلال تعاملهم معنا.
*خلافاً لنماذج مؤلمة لعوائل معروفة مزّقتها الشّراكات التجارية وحسابات البزنس..نجدك تلمُّ شمل عائلتك تحت جناحيك وتشكل رفقتهم نموذجاً مشرقاً لشراكة الدّم..كيف تأتّى لك ذلك؟
– يعود الفضل في ذلك، بعد الخالق عز وجل، لوالدي الحاج تيسير عبدالله حماد ووالدتي الحاجة رسمية أحمد عطاالله ممن ربياني وأشقائي في ظل أجواء أسرية مستقرة قائمة على المحبة والألفة والتعاضد. ومن هنا آثرت وفور إشهاري لشركتي مونتانا للسياحة والسفر الإستناد لعدد من أشقائي (أمجد، رياض، محمد، أسعد، طارق)، وهم اليوم سندي وعوني من بعد الله، أدعمهم بخبراتي وتوجيهاتي فيما هم أهل لثقتي وخير من يساعدني على إنجاز مهمّات العمل على أكمل وجه، ويشاركنا هذا العمل والمجهود أحد أبناء عمومتي إياد حماد.
*لاحظنا خلال وجودنا في ضيافتك إنتهاجك لسياسة الباب المفتوح حدّ أنّ الموظف يتمكن من التواصل معك دون إستئذان، في حين لمسنا أجواءً عائلية مريحة تسود طاقم الشركة المكون برمته من فئة الشباب.. ما الحكمة من ذلك؟
– رغبت بتوفير أجواء عمل خالية من أية عوامل للتوتر والتشنج وبلا حواجز تحدُّ من قيمة التفاعل والإندماج المطلق في العمل الذي أبتغيه كضمانة أساسية لخدمة فضلى ورائدة، فالإنسان لا يمكنه أن يُبدع ويطلق طاقاته إذا ما كان مقيداً، فشركتنا بمثابة ميدان فسيح يطوف الموظف في جنباته سعياً للعمل والنشاط المضاعف، المتولد عن حالة من الولاء والقناعة بأنّ هذا المشروع الوطني الذي يسعى لتدعميه هو بمثابة حلم يتحقق على هيئة منجزات كبيرة لكل فرد في الشركة على حد سواء ودون إستثناء. في حين أنّ الحكمة تقتضي بأن قيادة العمل لا تتطلب الحساب والرقابة عليه بقدر ضرورة تدعيمه بالخبرة والنصح والتوجية والإرشاد، وهذا ما أحرص عليه في إدارتي لطاقات شبابيّة مُبدعة آثرت تشكيل طاقم شركتي منها لعوامل مرتبطة بحرصي على الإفادة من حماسة الشباب ومنحهم فرصة لشق طريق ونهج حياة سليم وصولاً لتحقيق وتوطيد ذواتهم ورسم معالم مستقبلهم.
*تتميز بإنفتاح واسع وكبير على الفئات المجتمعية الأقل حظاً وتحرص على توفير برامج خاصة لها من خلال شركتك.. ماذا عن الشبيك مع الجمعيات القائمة على شؤونها؟
– نتواصل مع هذه الجمعيات ما أمكننا ذلك، ونقدم للمنضوين تحت مظلتها من الأيتام والفقراء وذوي الإحتياجات الخاصة عروضاً بأسعار مخفضة إلى ما دون التكلفة الأساسية للرحلة، وذلك سعياً منا لتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة التي تلقى منا كامل العناية والرعاية والإهتمام. ونحن نعد المزيد من البرامج الخاصة بهذه الفئات مثل نيّتنا مشاركتهم مستقبلاً حفلات إفطار رمضانية في مواقع ومرافق سياحية.
*تنشط في التواصل مع وسائل الإعلام و كنت راعياً لحفل نقابة الصحفيين الخاص بتكريم أبناء الصحفيين الناجحين بالثانوية العامة.. تقييمك؟
– أؤمن على نحو كبير بأهمية التفاعل مع رجالات الصحافة الواعين لمهمتهم المنوطة بهم لجهة خدمة مجتمعهم، ونشر الوعي والمعرفة من خلال الإلتزام بمضامين الرسالة الإعلامية القائمة على الربط ما بين حلقات المجتمع؛ عبر وسائل وبوابات إعلامية ملتزمة بعوامل المصداقية والأمانة والمهنية.
*أنت شغوفٌ بالسفر.. فأيُّ الامكنة التي تفضل زيارتها؟ وما سبب أفضليتها لديك عن سواها؟ وماذا أفدت من الترحال؟
– زرت بلداناً كثيرة، إلا أنني أعشق السفر لإسبانيا على وجه التحديد، لتأمُّل معالم الحضارة الإسلامية في قرطبة وغرناطة واشبيلية، وإستذكار أمجاد أمتنا التي أتسعت وترامت فتوحاتها إلى ما وراء البحر لتظل شواهدها حاضرة حتى اليوم مُخلدة عظمة هذا الدِّين ورجالاته الأوائل وتضحياتهم في سبيل نشر نوره وتعاليمه السَّمحة في أرجاء الأرض.
وعن الدروس والفوائد المتأتّية من السفر والترحال فهي كثيرة وفي مقدمتها منح الشخص مقدرة مضاعفة وفائقة للإعتماد على النفس والصبر والتحمل. في الوقت الذي تعتبر ميداناً خصباً للتجارب والمعرفة والإنفتاح على الآخر والوقوف على ثقافات وعادات الشعوب، وتلمس أنماط حياتهم، ويضاف ذلك بمُجمله لمتعة السفر بحد ذاته.
*فلسفتك في الحياة.. ماذا عنها في نهاية هذا الحوار المدمج بمسيرتك العمليّة والإنسانية؟
لديّ فلسفة خاصة تُسيّرني نحو العمل في ظل قناعة مطلقة بأنّ كل ما تصنعه يديّ اليوم خدمة لنفسي ولمجتمعي ولبلدي هو في نهاية المطاف خلاصة ما أصنعه وأقدمه لأبنائي حمزة وبشار وأحمد وياسمين، فإن أحسنتُ صُنعاً فقد ضَمِنتُ لهم عيشاً كريماً في بلد مَصُون بهمّة وإرادة شعبه، بغض النظر عن أية عقبات تواجهنا في سبيل ذلك، ففي نهاية المطاف لن يتبدد مجهودنا في صنع غد أفضل للأجيال القادمة.