أسعار النفط تهبط 4%.. وخام برنت لشهر يناير تحت 63 دولارًا

انخفضت أسعار النفط بأكثر من 4% في نهاية تعاملات اليوم الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وسط مخاوف من استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي الأطول في التاريخ، وما يحمله من انعكاسات محتملة على الطلب العالمي على الطاقة.
وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة لحركة أسعار الخام العالمية، فمازالت المخاوف تتصاعد بشأن الموقف من الإغلاق الحكومي وأثره في ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة.
وتمتد الاحتمالات إلى قطاعَي السفر والطيران، بعد أن تسبَّب توقُّفها في تعطيل آلاف الرحلات الجوية وتراجع استهلاك وقود الطائرات خلال الأيام الماضية.
ومن شأن هذه التطورات أن تؤثر في مستويات الطلب الموسمية مع اقتراب عطلات نهاية العام، وهو ما يسهم بدوره في تقلبات أسعار النفط الخام.
أسعار النفط اليوم
في ختام الجلسة، هبطت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير/كانون الثاني 2026 بنسبة 3.8%، لتصل إلى 62.71 دولارًا للبرميل.
كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم ديسمبر/كانون الأول 2025، بنسبة 4.2% لتصل إلى 58.49 دولارًا للبرميل، وفق الأرقام التي تتابعها -لحظيًا- منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في ختام تعاملات أمس الثلاثاء 11 نوفمبر/تشرين الثاني بنسبة 1.7%، ليرتفع سعر خام برنت القياسي فوق 65 دولارًا للبرميل، ارتفاعًا من 64 دولارًا التي بدأ بها التعاملات.
ويأتي هذا الهبوط بعد مكاسب قوية في الجلسة السابقة، في ظل عمليات جني الأرباح من قبل المتعاملين الذين استفادوا من الارتفاع المفاجئ للأسعار.
تحليل أسعار النفط
يتوقع المتداولون، ضمن مساعي تحليل أسعار النفط، أن تستقر هذه الأسعار قرب مستوياتها الحالية حتى اتّضاح نتائج التصويت في مجلس النواب الأميركي بشأن إعادة فتح المؤسسات الحكومية.
ويرى محللون أنّ تجاوُز خام برنت مستوى 65 دولارًا للبرميل يشير إلى تحسُّن نسبي في المعنويات، بعد أسابيع من التقلبات الناتجة عن الأزمات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة.
كما يرى محللون في “آي جي ماركتس” أن إنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي من شأنه تعزيز الطلب المحلي على الطاقة، خصوصًا في قطاعات النقل والتصنيع، وهو ما قد يدعم الأسعار خلال الربع الأخير من العام.
وأشار الخبير الاقتصادي توني سيكامور إلى أن إعادة فتح الحكومة ستدعم ثقة المستهلكين والإنفاق العام، ما قد ينعكس على زيادة نشاط المصانع وارتفاع استهلاك النفط.
كما أشار إلى أن الأسواق تراقب عن كثب تداعيات العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا، التي استهدفت شركتي “لوك أويل” و”روسنفط”، إذ يُتوقع أن يؤدي ذلك إلى خفض الإمدادات الروسية.
وبدأت تداعيات العقوبات تظهر، إذ تسعى مصفاة “يانتشانغ بتروليوم” الصينية للحصول على إمدادات نفطية غير روسية، بينما أوقفت شركة “لويانغ بتروكيميكال” عملياتها للصيانة بسبب آثار تلك العقوبات.
ويرى محللون أن هذه الإجراءات قد تفرض مزيدًا من الضغوط على الإمدادات العالمية، ما يعزز الاتجاه الصعودي لأسعار النفط على المدى القصير، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وفي ضوء هذه التطورات، يُرجَّح أن تظل أسعار النفط من خام برنت محافظة على مكاسبها فوق مستوى 65 دولارًا للبرميل خلال الأيام المقبلة، ما لم تظهر مؤشرات مفاجئة على تباطؤ الطلب العالمي.
وفي سياق متصل، رفعت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعات أسعار النفط في 2026 بنحو 5.7%، كما عززت تقديراتها لإنتاج الخام في الولايات المتحدة، بحسب التقرير الشهري الصادر الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني.
وبحسب التقرير، من المتوقع وصول متوسط السعر الفوري لخام برنت إلى 54.92 دولارًا للبرميل خلال 2026، مقارنة مع تقديرات أكتوبر/تشرين الأول 2025، البالغة 52.16 دولارًا.
بينما يتوقع ارتفاع سعر خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 5.3% إلى 51.26 دولارًا للبرميل في العام الجاري، مقابل 48.16 دولارًا في التوقعات السابقة.





