وفاة المفكر والمناضل سعيد المسحال بعمّان
توفي الكاتب والمفكر الفلسطيني سعيد المسحال، ظهر اليوم الأحد، في العاصمة الأردنية عمان، عن عمر يناهز 86 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، وهو يعتبر أحد المؤسسين الأوائل لحركة “فتح”.
وولد سعيد المسحال في قرية الجورة في العام 1933 لأسرة مناضلة، إذ كان والده من نشطاء الحركة الوطنية الفلسطينية، وتقلد عدة مواقع قيادية وطليعية فيها، وقد سار المسحال على خطاه، إذ حمل السلاح في عمر الـ14 عامًا.
درس المسحال هندسة البترول في جامعة القاهرة، وتخرج في عام 1957، وعمل بعدها مدرسا للرياضيات، في مدرسة فلسطين الثانوية، لمدة حوالي تسعة أشهر. ثم انتقل للعمل في السعودية حيث طبع هو ورفاقه البيان الأول لحركة فتح في أخوار، عام 1958.
وفي عام 1962 انتقل المسحال للعمل في قطر، وتولى بالإضافة لعمله مديرا لإدارة البترول، الإشراف على تأسيس حركة فتح في الخليج العربي.
واشترك المسحال ورفاقه الشهيدين كمال عدوان وعبد الفتاح حمود، في كلية الهندسة منذ عام 1965، في “محاولة تكوين حركة فلسطينية ثورية يكون هدفها الأساس تحرير فلسطين” كما كتب المسحال في سيرته الذاتية.
وكان للمسحال دور هام على الساحة الثقافية الفلسطينية، وقد أسس مركزًا ثقافيا حمل اسمه في غزة: “مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم”، ومسرحًا مزدهرًا في غزة، كان لها بليغ الأثر الإيجابي على الشباب الفلسطيني الغزيّ كما جاء على لسان الكثيرين منهم، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال العام الماضي المؤسسة وأحالتها ركاما.
ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان صحافي المسحال قائلة “بمزيد من الحزن والأسى ننعى الكاتب والمفكر والمناضل الكبير سعيد خليل المسحال، الذي وافته المنية ظهر اليوم في عمان بعد صراع مرير مع المرض”.
وتابعت الوزارة “إذا تنعى وزارة الثقافة هذه القامة العالية، فإنها تؤكد على الخسارة الفادحة برحيل المسحال، الذي كرس جهده لخدمة القضية الوطنية، من خلال انتمائه المبكر لحركة فتح، وتكريس جهده في غزة بعد العودة لخدمة أبناء شعبه وتحديدًا في السياق الثقافي”.
وأضاف البيان أن المؤسسة “شكلت على مدار عقدين حاضنة هامة من حواضن الفعل الثقافي الوطني، وما أقدم الاحتلال على قصفها في أواخر العام المنصرم، إلا لكونها مؤسسة ذات أهمية بالغة في تفعيل وتصدير الثقافة الوطنية التنويرية”
وتابعت الوزارة قائلة إن “عزاؤنا أن سعيد المسحال رحل بعد أن ترك لنا العديد من المؤلفات، التي تؤرخ لمسيرة الثورة الفلسطينية المعاصرة، ممسكا على الحلم الوطني باتجاه فلسطين التاريخ والإنسان، والعهد هو العهد، أن تبقى الثقافة الفلسطينية وفية لتاريخ المثقفين الوطنيين الذين عبدوا الطريق بجهدهم ودمهم”