لمْ أرَ قريتي…

شعر: ناديا سعادة

لمْ أرَ قريتي…
حين صعدتُ الجبال… 
وقفتُ أنظرُ طلّها… 
بكى الخيال… 
وسألتُ الكهوفَ الصامتة..
عن قريةٍ جلست هنا.. 
قبل ألفي عام… 
رسمت وديان الجنوبِ… 
وحين غاب… 
وظننتُ أنها اختبأت في مغارة… 
لتهربَ من يهودِ العمارة… 
لكنها لم تنم ولم تخف… 
هي انطوت تحت التراب… 
هبطت لياليها ستارة… 
أرثيكِ يا كلّ قريةٍ… 
في بلادي… 
أين سهراتُ الماءِ… 
ونساءٌ تودّدن للعشاقِ…
حين طارت الفراشة! 
أينَ دروبُ القدسِ… 
بين صبّارها… 
و فلاحة قطفت ثمار الحبّ… 
من صخرِ النضارة.. 
وسألتُ كلّ عابرٍ فيها… 
أين هي… 
هل هربت مع حبيبٍ… 
أم هي تاريخ القذارةِ.. 
حين يمحو التاريخ.. 
أظافر النجاسة… 
وعد الهدارا! 
كم أحزنُ لفراقنا… 
أسفل الحلمِ قريةٌ… 
لو ألمحُ دمعها أبكي… 
أو أسمع هدير صوتها… 
أنجو ليومٍ قريبٍ… 
فيه البِشارة… 
آهٍ حينَ تبحثُ عن قريةٍ… 
ضاعت بين أوراق الخسارة… 
وتودّعُ الأصحاب…
جدي وأبوه وكلّ المنارة…
علت بلادي… 
حين أشرقت شمس الحضارة… 
كنعان و فينيق تبارت
بينهما خيوط الصدارة
زنابقُ الوقت الجميل… 
حين زهت ألوانها… 
بين أحزان العذارى
أين أنتِ يا أسفل الجنةِ.. 
حين هوت… 
مدينةُ القدسِ… 
بكت سماءٌ وماتت ليلا نهارا… 
آهٍ لوجع الغياب… 
للحبّ حين يمسي… 
على بقايا الموتِ الأثيم… 
كلما صمت القول… 
أو نطق اللسانُ… 
كلاما يوجعُ خاطر النساء… 
حين غطّت وجوهنا… 
مرّ العبارة… 
حروفنا كشفت ذنوبنا
حين غبنا مقتولين
على ألف دربٍ
حين لن تكفينا… 
أيّ كفّارة… 
لجهنم من نسيَ البلاد… 
هذا حكم الساكنين.. 
في ذاكرة النسيان
على شرف القذارة!

زر الذهاب إلى الأعلى