لا “تُسحّجوا” لعبدالله الثاني، بل كونوا معه ..

لا أعرف من هو الذي عمّم عبارة “التسحيج” بالمعنى السياسي والاجتماعي، ولكنّها وبصراحة الأمر كانت وما زالت بليغة، فمع “الدبكة” لا يعرف ذلك الذي يُحرّك قدميه ويديه ورأسه ماذا يسمع من كلمات مقفّاة، بل هو يُتابع الإيقاع، ويتحرّك ذات اليمين وذات اليسار …

وطبعاً، فذلك نمط احتفالي نعيشه في أفراحنا، ولكنّه صار مصطلحاً سياسياً عن الناس، ممجوجاً وغير مقبول، وليس سرّاً أنّك حين تقول عن فُلان إنّه “سحّيج” فقد صارت تهمة، لأنّها تعني أنّه يقبل ويؤيد دون تفكير، بل بغرائزية الانفعال الوقتي، وقد ينساه هو نفسه في اليوم التالي.

أنا، بصراحة، لا أعتقد أنّ غالبية الأغاني التي أنتجت وسميّت وطنية، زادت شيئاً على انتماء الناس للبلد وقيادته، فما زاد حنّون في الاسلام خردلة، وفي ظنّي أنّ الانجاز على الأرض هو الذي يصنع الولاء والانتماء، وفي تقديري أنّ أغنية عاطفية أردنية واحدة تتخطى حدود الوطن، وتنتشر في العالم، أهمّ من عشرات الأغاني التي أقصد. 

أنشر مقالتي هذه قبل أن يُعمّم “التسحيج” المملّ الكلمات في المقالات، والكثير من الأغاني الطبلية المقفاة المكرّرة، في ذكرى الوفاء والبيعة، حيث رحيل الحسين الغالي وتولّي إبنه عبد الله الثاني العرش والمُلك والحُكم.

أنا شخصياً أحتفل بالملك بعد عشرين عاماً من عبوره بالأردن من كلّ الصعاب المعروفة، حيث الحروب المحيطة، والفوضى المنظّمة، وأحتفل به أيضاً مع رؤيتي ماذا تغيّر على أرض الواقع، وأحتفل به أيضاً وأيضاً بالقول له: شكراً على أنّك كُنت علامة فارقة في تاريخ البلاد والعباد والعالم، وأنّ الاعتراف بانجازاتك على الأرض لا ينكرها سوى الجاحدين، وأقول له أيضاً: شعبك معك في السرّاء والبأساء والضراء وحين البأس أيضاً، وكلّ عام وأنت والأردنّ بألف خير، وللحديث بقية!

زر الذهاب إلى الأعلى