في طريقِ الصبَّار…
شعر: ناديا سعادة
في طريقِ الصبَّار…
حنينُ الصبر…
رجالٌ جلسوا خلف الأبواب…
قربَ الغِياب…
كانت رواياتُ البلاد
على رماد الشتات…
ونساءٌ وهبن الزناد…
بقايا نصر…
أينَ أنتَ يا جدّي….!
واقفا عند أيّ باب..!
لا تحدثني عن العذاب…
حين سرقوا القمح…
و سنابل الأولاد…
و منعوا سحاب العمر…
وشدّوا القيود…
وجاء الموتُ كحكاية…
واقفةً ماشية…
وحين وصلت باب مدينتي…
كنتُ ناسية…
كيف تكاثر القهر والصمت والفراق…
وأننا سرايا عتاب
ومدن بلادي البعيدة
أجنحة سراب….!
في طريقِ الصبّار…
حكايات السنين…
عن ترابٍ في فلسطين…
وعن شهدٍ حزين…
تفجّر عشقا…
بين أكفّ العاشقين…
أكره المفتاح…
ينتظرُ عودة الأحباب
خبّأته في خيام العائدين
كانوا نائمين…
حتى تلال النجوم..
وكلّ الخطى التائهين..
لو غمّض الدمعُ العيونَ
في اشتباك الحالمين…
هل تكون هُنا…!
كيفما شاء الحالمون…
لا تجلس هنا…
دارك خلف الغيوم
عند اللد والجليل
ومجدل و الرملة والخليل
لا تبقَ هنا…
امضِ رغم شوكِ الصابرين…
نهر أحزانٍ ثقيل…
حين عدنا…
كانت حيفا….
تبكي بقايا اللاجئين
عند قبرٍ لجدي….
ظلّ رغم العشقِ
بعيدا بعيدا….
قدرُ البقاء…
في البعيدِ… البعيد
في البعيدِ البعيد…