عامين من الحكم لم تمنح ترامب قبولا بين العرب الأمريكيين والإقليات
الولايات المتحدة – تحقيق: نسرين حلس
بعد انتصاف مدة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي تجاوزت العامين بقليل منذ فوزه على غريمته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون ودخوله البيت الأبيض كرئيس في فبراير لا زالت شعبيته منخفضة بين الأمريكيين من أصول عربيه وإسلامية وحتى بين الأقليات العرقيه الأخرى. فلازال العرب الأمريكيين ينظرون نحوه بكل حرص لكل ما قد يستجهده في السياسة الأمريكية، الأمر الذي قد يطالهم كمواطنين أمريكيين وكأقليات عرقية أو قد ويطال بلادهم العربية. فقذ دإب منذ بداية حملته الانتخابية حتى وصوله البيت الأبيض على استفزاز مشاعرهم ما جعل الجميع متخوفا ومترقبا لكل ما هو مستجد قد يستغز مشاعرهم الدينيه أو الوطنيه وخاصة بعدما ظهر أن كل ما توعد به خلال حملته الإنتخابية لم تكن مجرد وعود انتخابية وإنما حقيقة قد جرى تطبيقها على الأرض كنقل السفارة الأمريكية في القدس والإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومنع بعض الدول العربية من دخول مواطنييها أراضي الولايات المتحدة الأمريكية
كل تلك الأمور جعلت من الأمريكيين من أصول عربيه وإسلامية هدفا للعنصرية ما أدى إلى إرتفاع نسبة الإسلام فوبيا التي غذاها اليمين الأكثر تطرفا وتشددا في الحزب الجمهوري. وكم كان ذلك محفزا على الأرض للغالبية الأمريكية ذو الأصول العربية والإسلامية والأقليات للخروج في الإنتخابات النصف التمهيدية للمشاركة في التصويت لإحداث تغيير واجب
في هذا السياق ومما يذكر بأن ترامب كان قد وعد في حملته الإنتخابية بسلسلة من الوعود منها مكافحة الإرهاب وجعل أمريكا خالية من الإرهاب وتوفير الأمن وبرغم الإنجازات التي نفذها ترامب بعد صوله لكرسي الحكم إلا أن غالبية الشعب الأمريكي غير راضي عن أدائة حتى الأن ويرى جزء كبير منهم بأنه يضر بسمعة أمريكا ويتجاوز شعار أمريكا الأول في احترام الحريات ما يعني أن شعبية
الرئيس الأمريكي هبطت وإن كان نوعا ما ثابته
ترامب لن يكون يوما صديقا للعرب
من جهته أشار البروفيسور جون ضبيط عميد كلية التجارة في جامعة مسكاتين في ولاية أوهايو ومسؤول التوعية الدولي عن دولة فلسطين علي مجلس إدارة مدن التآخي العالمية في ولاية واشنطن ومؤسس ورئيس المؤسسة الفلسطينية الأمريكية للسلام 2000 بأنه كان قد حذر قبل انتخاب ترامب على انه اذا تم انتخابه، ستعيش الجالية العربية وخصوصا الفلسطينية أحداث لم يسبق لهم رؤيتها كجالية عربية وخاصةا الفلسطينيون ذلك ان إدارته ستكون صهيونية بامتياز وانه سوف ينفذ ما وعد في حملته الانتخابية. وبعد فوزة حدث ما كان متوقع الأمر الذي أشعر البعض بالإحباط،
كما يشير إلى أن المتابع للسياسة الأمريكية يعي ان ما تخلل الحمله الانتخابية للرئيس ترامب من بداية تهجمه على كل الأقليات إلى وعوده بنقل السفارة الى القدس وغيرها ما هو الا تطبيق فعلي للعداء الذي يكنه لتلك الأقليات ولفلسطين خاصة. قائلا ” من يعتقد أن ترامب يمكن ان يكون صديقا للعرب فهو يعيش بالاحلام” لذا فهو لا يعتقد بان بوجود تحسن في شعبيته منذ انتخابه مستدلا بالارقام الواضحة والاحصائيات التي تؤكد سقوط شعبية الرئيس ترامب لعدة اسباب منها تجيش اليمين المتطرف ضد قضايا عدة مثل هدم رفع الحد الادنى للأجور او بسبب تعيين قضاة متطرفين بالإضافة لسياسته تجاه الشرق الاوسط والعرب والفلسطينين وعنصريتة تجاه بعض الاقليات وغيره خاصة بعدما نقله رسميا السفارة الامريكية للقدس الشريف وإعلانه رسميا بأن القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني
الفلسطينين أكثر المتضررين
بل ويؤكد مسؤؤل التوعية الدولي لمؤسسة التأخي العالمية بأن تسببت سياسته العنصرية وادارته باستهداف كل الاقليات في الولايات المتحدة وخاصة العرب منهم وظهر ذلك جليا في اقدامها على اغلاق سفارة فلسطين. كما وارتفعت وتيرة الإسلام فوبيا تجاه العرب والمسلمين من قبل فئة اليمين المتطرف في الولايات المتحدة وأن تطرف الادارة الامريكية جعل هذه الفئة اكثر تطرفا ما أدى إلى استهداف بعض الاشخاص او ممتلكاتهم من أصول الشرق الاوسط أو من المسلمين
لا يملك شعبية بين الجاليات غير البيضاء والسود أكثر من انتخبوه
في حين يرى البروفيسور محمد ربيع المهتم بالشأن السياسي والإقتصادي في ولاية واشنطن دقة المعلومات تحتاج إلى استطلاعات الرأي العام بين العرب والمسلمين، معتقدا بأن الأمور، كما مستقرة بشكل حذر وغير مريح، فالخطر العنصري انحصر ضمن مجموعات وأماكن محددة تقريبا، ما جعل الخطر الآني يضعف، لكن بقاء السياسة على حالها كأداة في يد ترامب من المحتمل أن تسهم في تصعيد العنصرية، وما يرافقها من أخطار.معتبرا أنه لا يوجد للعرب خيار في مواجهة التمييز العنصري، وذلك يعود لتاريخ الشعب الأمريكي الذي لم يتخلى عن التمييز العنصري منذ أن وصل الرجل الأبيض الأوروبي إلى أمريكا الذي قام بإبادة الملايين من سكانها الأصليين، ولقد استمرت النعرة العنصرية هذه أداة استخدمها الجهلاء والساسة في حملاتهم الانتخابية، خاصة المحافظون منهم، وذلك من أجل المزاودة في الوطنية على منافسيهم، كما استخدمها الجلهة وسيلة للشكوى من سوء أحوالها المعيشية، على أمل أن تتعاطف الدولة معهم وتمنحهم المزيد من المساعدات. إن مفهوم “الاستثاء الأمريكي” الذي يردده كل رئيس والكثير من المرشحين لمجلسي النواب والشيوخ، هو مفهوم عنصري، يشبه مفهوم “شعب الله المختار”. لذلك لا يجوز لعاقل أن يتوقع ذبول النعرة العنصرية ضد العرب والمسلمين، خاصة في ضوء استمرار وجود إسرائيل المعادية للعرب من ناحية، وتحكمها في الرسالة الإعلامية في أمريكا من ناحية ثانية.
إرتفاع حدة الإسلام فوبيا لم تتوقف وترتبط بسياسة الإدارة الأمريكية في الوطن العربي
وهو بذلك يرى بأن الإسلاموفوبيا فقد زادت، لكنه لا يبدو أنها توقفت في ضوء توقف عمليات دق طبول الخطر في الإسلام بسبب هدوء الأمور في العراق نسبيا، واتجاه الأمور الى الحسم في سوريا، من ناحية، ورغبة ترامب في الخروج من سوريا والتوصل إلى تفاهم مباشر او غير مباشر لتهدئة الأوضاع في أفغانستان وسحب القوات الأمريكية منها بعد 18 سنة من الفشل الذريع
مشيرا إلى أن ترامب لا شعبية له بين الجاليات غير البيضاء في أمريكا، علما بأن نسبة السود صوتوا لصالحه زادت نحو 3% عن أولئك الذين صوتوا لصالح المشرح الجمهوري في الانتخابات السابقة، وهذا يعود إلى فشل أوباما في تحقيق أي تحسن في مستوى معيشة أو أمن الأقلية السوداء، إضافة إلى تسببه في تمحور العلاقات بين اليسار واليمين، أي الديمقراطيين والجمهورين.
ويعتبر ربيع بأن اوباما مسؤول مسؤولية مباشرة عن ذلك التمحور، إضافة إلى مسؤوليته عن الجرائم التي تسببت في تدمير ليبيا واليمن وسوريا، وتقسيم السودان، وتجنيد داعش والنصرة واستخدامها لتعبث بأمن الدول العربية واستقرارها وغرس الفتن بينها وحرمانها من أدنى درجات التضامن. من ناحية أخرى، من الواضح أن ترامب يحظى بشعبية في الدول العربية الخليجية التي تخشى ايران، مع أن البعبع الايراني قامت أمريكا بخلقه من أجل الهيمنة على تلك الدول وتكريس تبعيتها لأمريكا، واستغلال ثرواتها بأشكال شتى. وهذا
أيضا يعود الفضل فيه لأوباما وسياسته غير الإنسانية
المشكلة فيمن يمثلهم ترامب وتعتبر أن التطرف الإسلامي قضيتهم الأولى
فيما يعتبر الإعلامي و المحلل السياسي محمد السطوحي في ولاية نيويورك بأن العرب والمسلمين ليست لهم مواقف محددة، فهناك نسبة تعتبر التطرّف الإسلامي قضيتها الأولي وهؤلاء يعجبهم موقف ترامب ويعتقدون أنه قوي. لكن الأغلبية انزعجت من مواقفه سواء الداخلية مثل منع الهجرة من دول إسلامية او الخارجية بنقل السفارة الامريكية للقدس والتحيز السافر للسياسات اليمينية في اسرائيل وهو بذلك لم يبدد المخاوف بل زادها بعد ان تبين لهم أنها تعبر عن قناعات ترجمها لسياسات ولَم تكن مجرد شعارات انتخابية لكسب الأصوات
يقول ” المشكلة هنا ليست القناعات الشخصية لترامب أيا كانت، ولكن أنه يعبر عن قاعدة من اليمين المحافظ واحيانا المتطرف، وكسياسي يريد ان يقدم لها ما يحافظ علي دعمها له، وانعكس ذلك علي مواقفه الاخري مثل المتظاهرين من اليمين العنصري الذي ساوي بينه وبين المعارضين له
شعبيته المنخفضة بين البيض تعود لفشله في بعض الإنجازات
ويؤكد مدير قنوات أبو ظبي والنيل للأخبار والغد بأن شعبية ترامب انخفضت خلال العامين الماضيين ووصلت مؤخرا ل ٣٧٪ في مقابل ٥٨٪ رافضين لسياساته، لكن ذلك يرتبط مرحليا بفشله في قضية الجدار علي حدود المكسيك والإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية
ويرى السطوحي بأنه يمكنه أن يستعيد بعض التأييد لاحقا لكنه عادة لايزيد كثيرا عن أربعين في المائة وإذا استمر ذلك حتي الانتخابات فسيكون مشكلة له شعبية الرئيس تتحدد بأمور كثيرة منها القوانين والإنجازات كما ذكرتي لكن أيضا في قدرته علي التعبير وتجسيد المشاعر القومية. فبوش بعد هجمات سبتمبر وصلت شعبيته لتسعين في المائة لعدة ايّام وأبوه ارتفعت شعبيته كذلك بعد حرب الخليج وتحرير الكويت لكن كلا منهما سرعان مافقد الشعبية لأسباب اقتصادية أساسا وايضا التدهور في العراق كما حدث مع بوش الابن