صدور رواية “فتاة من بابل” للأكاديمي الفلسطيني “خنفر”

كرم الإخبارية – وسام نصر الله

صدر عن درا الشامل للتوزيع والنشر  في نابلس، رواية فتاة من بابل لمؤلفها الحقوقي والأكاديمي الفلسطيني المقيم في لندن الدكتور نهاد خنفر، والتي تقع ب546 صفحة من القطع المتوسط.

“فتاة من بابل” تأخذنا في رحلة خيطية مترابطة تبدأ مشهدها الاول في لندن، وتتجول فيها، وتنقلنا الى بغداد وبابل، حيث منابت بطلة الرواية “نور” التي ينتمي عنوان الرواية لها “فتاة من بابل”، وعمان، وباريس.

تغوص الرواية في سيكولوجيا الحب بطريقة طهورية ابداعية، معمدة بحوارات فلسفية فيها من التصوف ما يضعها في طلاق مع الابتذال والاثارة الهادفة الى استقطاب فئة معينة من القراء.

وبرغم ذلك فلغتها السهلة المسهبة تجعل من جغرافية الحب جنة مشتهاة مرومة في عيون العشاق العذريين. لهذا نجد القهوة وقد تحولت الى مشروب بلاغي، يطفو على سطحه سحر من نوع خاص، يتماسك مع مشاعر المحبين في جلساتهم التي تحول فيها المقهى الى محراب يتلون فيه صلوات قلوبهم الصافية والمكثفة في آن معا.

تتكرر ثيمة النور بطريقة فلسفية عبر فصول الرواية ومشاهدها كتعبير عن تصوف عميق يلح على النفس، ويظهِّر الامل فيها رغم انكساراتها المتراكمة. يتداخل السياسي مع الاجتماعي والديني ويعرج على الفساد المستشري في العراق، ويبرز ترابطا مكثفا بين عراق المهجر “نور وعائلتها” وبين عراق الوطن وتراثه الذي اقتلع ودمر ونهب، وحضارته التي انتكست عبر تحالف رخيص بين تجار الدين والسياسة.

تنقل لنا الرواية احتجاجات تشرين الاخيرة في العراق، وتغوص عميقا في الامال المتفجرة في نفوس الشباب العراقي وتطلعهم الى استعادة وطنهم من احضان الفساد. حكاية سردية من الطموح وحب المغامرة والتحدي وهزيمة مظاهر السلبية والاستسلام.

“فتاة بابل” ترسخ التمرد على واقع الخوف والتشويه واغراء المال، وتقترب اكثر من خطاب العقل المتصالح مع المعقول الاجتماعي والديني والسياسي والفلسفي.

“فتاة من بابل” غنية بالمشاهد السينمائية التي تثري مخيلة القارئ وتلح عليها وتنقلها بعيون الكلمات لتجسد الاحداث بصريا. تتخذ الرواية من خيط الحب وثيمته مفتاحا الى مداخل كثيرة باحثة عن اجوبة مجردة من التحيز لاي شئ الا من انسانية حاضرة بقوة في كل التفاصيل.

المؤلف في سطور:

نهاد خنفر، فلسطيني، مواليد سيلة الظهر الواقعة بين مدينتي نابلس وجنين عام 1976 ويقيم حاليا في العاصمة البريطانية لندن. تخرج المؤلف من كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، واكمل مسيرته الاكاديمية فيها بحصوله على درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية. ثم غادر الى بريطانيا وحصل على الدكتوراة في القانون المقارن. عاد الى جامعة النجاح ليعمل استاذا مساعدا في القانون المدني والتجاري في كليتي القانون والاقتصاد. ثم غادر عائدا الى لندن رئيسا لجمعية اصدقاء جامعة النجاح في بريطانيا والجمعية الخيرية “اصدقاء نابلس وما حولها” والتي لا زال يترأسها حتى الان. يعمل المؤلف حاليا برتبة استاذ مشارك للقانون المقارن (خصوصا الاسلامي والانجليزي) في الجامعات البريطانية، وكذلك كباحث رئيسي ومشرف اكاديمي في مركز فكر وسياسات يعنى بشؤون الشرق الاوسط مقره لندن. يدرس المؤلف مساقات تتعلق بسياسة الشرق الاوسط، والتمويل الاسلامي.

للمؤلف عدد كبير من المقالات الاكاديمية المحكمة المنشورة في المجلات الاكاديمية المحكمة بالانجليزية، وكذلك مقالات متنوعة في المجال القانوني والسياسي باللغة العربية في عدد من الصحف العربية والفلسطينية. للمؤلف كتاب منشور عن التمييز بين المقاومة الفلسطينية والارهاب الدولي باللغة العربية ويعمل على روايته الثانية التي ستصدر خلال اشهر قليلة.

زر الذهاب إلى الأعلى