رُلى الغزاوي و”كرت غوّار” وفيسبوك “مباشر”!

بين كلّ “المباشر” على الفيس بوك، التي باتت تهطل علينا كالمطر يومياً، وأغلبها من خارج الأردن، توقّفت أمام الزميلة الاعلامية رُلى الغزاوي حين خرجت قبل أيام، بما سمّته “بس بدّي أسلّم عليكم”، باعتبارها غابت عن الناس فترة، والمهمّ أنّه، وقبل أن تقول أيّ شيئ، انهالت عليها الرسائل.

رُلى قَطرية الجنسية الآن، منذ عشرين سنة، لسبب زواجها من الفنان الجميل المعروف علي عبد الستار، ولكنّها أصلاً تلفزيونجية أردنية معروفة، وبرامجها كانت من الأكثر مشاهدة عندنا، ومن اللواتي خرقنّ الحدود الحمراء، وصراحتها وجرأتها شهد لها الكثيرون، ولعلّه لهذا هطلت عليها الرسائل.

تُرى، هل أكتب هنا عن نجمة تلفزيونية أردنية ما زال الناس يتذكرونها بعد غياب سنوات كثيرة؟ أو أنّني أكتب عن الرسائل المباشرة للمغتربين الأردنيين “المعارضين” التي باتت تعبئ بعض حياة الأردنيين في الوطن؟ أم أنّني أريد أن أقول إنّني اؤكد ما كتبته هنا قبل أيام عن ضرورة الاهتمام بالأردنيين في الخارج؟ أو لعلّني أريد أن أنبّه إلى ما قالته رُلى في “المباشر” من انتقادات للتلفزيون الوطني وغيره من الشاشات الأردنية، بحرفية ومهنية، وهي أصلاً لا تريد وظيفة، ولديها كلّ ما تريد في مكانها في دولة قطر؟

أنا بصراحة، أكتب عن هذا كلّه، فالناس أولاً لا تنسى نجومها ولو غابوا أو غُيبوا، أمّا ثانياً فالمغتربون، ولو حملوا جنسية ثانية، لا ينسون بلادهم وتحترق قلوبهم لمصلحته، حتّى ولو خانهم أحياناً التعبير، وأنّ هؤلاء ثالثاً وكما قالت الزميلة في رسالة مباشرة لرئيس الحكومة: هل كان لهؤلاء المغتربين أن يغتربوا إلاّ لأنّهم يهربون منكم، وهل تريد لـ”قتيبة“ ألاّ يهاجر، وهو لو هاجر مقهوراً فسيبعث لكم بالتحويلات المالية كما نفعل جميعاً؟ وأمّا حول التلفزيون الأردني فعليكم أن تعودوا لما قالته رُلى، وقد استفاضت في القول المؤكد!

الهجرة صعبة، وليس لديّ رقم عن عدد الأردنيين في الخارج، ولا أظنّ أنّ لدى الحكومة رقماً حقيقياً عنه، ولكنّني أعرف تمام المعرفة أنّ هناك من هُم حولي يبحثون عن وسيلة للخروج، ومنهم من تدبّر أموره، ومنهم من يتدبّر الآن، ومنهم من يتمناه لو استطاع إليه سبيلاً، واستغربت قبل أيام من صديق تاريخي ثريّ، وهو يقول لي في لحظة بوح: أمّنت لإبني وابنتي جنسية كندية! ولمّا سألته عنه، قال: أنا راحت عليّ!

ما أقوله إنّني احترمت ما قالته الغزاوي، وخصوصاً أنّها لا تبحث عن وظيفة في الأردن، وقالت ما قالته من قلبها، وخصوصاً أكثر أنّها قطرية الجنسية الآن، ولكنّها أردنية حقيقية متابعة لكلّ التفاصيل وأكثر منّا ربّما، وقد يكون أهمّ ما قالته نقلاً عن الملك: أنتم اضغطوا من تحت، وأنا أضغط من فوق، ولعلّ هذا هو واقع كلّ الأردنيين في الخارج، الذين هاجروا في أجسادهم، ولكنّهم تركوا قلوبهم هُنا، وكذلك عن الأردنيين في الداخل الذين يحتاجون إلى الهجرة، ولا يطاوعهم قلبهم، وللحديث بقية…

زر الذهاب إلى الأعلى