ذبحتونا: فيديو التوجيهي مضلل

طالبت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة “ذبحتونا”، وزارة التربية بسحب الفيديو الذي قامت الوزارة بنشره قبل أيام، تحت عنوان “فيديو يوضح إيجابيات الدورة الواحدة لطلبة الثانوية العامة”، كونه مليء بالمعلومات المضللة، ويحاول من خلال هذه المعلومات، الاستخفاف بعقول الطلبة وأهاليهم.

ورأت الحملة في بيان لها أن الفيديو الذي تبلغ مدة عرضه الثلاثة دقائق، حاول –بطريقة سطحية وبائسة- تجميل صورة الدورة الواحدة للتوجيهي، في ظل حجم الاحتجاجات الطلابية الواسعة عليه، والتي تمثلت بتواصل الاعتصامات الطلابية وشكاوى الأهالي من مساوئ تطبيق هذا النظام.

وسجلت حملة “ذبحتونا” الملاحظات التالية على ما تم طرحه بالفيديو:

1_ تشير الوزارة عبر هذا الفيديو إلى أنه وفقًا للدورة الواحدة، فإن علامة النجاح لكل مبحث ستكون 40% وليس 50%، كما كان سابقًا.

إلا أن الوزارة لم تذكر أن علامة النجاح للقبول الجامعي بقيت كما هي 50%. كما تجاهلت الوزارة أن خفض معدل النجاح من 50% إلى 40% قد تم تطبيقه في العام الدراسي السابق، ووفق نظام الدورتين، أي أن هذا التعديل لا علاقة له بالدورة الواحدة.

2_ تذكر الوزارة عبر هذا الفيديو، أنه وفقًا للدورة الواحدة، فقد تم تقليص مواد الفرع العلمي التي يدرسها الطالب في التوجيهي من 13 مادة لتصبح 8 مواد، وتم تقليص مواد الفرع الأدبي من 16 مادة لتصبح 8 مواد. وتجاهلت الوزارة أن هذه التعديلات أتت ضمن تطبيق “اختيارية التوجيهي” للعام الدراسي السابق، ولم يكن مرتبطًا من قريب أو بعيد بنظام الدورة الواحدة.

كما حاولت الوزارة إيهام الطلبة أنها قامت بتقليص مواد الفرع العلمي من 13 مادة لتصبح 8 مواد، والحقيقة أن عدد مواد الفرع العلمي كانت وفق النظام السابق 10 مواد وليس 13 كما ذكرت الوزارة بالفيديو، وتم إلغاء مادة الحاسوب ومادة أخرى من مواد العلمية يختارها الطالب. والأمر نفسه ينطبق على الفرع الأدبي.

كما تذكر الوزارة بالفيديو أن طالب العلمي يستطيع اختيار أية ثلاث مواد علمية من أصل أربع. والصحيح أن الطالب مجبر على اختيار مواد علمية بعينها وذلك وفقًا للتخصص الذي ينوي دراسته في الجامعة.

3_ تتغنى الوزارة في هذا الفيديو، بأنها قامت بتقليص حجم المواد بنسبة 20%. ولا ندري إن كان هذا القرار يعتبر إنجازًا وبأي اتجاه؟ فالوزارة لم تقم بإلغاء “الحشو” وإنما قامت بإلغاء مادة دراسية مهمة للطالب، وجعلتها للمطالعة الذاتية فقط. وتعلم الوزارة كل العلم أن الطالب يتجاهل مادة المطالعة الذاتية، كونها لا تدخل في مادة الامتحان.

وهنا نلاحظ أنه تمّ التكيّفُ مع الدورة الواحدة، على حساب المادة العلمية، الشيء الذي يؤثر سلبا على جودة مخرجات الامتحان ما يؤثّرُ بشكل غير محمود على مصلحة العملية التعليمية. مع التأكيد على أن المادة الدراسية يتم وضعها من قبل خبراء ومتخصصون بإشراف وزارة التربية والتعليم، ويتم اختيارها وفقًا للحاجات الأكاديمية والعلمية، وبالتالي تحويل خُمسها إلى المطالعة الذاتية يضع علامة استفهام على الهدف من وراء هكذا إجراء.

4_ تتحدث الوزارة بالفيديو عن أن من مميزات الدورة الواحدة، هو العمل على عقد امتحان تكميلي للطلبة في شهر آب. وهنا نتساءل: ما علاقة إجراء امتحان تكميلي في شهر آب بالدورة الواحدة؟ فالوزارة تستطيع أن تنظم امتحان تكميلي في شهر آب في ظل الدورتين تماماً كما هو الحال في ظل الدورة الواحدة.

5_ على الرغم من أن عنوان الفيديو الذي قامت وزارة التربية بنشره هو “إيجابيات الدورة الواحدة لطلبة الثانوية العامة”، إلا أن السواد الأعظم مما تم طرحه بالفيديو لا علاقة له بالدورة الواحدة، ابتداءً من تقليص عدد المواد، مرورًا بتقليص محتوى المواد، واعتبار علامة النجاح 40%، وانتهاءً بقرار الدورة التكميلية.

وأعادت الحملة تأكيدها على أن الوزارة ما تزال تبذل جهودًا مضاعفة لتسويق نظام الدورة الواحدة الذي أثبت فشله، ولم يعد السواد الأعظم من دول العالم يعتمده. إن وزارة التربية مطالبة بسحب هذا الفيديو. وستقوم الحملة بتقديم ملاحظاتها التفصيلية على الدورة الواحدة وتقدمها للوزارة.

وأشارت الى أنه  تم في فيديو وزارة التربية استخدام اللهجة المحكية، وهو الأمر الذي أثار استغرابنا، ونرى أن اللغة العربية الفصحى هي اللغة التي يجب أن تعتمد في التخاطب الرسمي وخاصة عند المخاطبة بين وزارة التربية -المعنية بتدريس الللغة العربية مع طلبتها.

زر الذهاب إلى الأعلى