حين صرنا لاجئين…
بقلم: ناديا سعادة
حين صرنا لاجئين…
كان العصر يا أمي…
حين وصلنا صيدا لاجئين…
وجلسنا على مقعدين…
و أكلنا رغيفا باردا…
وزّعته وكالة الغوث مع كيس طحين…
وبكينا حتى ثاني عصر…
ها…. صرنا اليوم لاجئين….
نقف بالدَوْرِ والصفّ…
على أبواب المانحين…
يرسمون كلّ يد…
على مؤخرات الجائعين…
باللغة الصعبة الفهم…
حتى على أصحاب العلم الفاهمين…
للعودة ألف درب….
إلا خيام المتعبين….
رأيتُ وجوه العمر…
تقطرُ عرق الحنين…
فانتحرتُ بالشنق…
على دموع الساكتين….
عشتُ… عشتُ…
رغم بيع الشامتين…
حين صرنا لاجئين…
كان وقت العاشقين…
وانتصار الموت…
على حدود الغائبين…
حين أخذوا حتى خيام الجياع…
ورصاص الواقفين…
و غدروا نهود الأمهات…
وسرقوا حليب المُبْعَدين…
حين كتبوا في دفاتر الغابرين…
هذه كانت فلسطين…
مزّقتُ كلَّ دفاتركم…
وكتبتُ في دفاتري الجديدة…
عهد الثائرين…
كلما أشرق صبح…
على خوف النائمين
قلتُ ياربي قيامة…
قدْ متنا كلّ يومٍ
جوعا وقهرا…
و رصاص الظالمين…
حين صرنا لاجئين…
قالت أمي لأبي…
لا وقت للحبّ في أيّ مساء…
دعِ الحبّ يعدّ أرزاق العابدين…
ننجبُ جيشا وريحا…
للزمن الحزين…
إن متنا بلا عودة…
عاد الجيش على بساط الريح…
قبل العصر…
يكتب بالدم سحر العائدين…
ما اسم وطنك يا ولدي…
غير الحبّ والرضى…!
هل هو غير الثرى…!
فلسطين
فلسطين
فلسطين