حفل اشهار كتاب ( ياسمينات باسمة) للكاتب زياد جيوسي في المكتبة الوطنية

برعاية مدير المكتبة الوطنية الأستاذ الدكتور نضال العياصرة استضافت المكتبة مساء أمس الأربعاء 18/9/2024 الكاتب زياد الجيوسي لحفل اشهار كتابه ( ياسمينات باسمة) بتنظيم من منتدى المستقبل الثقافي وبالتشارك مع منتدى البيت العربي وقدم قراءة نقدية للكتاب الأستاذة هيام ضمرة والدكتورة مرام أبو النادي وأدار الحفل الأديبة سهير منصور
قدمت ضمرة طرحاً لمحتوى الكتاب من حيث البعد الوجداني وركزت في قراءتها على العاطفة التي أغدق جيوسي بها بفيض كلماته .
من جانبها ذكرت د. أبو النادي أنه عندما يعرف الكاتب هندسة طريقه؛ فستصبح الطريق مهيئة للقارئ.. ومهندس الكتاب الأستاذ زياد الجيوسي صنّفه؛ فكتب ما يعكس نوعه بكلمة وجدانيات على الغلاف تحت العنوان ياسمينات باسمة …وجدانيات أصل جوهر محتوى الكتاب فهو دفق من العواطف التي تفوح بأريج ياسمينها عبر عناوين الكتاب والبالغ عددها خمسة وخمسين عنوانا جاءت مختلقة بسياقاتها متوحدة بعاطفتها و التي تتسامى لتصل إلى قمة الحب الذي يتربع عليها حب الوطن
الإهداء الشاهد الأول لحالة الوجدانية التي يعتنقها الأستاذ زياد فقد تحدث عن بوح الروح برمزية عميقة فجسد الوطن بها وجسدها بالوطن فيؤكد على ذلك بإهدائه إذ قال: هذه النصوص بوح الروح للروح، بوح الروح للوطن وفيء الزيتون وأشجار فلسطين ونرجسات جيوس، للأنثى التي تمثلت بأجمل وطن والوطن الذي تمثل بأجمل أنثى.
امتلك الأستاذ زياد أدواته الهندسية ليصمم الحالة الوجدانية فقد جاء بلغة عالية الرومانسية فلم تخل صفحة من صفحات المؤلف من الصور البلاغية والمجاز التي كانت سببا في خلق هالة الوجدانيات .
وقد اتكأ الأستاذ جيوسي على كلمات عبر 227 صفحة هو يعلم جيدا درجة تأثرها في النفوس فمثلا كلمة الصومعة بدلالة النسك والتصوف وهي المكان الآمن ليس للهروب من ضجيج الحياة بمادياتها بل لتكون دلالة على المكان الذي اختار جيوسي أن يسمع فيه ضجيج قلبه وقد تكررت 29 مرة في الكتاب …أما كلمة قهوة التي رافقته فعليا أثناء كتابة وجدانياته وبسياقات عديدة 161 مرة.. الوطن وتكررت 164 مرة- كلمة أرض 62 مرة حبيبتي 33
ويجدر الإشارة أن كل نص نثري تم تذييله بتاريخ يرمز هذا التاريخ إلى يوم كتابة النص أو بزوغ فكرته.ومن هنا كان لزاما على أن أنوه بأن من قرأ كتابات الأستاذ زياد جيوسي السابقة لهذا المنتج الأدبي الوجداني سيجده مختلفا تماما من حيث المحتوى وطريقة السرد. فأطياف متمردة كان الأول والثاني أحلام عمانية وهذا الثالث علما أن له كتاب أحلام فوق الغيم فجوهره نقدي بحت.
وبينت أبو النادي ان سردية ياسمينات باسمة تطلبت هندسة أدوات اللغة لبناء جسد كل نص فنصوصه ملونة بالمكان فتارة ستكون مع جيوسي خلف نافذته في يوم ماطر وهو يكتب رقصة تحت قمر رام الله.
وسلطت د أبو النادي على مقومات العمل النثري ومنها الوحدة العضوية والموضوعية فقالت:عندما نتحدث عن أي عمل أدبي نثري تكون درجة انسجامك معه نتيجة لوجود ما يعرف بالوحدة العضوية و الوحدة الموضوعية.. فالوحدة الموضوعية متحققة وهي توحّد المحتوى من خلال اتصاله بذات الفكرة والوحدة العضوية وضمن تفصيل الكتاب إلى عناوين ستجدها متحققة أيضا .. ستحيط بك صفحات الكتاب ولن تكون غريبا عنها.. ستجد العاطفة بكل أنواعها فرح حنين ألم شوق فخر حب فراق وعشق . بين ثنايا السطور .. هذه العواطف تليق بالوطن حينما يتصوره حبيبة وتليق بالحبيبة عندما تجدها وطنا.
وألقى الكاتب كلمة شكر فيها راعي الحفل والمشاركات والحضور جميعا والهيئات الثقافية والفنية وقال بعد ذلك:
بحمد الله سبحانه وتعالى صدر كتابي الجديد “ياسمينات باسمة” والذي كان المفترض أن يصدر قبل عام من الآن، ولكن الظروف العامة والعدوان الصهيوني الغاشم على غزة وكافة مناطق الضفة الغربية أجل الاصدار، حيث غادرت عمَّان عائدا الى بلدتي جيوس في الوطن المحتل، وكتاب ياسمينات باسمة هو الثالث من خماسية كان الأول فيها كتاب أطياف متمردة والثاني أحلام عمَّانية، ولن أتحدث عن كتابي الجديد ياسمينات باسمة كثيرا فالوردات الثلاث اللواتي يعتلين المنصة تحدثن وأفضن الحديث ولن أضيف جديدا، سوى أن الكتاب الرابع والخامس في أدراج مكتبي وإن شاء الله نحتفي بالإشهار معا حين صدورهما، والكتاب يتكون من مئتين وسبع وعشرين صفحة من القطع المتوسط، والناشر دار جسور في عمَّان ودار الرعاة في رام الله، وتكون الكتاب من خمسة وخمسين نصا، وهذه النصوص بوح الروح للروح، بوح الروح للوطن وفيء الزيتون وأشجار فلسطين ونرجسات جيوس، للأنثى التي تمثلت بأجمل وطن والوطن الذي تمثل بأجمل أنثى، وقد باحت بها روحي ما بين عمَّان وما بين جيوس وبعض منها في رام الله ونابلس وطولكرم، فما زالت عمَّان وجيوس رئتي القلب يربطهما نهر مقدس.. أهديها اليها وحدها التي تحلق بين الأزرق والأخضر السهلي والتي تمازجت مع أجمل وطن، فانصهرت روحي بروحها فيه، لمن ابتسمت الياسمينات وتراقصت حين رأيت عينيها أول مرة بعد سنوات وأد الحرية، لكنها ما زالت لم تستطع أن تدرك حجم حبي ومشاعري وجنوني، رغم أنها أسطورة الأنثى المعتقة بتلاوين الزمن، فرافقتني روحها حلمي وأنا أسعى أن أجد لنفسي في رحلة تجوالي وبحثي في الوطن.. عن وطن.
وفي النهاية لا بد من كلمة حب وتقدير لشجرة اللوز الأخضر ختام لطفي جيوسي، والتي تغيبت لظرف صحي طارئ زوجتي ورفيقة الدرب، والتي عانت الكثير من غيابي عنها سنوات قاربت ستة عشر عاما، ما بين الغياب خلف القضبان، وما بين الغياب خلف حراب الجند والأسلاك الشائكة.. ولأبنائي الرائعين ذؤابة ومصطفى والمعتز بالله ومحمد الذين رفعوا رأسي عاليا في كل الظروف التي عشتها بعيدا عنهم وأنا اتنفس عشق الوطن. ولأحفادي وحفيداتي سيرين وسيدرا وداليا وكريم ومحمد.

وفي الختام قرأ الكاتب عدد من نصوص كتابه

زر الذهاب إلى الأعلى