تمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل  

بقلم: الدكتور محمد أبو حمور

تضمن خطاب جلالة الملك في افتتاح مجلس الأمة العشرين مضامين غاية في الأهمية ورسائل جوهرية ومحددات واضحة وحاسمة تشمل مختلف الجوانب المحلية والخارجية.

ومن أهمها التأكيد على مواصلة العمل في إطار المسارات الإصلاحية الاقتصادية منها والسياسية والإدارية، وبرز في هذا الإطار هدف توفير الحياة الكريمة وتمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل، ومواصلة تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي لإطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني.

قضية مستقبل العمل والوظائف تعد إحدى أبرز التحديات المعاصرة في ظل التوسع السريع والمتنامي والتحديث المضطرد للتكنولوجيا.

حيث يشهد العالم في الوقت الراهن تطورات جوهرية أوجدت مفاهيم جديدة وتغيراً لافتاً في نوعية الوظائف ومتطلبات اشغالها.

وهذا الامر يتطلب التفكير في الأساليب التعليمية والتدريبية المنسجمة مع هذه التطورات والكفيلة برفع التأهيل العلمي والعملي للشباب ليتمكنوا من الحصول على المهارات التي تتيح لهم الاستفادة من الوظائف المستحدثة والانخراط في مجال الريادة وتنمية مهاراتهم الإبداعية وتعزيز قدرتهم على انشاء المشاريع الصغيرة القابلة للاستدامة والتوسع.

فالتطور التكنولوجي الذي يشهده العالم يرتبط بالإبداع والابتكار والريادة، والأردن من الدول التي تميزت بتبني برامج وتشريعات تواكب التحول الرقمي وتعمل على  دعم وتحفيز الشباب في هذا المجال، ويشهد على ذلك العديد من الإنجازات والمشاريع الناجحة.

اعداد الشباب لوظائف المستقبل يتطلب العمل على اكسابهم المهارات المناسبة والقادرة على التأقلم مع التطورات التقنية والتكنولوجية فالمهارات الفنية والتكنولوجية والشخصية مع مواصلة تطوير الذات ضرورة لا بد منها.

كما انه لا بد من تنويع الخبرات والمهارات الخاصة بإتقان العمل عن بعد وهو توجه يشهد توسعاً لافتاً ويتيح الاستفادة من الفرص المتوفرة لدى قطاع الاعمال في الخارج.

ومن المهم أيضاً ان لا يقتصر اكتساب المهارات على المستجدين في سوق العمل بل لا بد من شمول من هم على رأس عملهم، فهم أيضاً بحاجة الى تطوير مهاراتهم وزيادة معارفهم بما يتناسب مع التطورات التي يشهدها سوق العمل.

ومع أن المهارات ترتبط عادة باختلاف وتنوع الفرص ولكن هناك مهارات أساسية لا بد من توفرها ومن أهمها اتقان لغة أجنبية أو أكثر، والقدرة على التعامل مع البرامج والأدوات الالكترونية والتكنولوجية المتعلقة بفرصة العمل، والمعرفة الفنية بمختلف الجوانب التي تتطلبها وظيفة ما.

يضاف لذلك التمتع بالذكاء الاجتماعي والقدرة على التواصل وبناء العلاقات مع محيط العمل خاصة وان كثير من الاعمال تحتاج الى فريق عمل متعاون وقادر على توزيع المسؤوليات والمهام.

وتحتاج وظائف المستقبل أيضاً الى مهارات التفكير الإبداعي والنقدي والقدرة على التحليل المنطقي، ومن المهم أيضاً توفر القدرة على السعي الى الابتكار واتقان مهارة التعلم المستمر بما يتناسب مع التطورات المختلفة.

تمكين الشباب واعدادهم لوظائف المستقبل يشكل نواة لتنمية اقتصادية واجتماعية وركناً اساسياً في تحفيز النمو ورفع مستوى معيشة المواطنين وتخفيض نسب البطالة والتأقلم مع التطورات التكنولوجية التي يشهدها عالم اليوم، ومن الأهمية بمكان التقاط الرسالة الملكية والعمل على تنفيذها في أسرع وقت وبأفضل الأساليب وترجمتها الى برامج عمل عبر تعاون فعال بين القطاعين العام والخاص.

زر الذهاب إلى الأعلى