ترامب يعتبر أن إغلاق الإدارات الفدرالية يمكن حله “خلال 15 دقيقة”

 أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أن “الإغلاق” الذي يشلّ جزءاً من الإدارات الفدرالية ويعتبر الأطول في تاريخ الولايات المتحدة بدخوله يومه الثاني والعشرين يمكنه حله “خلال 15 دقيقة”.

وتجاوزت مدة هذا التوقف الجزئي في عمل الحكومة الفدرالية عند الساعة 00,00 الجمعة (05,00 ت غ السبت) ال21 يوماً التي سجلت في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون في 1996.

ويصر ترامب على طلب تمويل بقيمة 5,7 مليارات دولار لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، رغم تصميم الديموقراطيين في الكونغرس على رفض هذا الامر.

وفي رد انتقامي، يرفض ترامب توقيع ميزانيات لقطاعات أخرى في الدوائر الحكومية لا علاقة لها بخلافه مع الكونغرس، فيزيد من شلل واشنطن.

وعواقب هذا الرفض واضحة وتتمثل في أن 800 ألف موظف في الإدارات الفدرالية (موظفون في مكتب التحقيقات الفدرالي ومراقبو الحركة الجوية…) التي يشملها الإغلاق لم يتلقوا رواتبهم الجمعة للمرة الأولى.

وصباح السبت كثف ترامب التغريدات التي تدعو المعارضة الديموقراطية الى “العودة الى واشنطن” لانهاء ما وصفه بانه “الأزمة الانسانية الرهيبة على الحدود الجنوبية”.

وكتب ترامب في تغريدة أن “الديموقراطيين يمكنهم حل مسألة الاغلاق في خلال 15 دقيقة! اتصلوا بالسناتور ممثلكم او الممثل الديموقراطي واطلبوا منهم أن يؤدوا عملهم! انها أزمة انسانية”.

وأشار أيضا الى انتقادات وردت في صحيفة “واشنطن بوست” حول عدم وجود خطة لديه لاستئناف عمل الادارات قائلا “بالواقع ليس هناك أي شخص آخر غيري في البيت الابيض، ولدي خطة لحل الاغلاق”.

وكان ترامب تراجع الجمعة عن سلسلة تهديدات سابقة قال إنه سينفذها لإنهاء حالة الجمود تتمثل باعلان حالة الطوارئ الوطنية لتأمين التمويل بدون الحاجة إلى موافقة الكونغرس. وقال في اجتماع في البيت الأبيض إنه “لن يتسرع” في إعلان حال الطوارئ.

ووصف ترامب إعلان الطوارئ بأنه “الحلّ السهل” للأزمة، فيما قال إن على الكونغرس تحمّل مسؤولياته والموافقة على مبلغ 5,7 مليارات دولار.

وقال الرئيس الأميركي إنه يملك “الحقّ الكامل بإعلان حالة الطوارئ إذا كان الكونغرس غير قادر (على الموافقة على التمويل)”. وكرّر ترامب أكثر من مرّة أنه يقترب أكثر فأكثر من اتخاذ هذا القرار الجدلي.

وبعد المحادثات في البيت الأبيض، كتب السناتور الجمهوري وحليف ترامب القوي ليندسي غراهام على تويتر: “السيد الرئيس، أعْلنْ حالة الطوارئ الآن”.

ويرى المناهضون لموقف ترامب أن خطوةً رئاسيةً أحادية الجانب ستشكّل تجاوزاً دستورياً وسابقةً خطرة.

-“تحت الحصار”-

تحوّلت هذه الأزمة إلى اختبار للغرور السياسي، خصوصاً بالنسبة لترامب الذي جاء إلى السلطة متفاخراً بقدراته على عقد الصفقات وواضعاً سياسته بشأن الحدود كحجر زاوية في أجندته القومية.

ويبدو الديموقراطيون في هذه الأثناء عازمين مهما كلّف الأمر على منع رئيسٍ، كان أحد هتافات حملته الانتخابية “ابنِ الجدار”، من أن يكسب الجولة.

ويتفق الديموقراطيون والجمهوريون على أن الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك تنطوي على تحديات كبرى للبلاد، من العنف الناتج من تجارة المخدرات، وصولاً إلى أزمة طالبي اللجوء والمهاجرين الفقراء الساعين إلى بدء حياة جديدة في إحدى أكثر الدول ثراءً في العالم.

ويدور النقاش أيضاً حول الحاجة الفعلية إلى جدار حدودي، فثلث الحدود بين البلدين هي أصلاً مسيّجة.

لكن تحويل ترامب مساعيه لبناء الجدار الى معركة سياسية يعتبره معارضوه محاولة لتغذية الخوف من الأجانب لدى قاعدته الانتخابية اليمينية، فيما يتجاهل عمداً واقع الحدود المعقد.

ويرى ترامب الذي زار الحدود مع المكسيك في ولاية تكساس الخميس أن ما يجري على الحدود هو عبارة عن “غزو مجرمين” للولايات المتحدة، لا يمكن حلّه إلا ببناء مزيد من الجدران.

وقال للمسؤولين المحليين في اجتماع في البيت الأبيض إن “بلدنا يعيش تحت الحصار”.

وتظهر بعض الدراسات أن المهاجرين غير الشرعيين عادةً ما يرتكبون جرائم أقلّ من تلك التي يرتكبها المولودون في الولايات المتحدة، لكن الجميع لا يوافقون على ذلك.

وفيما يجري إدخال المخدرات إلى الولايات المتحدة من خلال منافذ نائية، فأن معظمها يدخل البلاد في سيارات عبر النقاط الحدودية الخاضعة لحراسة مشددة، كما قالت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية في تقرير صادر عام 2017.

– حجرات مخفية-

وقال التقرير حينها إن معظم عمليات التهريب تجري “عبر منافذ الدخول الأميركية في سيارات تحتوي على حجرات مخفية (توضع فيها المخدرات) أو تمزج مع بضائع شرعية منقولة في مقطورات”.

وقالت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي إن الأموال يجب أن تصرف على أمن الحدود وليس على الجدران. وتابعت “علينا النظر إلى الحقائق”.

وفي سياق منفصل، حثّ حاكم بورتوريكو ترامب على عدم تحويل أموال الطوارئ المخصصة للجزيرة، لتمويل الجدار الحدودي.

وجاء طلب ريكاردو روسيلو بعد تقارير أوردت أن البيت الأبيض طلب من سلاح الهندسة في القوات البرية الأميركية درس طرق لتحويل الميزانيات المخصصة للإعانة في حالات الكوارث الطبيعية، إلى تمويل الجدار.

وكتب روسيلو على تويتر “ينبغي عدم تمويل جدار على حساب آلام مواطنين أميركيين عانوا بسبب مآسي الكوارث الطبيعية”.

وتابع روسيلو أن هذا يشمل الأميركيين في كاليفورنيا وتكساس وبورتوريكو والجزر العذراء وأماكن أخرى ضربتها الكوارث الطبيعية.

وفي أيلول/سبتمبر الماضي، ضرب الإعصار ماريا الأراضي الأميركية في الكاريبي، وتسبب بمقتل 3 آلاف شخص اضافة الى أضرار مادية كارثية، كما شل شبكة الكهرباء فيها لأشهر عدة. (ا ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى