بين عمّان ولندن، نتفاءل بـ”سنوات غلال” لا مجرد كسرة خبز!
نتفاءل، ليس لأنّ هذا واجبنا تجاه شعبنا وبلدنا فحسب، ولكنْ لأنّ هناك ما يدعو للتفاؤل، فالأيام الصعبة تمرّ ولو ببطء، والعمل على إعادة الأمور إلى نصابها يجري على قدم وساق، ونُلاحظ وعيوننا على لندن وقلوبنا في عمّان أنّ هناك إصراراً أردنياً على تجاوز آثار الماضي.
وبقدر ما كانت كلمة الملك اللندنية موجّهة إلى الحضور من مسؤولين ومستثمرين عرب وأجانب، فهي موجّهة إلى الأردنيين أيضاً، فنحن لن ننتظر وثقتنا بأنفسنا أكبر من كبيرة، وكما كان حضوره في كلّ التجمعات التي حضرها وتحدّث فيها، كان كذلك في عاصمة الضباب.
وأعجبني اعتراف رئيس الوزراء بأنّ الاصلاحات الاقتصادية كانت صعبة، وأعجبني أكثر سرده لقصّة أوّل كسرة خبز مخبوزة في تاريخ البشرية وُجدت في بلادنا مؤخراً، ومزاوجتها بأنّنا تقاسمنا خبزنا مع الآخرين، ولم نمنّ على أحد، ولكنّ من واجب الدنيا دعمنا، والوقوف معنا.
كلّ ذلك يدعو إلى التفاؤل، ولعلّ النتائج تصل إلى بعض حجم التوقعات، ولكنّ الأجمل كان ذلك المطر الذي ملأ الأردن كلّه، فوشى لنا بأنّ الله معنا، وأن رحمته تعالى لن تتركنا في قحط، وأسراب جراد، ولعلّنا استقبلنا في شهرين ماءً سماوياً لم نستقبله في سنوات خمس مجتمعة.
ما نقوله إنّنا نتفاءل بالخير لعلّنا نجده بعد صبر طويل، وما نقوله إنّ إيماننا ببلدنا ليس كإيمان العجائز، بل بثقتنا بأنفسنا وببلدنا، ويبقى أنّ كلمة “سنة غلال” باتت تتكرّر على ألسنة المزارعين الآن، ولعلّها “سنوات غلال” تأتي إلى بلادنا فننسى كلّ ذلك القحط والقهر والحاجة، وللحديث بقية!