بائعةُ البرتقال في يافا…
شعر: ناديا سعادة
بائعةُ البرتقال في يافا…
لها صوتٌ شارك البحر أمواجه
على عتبة الشطّ الغريب…
برتقالاتٌ تمدّدنَ بين الأكفّ…
رقصن ملامحَ العيون…
وجئتَ وحدكَ عاشقا…
أرضَ البرتقالِ الحزين…
ونسجتَ بعدّة أعوامٍ…
حروفَ الحزنِ القديم
نساءٌ عِطْرُهنّ البرتقال…
سارحاً هذا الخيال…
على طريقِ الموتِ حين افترقنا…
و انتظرنا… و كان ما كان…
بعضُ برتقالاتٍ تأرجحنَ على صدور النساءِ
عذباتُ الحضورِ الحالمات….
أرضٌ تشتتَ شملها الغائبات
بقايا سنينَ باقيات….
دموعٌ تورّدن على قشورِ البرتقالةِ
حين مشت في سبيلِ الجوريّات…
أريجٌ عانق مجد الفراشات…
وسيدةً غابت في هذا المساء
وغفا نورُ الزمنِ الشهيد…
حين دخلنا مدينة الصلاة
كم بكينا واشتهينا…
دمعةً للحبِّ في هذا الشتاء!
هل نشتري منها البرتقال!
كيف تبيعُ الغربةَ في قصةٍ
لليدِ الحانيةِ رغم الشقاء!
كيف يكون القربُ غير موتِ الواقفين…
حين يشتدّ خوفُ الفقراء…
كيف نشتري ماء وهواء
من سوق النخاسة…
بنوا للبلاد أسواق البلاء
حين تحتارُ السماءُ…
بين جميلاتٍ انتظرنَ…
ونساءٍ مشينَ راجلاتٍ…
تحت ماء المطر…
و برتقالة رغم الخطر
قالت…
الحبّ في يافا أبد
على شرفاتِ البقاء