المهمة الصعبة

المهمة الصعبة التي تواجه الفريق الاقتصادي الوزاري هي تحقيق نمو اقتصادي حقيقي يتجاوز الزيادة السكانية وزيادة المديونية كنسبة الى الناتج المحلي الإجمالي.

حسنا قد يقول قائل إن تجاوز النمو الاقتصادي للزيادة السكانية طبيعي ومطلوب لكن ما علاقة المديونية؟

ببساطة, خدمة المديونية تأكل النمو, ومن دونه لا فائدة من كل خطط مكافحة البطالة والفقر ومن دونه أي النمو فإن كل برامج التشغيل والتدريب بلا معنى حتى لو قلبت الحكومات عناوينها مرات ومرات.

تقديرات النمو تتراوح بين 2% و3% ما يعني أن الاقتصاد الأردني سيحقق نمواً إيجابياً فأين هي المشكلة؟

لماذا لا يكون النمو إيجابياً ما دامت المؤشرات في القطاعات الرئيسية إيجابية، فالصادرات ترتفع، ومقبوضات السياحة ترتفع، وحوالات المغتربين زادت، والمنح الخارجية في مستواها بل أفضل، وتدفقات الاستثمارات الواردة كما يقول الفريق الاقتصادي جيدة أو هي على الطريق.

ليس مطلوباً من الفريق الاقتصادي أن يقوم بزيادة الصادرات الوطنية لكن عليه أن يعمل لتخفيض تكاليف الطاقة على الصناعة، وعليه أن يحسن عقد الاتفاقيات مع الدول وأن لا يتهاون في وضع قوائم السلع المتفق عليها للإعفاءات، وعليه أن يخفض الرسوم، وليس مطلوباً من هذا الفريق أن يذهب ليجلب السياح من الخارج، لكن عليه أن يدعم القطاع السياحي عبر تخفيض تكاليفه والرسوم والضرائب التي يدفعها وعليه أن يخفف القيود والمضايقات وحملات التفتيش بمناسبة ومن دون مناسبة، وطبعاً ليس مطلوباً من الفريق الاقتصادي أن يذهب إلى دول الخليج ليقنع المغتربين الأردنيين بزيادة حوالاتهم، لكن عليه أن يبتكر أدوات استثمارية آمنة ومجدية لجذب هذه الحوالات التي تتنافس عليها صناديق استثمارية أكثر كفاءة وأكثر عوائد.

على الفريق الإقتصادي أن لا يكرر نفسه لأن وسائل تحفيز النمو التقليدية التي نعرفها ويعرفها الجميع قد استهلكت بل بولغ فيها والنتائج متواضعة ومنها التوسع النقدي وتوفير التمويل للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وللأفكار الريادية.

المهمة الصعبة التي لا يريد الفريق الاقتصادي الاقتراب منها هي الإصلاح الهيكلي، في مجالات الإدارة والتشريع سواء المالية العامة أو التعليم والصحة , بما فيها تلك التي تقدم للمستثمرين، فليس من المعقول أن يلجأ المستثمر إلى الإعلام كلما أراد أن يضغط على الحكومة بمطلب مشروع.

شعار هذه الحكومة, كفاءة، إنتاجية، استقرار بمعنى التكافل، لكن أين شعارات تحفيز النمو؟ ما زلنا بانتظار خطة قالت الحكومة أنها تعدها لتحقيق هذا الهدف.

زر الذهاب إلى الأعلى