الملك ورومانيا والسكوت عن الحق
لم يؤجّل الملك زيارته لرومانيا فحسب، بل ألغاها من أساسها، في رسالة بليغة لنصرة القُدس، وردّ حاسم على تصريحات رئيسة وزرائها حول نيّتها نقل سفارة بلادها إلى المدينة المقدّسة، وهو موقف ملكي يستأهل كلّ الشكر والتقدير.
وفي الوقت الذي يكتفي به الكثيرون باطلاق الشعارات، يتّسق الملك مع قناعاته ويمارسها على أرض الواقع، وحين أعلن قبل أيام وبالفم المليان والصوت العالي: كلاّ للحديث عن أيّ تغيير بمستقبل القُدس، كان يعني ما يقول، وها هو يُسجّل أمام العالم ماذا قصد من النفي القاطع.
على هذا الموقف النظيف أن يُعمّم عربياً واسلامياً ودولياً أيضاً، ولأنّنا على أبواب قمّة عربية في تونس، نظنّها مناسبة لأن يتّفق القادة العرب على قرار باتخاذ مواقف حاسمة ضدّ كلّ من ينجرّ وراء الموقف الأميركي بنقل السفارة، قبل أن تكرّ “حجارة المسبحة” ويتكرّس ويُعمّم الظُلم الذي تتعرض له مدينتنا العظيمة.
“الساكت عن الحقّ شيطان أخرس” هذا ما كان العرب يقولونه أيام زمان، وكانوا يقولون أيضاً :” الساكت عن الظُلم كفاعله”، ولعلّ الآخرين يتعلّمون من الدرس الملكي بعدم السكوت، وللحديث بقية.