إنشاء أول “وحدة اخلاقيات البحث العلمي” على مستوى الجامعات الأردنية في جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا
افتتح رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي وحدة اخلاقيات البحث العلمي، التي تأتي تماشياً مع الشرعة العربية لأخلاقيات العلوم والتكنولوجيا التي توليها صاحبة السمو الملكي الاميرة سمية بنت الحسن المعظمة رئيس مجلس أمناء الجامعة جل اهتمامها، وتأكيداً من سموها على أن الأبحاث العلمية في مختلَف مجالات العلوم والمعرفة هي الأَساس في تقدم الدول وازدهار الحضارات. وهي الدعامة الأَساسية للاقتصاد والتطور للوصول إلى التنمية المستدامة. وتهدف الوحدة إلى تطبيق أخلاقيات البحث العلمي، من خلال مراجعة الأساليب المقترحة، وحفظ الحقوق، وتعزيز رؤية الجامعة نحو بيئة بحثية متقدمة، والتي تعتبر الاولى على مستوى الجامعات الأردنية.
وركز رئيس الجامعة الدكتور مشهور الرفاعي، في كلمته التي القاها في افتتاح الوحدة ضمن نشاط تم تنظيمه من كلية الملك عبدالله الاول للدراسات العليا والبحث العلمي، على ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي الذي أصبح موضوعَ الساعة، كونه السبيل الأمثل لتحقيق التطور العلمي والتكنولوجي بمختلف مجالات الحياة، وكذلك أصبح من الضروري اليوم توافر مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية، فيما يُعرف بــــ” أخلاقيات البحث العلمي “، بحيث تضبط هذه الأخلاقيات من خلال مجلسٍ خاصٍ بها.
وأكد الدكتور الرفاعي على ان احتضان الجامعة لمجلس أخلاقيات البحث العلمي ما هو إلا تأكيد واضح لتعزيز رؤية الجامعة ورسالتها نحو ايجادِ بيئةٍ بحثيةٍ متقدمة وذات مصداقية عالية، واجراءات يُراعى فيها خصوصية المشاركين في الدراسة ونشر الوعي الأخلاقي لحماية خصوصية المشاركين، وخاصة الأبحاث التي يشارك فيها أشخاص من دول متعددة. حيث ركزت الجامعة في السنوات الأخيرة على مخرجات البحث العلمي من حيث الكم والنوع، ومن ينظر الى القواعد البحثية العالمية يلحظُ أنّ عدد الابحاث المنشورةِ سنويا قد تضاعف أربع مرات، وما هذا الانجاز إلا لحرص الجامعة والتزامها بتوفير البيئة المناسبة للبحثِ العلمي من خلال تبني السياسات الحكيمة، وتوفير الدعم المالي المناسب، والحوافز لتشجيع البحوث المتميزة، وتمكين الباحثين المتميزين من المشاركة في الأنشطة البحثية المختلفة، وتطبيق المبادئِ والقواعدِ الأخلاقية.
ونوه الدكتور الرفاعي، إلى أن الجامعة قد قطعت شوطاً بعيداً على طريق الريادة والتميز، واكتسبت سمعة طيبة تبعث على الفخر والاعتزاز، وستبقى بتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سميةَ بنت الحسن المعظمة، رئيس مجلس أمناء الجامعة منارة ساطعة، وحاضنة لكل الرواد والمبدعين.
كما شكر الدكتور الرفاعي كل القائمين والمساهمين في انجاح هذا التعاون، متمنياً أن تحقق هذه الوحدة الهدف المنشود منها، وأن تكون هذه التجربة مثلا يحتذى به في بقية الجامعات الأردنية خدمة للبحث العلمي.
وقال عميد كلية الملك عبدالله الأول للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور محمد صبابحه ، نفتتح اليوم وحدة أخلاقيات البحث العلمي في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، لتكون وحدة جديدة وحلقة وصل تسد الفجوة بين الباحثين ودراساتهم المجردة من جهة والعنصر البشري من جهة أخرى. سيما وأن المؤسسات المعنية بالطب والعلوم الصحية قد أعارت هذا الأمر اهتماما عالياً منذ زمن، إلا أن كثيرا من غير تلك المؤسسات لم تلق اهتماما لمثل هذه الممارسات. ومع تقدم العلم وسرعة تطوره، و سواء كان موضوع البحث طبيا أم اجتماعيا أم سياسيا أم اقتصاديا، نجد ضرورة التوقف قليلا عند الهدف الأساسي من هذا كله: ألا وهو الإنسان.
وشدد الأستاذ الدكتور صبابحه على ضرورة التأكيد على أن الأمانة العلمية في إجراء البحوث؛ من حيث الأصالة وعدم الانتحال ليست من مهام الوحدة، وإنما المحافظة على سرية المعلومات المتعلقة بالأشخاص سواء كانوا أشخاصا عاديين أم اعتباريين، مما يعزز ثقافة الشفافية والصدق عند جمع المعلومات، إذا ما اطمأن المبحوث على سرية معلوماته وحسن النية في الأسئلة الموجهة إليه. ومن هنا تبرز أهمية هذه الوحدة في جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا وكلنا أمل بأن تحقق هذه المبادرة أهدافها المرجوة على المستوى المحلي على الأقل، في المرحلة الأولى.
من جانبها قدمت الدكتورة ناديه صويص منسقة البرنامج ومديرة مكتبة الحسن في الجامعة، عرضا تفصيليا عن كيفية البدء بإنشاء وحدة أخلاقيات البحث، كنوع من اللجان التي تطبق أخلاقيات البحث من خلال مراجعة الأساليب المقترحة للبحث للتأكد من انها تراعي وتحافظ على خصوصية المشاركين فيه. حيث يتم تعيين هذه المجالس رسميا لمراقبة ومراجعة البحوث الطبية والسلوكية التي تشمل العنصر البشري للتأكد من الحفاظ على خصوصية المشاركين وعدم تعرضهم لأي خطر جسدي او مالي.
وفي الغالب تقوم هذه اللجنة بإجراء بعض أشكال تحليل المخاطر والفوائد في محاولة لتحديد ما اذا كان ينبغي اجراء البحوث أم لا، سيما وان الجامعة لها ارتباطات وشراكات أكاديمية وبحثية متعددة مع جامعات اجنبية، اصبح من الضروري ان يتوافر لدينا مثل هذه المجالس لحماية السلوك الأخلاقي للبحث ومراعاة اختلاف الثقافات بين البلدان وخاصة في الأبحاث التي يشارك فيها أشخاص من دول متعددة.
والجدير بالذكر أن انشاء الوحدة جاء بدعم فني ومالي من برنامج ( USAIDتكامل) المنفذ من Irex والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدوليةUSAID .
وفي نهاية الحفل، قام الحضور بجولة داخل وحدة أخلاقيات البحث التي تم إنشاءها في حرم الجامعة وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.