أمين عام “الجامعة العربية” الأسبق د. عمرو موسى يحاضر في شومان

أكثر من نصف قرن قضاها في أروقة السياسة المصرية والعربية، متنقلا بين منصب وآخر، لعل أكثرها سطوعا حين كان مندوبا لمصر لدى الأمم المتحدة في العام 1990، وهي اللحظة الفارقة بعد احتلال العراق للكويت، وما تبع ذلك من قرارات أممية أفضت إلى حصار العراق ومهاجمته لإخراجه من الكويت.

وللمصادفة، حين أقدمت الولايات المتحدة على احتلال العراق في 2003، كان عمرو موسى أمينا عاما لجامعة الدول العربية، وهي المنظمة التي عجزت عن استخدام أي أوراق ضغط لمنع واشنطن من شن حربها، بسبب الخلافات البينية التي شتت العمل العربي المشترك.

هو السياسي المخضرم عمرو موسى الذي عايش جميع التحولات العربية، فقد شهد ثورة الضباط الأحرار مطلع خمسينيات القرن الماضي، وصعود نجم القوميين الذين كان واحدا منهم، مرورا بحروب العرب مع إسرائيل، والهزائم المرة التي تكبدوها، والأراضي الكثيرة التي خسروها، وصولا إلى حرب تشرين المجيدة التي كانت شاهدة على أن العرب يمكن لهم أن يحققوا شئيا على أرض الواقع إن هم أحسنوا التخطيط.

موسى، كذلك، كان شاهدا على المغامرة الكبرى التي خاضها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، وذهابه إلى القدس، ومصافحته عدوه، مرورا باتفاقية كامب ديفيد التي دشنت العلاقة العلنية بين العرب والدول العبرية، ووصولا إلى اغتيال السادات وصعود نجم حسني مبارك، ثم عزله في ثورة شعبية خاضها المصريين مطلع العام 2011.

يعد مدافعا قويا عن التحول الديمقراطي في العالم العربي، ومن أوائل من نادوا بالخروج يوم ٣٠ يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة. رشح نفسه لانتخابات الرئاسة في العام 2012 كمرشح مستقل، طارحا رؤية طموحة للنهوض بالبنية البيروقراطية والاقتصادية في مصر، لكنه خسر السباق الرئاسي.

تم انتخابه كأحد الأعضاء المدنيين في الجمعية التأسيسية لكتابة دستور ٢٠١٢؛ فقاد الكتلة المدنية في الجمعية لمحاولة كتابة دستور يكفل الحريات والحقوق ويليق بمصر المعاصرة، لكنه اضطر ورفاقه للانسحاب من الجمعية التأسيسية بعد أربعة أشهر احتجاجاً على سياسات فرض الرأي الواحد داخلها.

من هذه الخلفية المهمة التي عايشها وكان لاعبا فيها، تأتي المحاضرة التي يقدمها موسى كشاهد على فترات مهمة من التاريخ العربي والمصري.

أصدقاء منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، كونوا معنا في السادسة والنصف من مساء يوم الإثنين 11 شباط (فبرابر) 2019، في محاضرة بعنوان “لم يكن الربيع العربي ربيعاً.. ولكن سوف يأتي الربيع”، للدكتور عمرو موسى، يقدمه فيها ويدير الحوار مع الجمهور رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري.

زر الذهاب إلى الأعلى