أزمة تسويق تطيح بأسعاره.. عجلون: الحر ينضج العنب مبكرا

لموسمين متتاليين، تواجه كروم العنب العجلوني مشكلة النضوج المبكر للثمار، واستوائها في آن واحد بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما يفرض زيادة المعروض وتدني الأسعار الى حد ألحق الخسائر بالمزارعين.

وكانت ثمار العنب بعجلون ولسنوات ماضية الأكثر جدوى مقارنة ببقية الزراعات، وذلك لميزة تأخر نضوجها وطرحها بالأسواق على دفعات، اذ يبدأ موسم العنب بعجلون في المناطق الشفاغورية مع انقضاء الثلث الأول من شهر حزيران (يونيو)، ويمتد إلى شهر أيلول (سبتمبر).

هذا الحال بدأ بالتغير وفق ما يؤكده مزارعون، متسببا بخسائر لمزارعي العنب الذين باتوا مضطرين الى قطاف الثمار في وقت مبكر ودفعة واحدة، ما يتسبب بزيادة المعروض وانخفاض الأسعار، لاسيما مع غياب أي عمليات تصنيع تستوعب كميات الانتاج الفائضة عن الحاجة، باستثناء عمليات تصنيع فردية تبقى متواضعة ولا ترقى لمستوى الصناعات الغذائية المجدية.

ويؤكد مزارعون أن موجة الحر السائدة حاليا، ستضطرهم لقطاف كميات كبيرة من الثمار في آن واحد وعرضها في الأسواق، ما قد يتسبب بتراجع أسعار العنب أكثر مما هي عليه الآن، مشيرين إلى أنها بدأت تباع منذ أيام على اسعار منخفضة، بحيث لم يتجاوز سعر الكيلو 75 قرشا، بعد أن كانت في مواسم سابقة تتجاوز الدينار وربع في مثل هذا الوقت من السنة.

ويقول المزارع محمد أبو أسامة إن ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام بدأ يتسبب بنضوج ثمار العنب في آن واحد، خصوصا في مناطق المحافظة الشفاغورية، كراجب وكفرنجة وحلاوة والوهادنة والهاشمية، ما تسبب بزيادة المعروض وتراجع أسعاره بشكل لافت، مشيرا إلى أن أسعار بيع العنب بـ”الجملة” ومنذ موسمين، تراجعت إلى النصف، حيث كان يباع الكيلو الواحد في مواسم سابقة بدينار، في حين انخفض الموسم السابق والحالي ليتراوح ما بين 50 – 75 قرشا ما سيتسبب بخسائر كبيرة لهم.

وزاد أن تدني أسعار الموسم السابق، تسببت له بخسائر كبيرة، بحيث لم يكف المردود لتغطية النفقات من أجور حراثة وتقليم، وأثمان أسمدة ومبيدات ومياه ري، ما دفعه لترك كميات كبيرة من دون قطاف، ومحاولة تجفيفها وتحويلها الى منتج الزبيب، وعصر أخرى وتحويلها الى خل.

ويعتبر مزارعو المحافظة أن كروم العنب تشكل بالنسبة لهم كنوزا موسمية، ومصدرا جيدا لدخل كثير من الأسر العجلونية، لا سيما أنه بات يلقى رواجا في أغلب أسواق محافظات المملكة، لما يتميز به من مواصفات وجودة عالية.

ويبين المزارع حسين الأحمد أن فصل الصيف يحمل خيرات كثيرة تستمر لزهاء 4 أشهر بحيث يمتد موسمها من مطلع شهر حزيران (يونيو) وحتى نهاية أيلول (سبتمبر) من كل عام، وتشمل ثمار العنب والأسكدنيا، والتوت والتفاح البري والتين والخوخيات والعناب.

وأكد أن أكثر تلك الثمار انتشارا وجدوى في المحافظة لسنوات مضت، يتمثل بثمار العنب، لافتا إلى أن أسعارها بدأت تتراجع بشكل لافت، بسبب التوسع في زراعة معرشات العنب، وتأثرها بموجات الحر، مبينا أن متوسط سعر الكيلو أصبح غير مجد، ويتسبب بخسائر للمزارعين، إلا أنه قد يرتفع في نهايات الموسم ليستفيد المزارعون في المناطق المرتفعة التي يتأخر موعد نضج العنب فيها، كونها تتميز بدرجات حرارة أقل انخفاضا.

ويرى المزارع محمد القضاة أن ثمار العنب في المناطق المرتفعة كرأس منيف واشتفينا ومناطق الجنيد تحافظ في العادة على أسعار جيدة لأن موسمها بالعادة يتأخر عن المناطق الشفا غورية، حيث التدرج في عملية النضوج والتي تبدأ في المناطق الشفا غورية وتتدرج إلى المناطق المرتفعة والأكثر برودة، ما يتيح فرصة للمزارعين من استثمار الموسم من دون أن تكون هناك مشاكل تسويقية.

ويقول محمد عنانبة إن تجار الجملة يقومون بشراء أنواع الفاكهة من المزارعين يوميا، بحيث يبيعون بعضها على البسطات للسكان المحليين، فيما ينقلون كميات منها لبيعها في أسواق خارج المحافظة، مؤكدا أن موسم الفاكهة الصيفية يشكل قيمة غذائية ومصدر دخل لأبناء المحافظة، خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الفواكه المستوردة.

ويؤكد إيهاب فريحات أن ثمار العنب في المحافظة كانت في سنوات سابقة، تعد الأجدى للسكان فهي تتوفر بكثرة، كما أن تسويقها في مواسم سابقة كان يعد أمرا سهلا من خلال قدوم تجار لشرائها من البساتين أو بمجرد نقلها إلى تجار الجملة في المحافظة لتباع بأسعار جيدة.

المهندس الزراعي سامي فريحات، يؤكد أن بيئة المحافظة تعد مثالية لزراعة أشجار التين وكروم العنب، مبينا أن كثيرا من المزارعين استصلحوا مساحات كانت صخرية وغير صالحة للزراعة، وتم زراعتها بالكروم وأنواع عديدة من الأشجار المثمرة.

وزاد أن بيئة المحافظة وطقسها المتباين في درجات الحرارة يجعل موسم الفاكهة الصيفية فيها يمتد طيلة 4 أشهر، خصوصا ثمار العنب التي تبدأ بالنضج مطلع حزيران (يونيو) في المناطق الشفاغورية وتنتهي مع نهاية أيلول (سبتمبر) في المناطق الباردة كرأس منيف واشتفينا وصخرة.

من جهته، يؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس حسين الخالدي، أن الأسعار مرتبطة بالعرض والطلب، مبينا أن الفاكهة الصيفية في عجلون تشهد رواجا جيدا في أسواق المحافظة والمحافظات الأخرى في المملكة، خاصة كروم العنب التي تنتشر على مساحات لا بأس بها من الأراضي الزراعية.

وأكد أن المديرية توفر باستمرار الإرشادات للمزارعين وأنواعا من العلاجات الضرورية لمكافحة الآفات الزراعية، مبينا أن عشرات المزارعين استفادوا في سنوات سابقة من مشاريع “معرشات العنب” واستصلاح الأراضي الصخرية والحصاد المائي والتي دعمتها وزارة الزراعة.

وزاد أن وزارة الزراعة تسعى دائما لإيجاد سوق دائم للمنتجات الشعبية في المحافظات، وآخر لجميع المنتجات الشعبية الأردنية في العاصمة عمان، بحيث تكون بمثابة أسواق ومعارض دائمة للمنتجات الزراعية والشعبية للمساهمة في تسويق هذه المنتجات بأسعار مناسبة.

عامر خطاطبة – الغد

زر الذهاب إلى الأعلى