أبو رمان يكتب عن شهداء الواجب: “أنتم سوار الوطن”

“قالت طفلته لا تكثروا هيل التراب عليه حتى ابقى اراه “
الشهيد عدي محمد الخرابشة
شهداء الواجب ، انتم سوار الوطن ، انتم الصورة الابهى والاجمل ،، طوبى لارواحكم الزكية الطاهرة في نعيم خالدين ، هذا وعد الله للشهداء و الصديقين ..
رجالات الوطن ليسوا من يجلسون على الكراسي وينالون اعلى المناصب ويتقاضون اعلى الرواتب ، بل انتم يا من تحملون ارواحكم على اكفكم ، انتم فقط من نرى الوطن في عيونكم بهيا جميلا كما نحب ان نراه …
كلماتك الرقيقه ايتها الطفلة البريئة ، احتبست الدمع في محجر العين ، واختلجت حنايا النفس وشهقات الانفس ، أحزنتِ قلوبنا وانتِ تناجي اباً لن يعود ، وهل من وارى الثرى يؤوب … !
وليس يدمي القلب اكثر ، من ان ترى طفلة في ريعان الصبى ، على لوعة فراق ابيها تتحسر…!
تقول ابنتيْ لمّا رأت طولَ رحلتي
سِفارُكَ هذا تاركي لا أبا ليَّ
يقولون: لا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنونني
وأينَ مكانُ البُعدِ إلا مَكانيَّ
هكذا كان الخبر بالنسبة للكثيرين ،،
“استشهاد أحد مرتبات الدفاع المدني الرقيب عدي محمد الخرابشة، والذي انتقل الى رحمة الله، أثناء القيام بواجبه في عملية إنقاذ نفذتها كوادر الدفاع المدني، لإخراج شخصين سقطا داخل حفرة يزيد عمقها عن 30 مترا، داخل منزل في العاصمة عمان.”-مقتبس
عدي ورفاقه حضروا بعد بلاغ امني عن سقوط شخصين في حفرة عميقه ، قد يكون من حفرها يبحث عن دفائن اما عدي فقد لبى نداء الواجب ولم ينتظر وصول تعزيز وتجهيزات لعل الوقت يسعفه ليبذل نفسه في سبيل انقاذهم ، اليست مفارقة عجيبة …!
وهكذا ودعت الطفله الصغيره اباها ، كانت تنتظر عودته في كل يوم بشغف ولكنها فجعت بفراقه …
“لا تكثروا هيل التراب عليه حتى ابقى اراه “
بالأمس كنا في بيت العزاء في البقعه و قدمنا الواجب و كم تقطعت اوصال القلب ان نرى الحزن في عـيـن اباه و اخواته وابنته وعشيرته..
عزائنا اليك ايتها الطفلة الصغيرة انك اليوم ابنة الشهيد ، الذي هو رمز عزة و فخر الوطن ،، هؤلاء من ادركوا ان الثمن اغلى من ان يدفع ولكنهم قدموه بلا مقابل سوى انه الواجب ، هؤلاء من يخلدون في ذاكرة المجد و الكرامة والسؤدد ..
ندعوا الله العلي القدير، أن يتغمده بفسيح جناته، مع الشهداء والصديقين، وأن يلهم اهله وزملائه، جميل الصبر وحسن العزاء
“إنا لله وإنا إليه راجعون”
اخلصوا له بالدعاء ، عليه رحمة الله